الكمين.. أفخرُ السلاح وأذلُّ الرجال

 

وسام الكبسي

تحاولُ دويلة الإمارات جاهدة تلميع وجهها القبيح بتصوير مشاركتها في العدوان على اليمن بأنه فقط لتقديم المساعدات وذلك من خلال الفيلم (الكمين)، فتزداد قبحاً إلى قبحها، ويظهر عجزها وفشلها أكثر، وينكشف حكامها للجميع مدى انحطاطهم القيمي، ومستوى ارتماءهم المخزي في حضن الغرب بدليل أنهم لا يمكن أن يقوموا بأي عمل أَو مهمة ما لم يكن الغرب راسماً لسيناريو ذلك الموقف أَو تلك المهمة بل ومشاركاً فعلياً في تطبيق ما خُطط له، وما على الإماراتي سوى تَبنّي الموقف ودفع التكاليف إسوة بجارة السوء السعوديّة.

ولأن حكام ممالك الخليج يعيشون عقدة النقص كمرض وراثي مستعصي لا يمكن التعافي منه إلا بالحديد والنار حتى يعودوا إلى حجمهم الطبيعي كرعاة إبل لا أن يبقوا قفازات في أيدي الصهيونيّة العالميّة، وهم في مرضهم المتفشي بكثرة في أوساطهم يبذلون قصارى جهودهم بما أوتوا من أموال البترودولار ليحصلوا على تاريخ من أي بائع لهُــوِيَّته وإرثه الحضاري بأي ثمن كان، ولأن ممالكهم لا تبلغ من العمر أكثر من منتج محلي من منتجات بعض شركات التغذية اليمنية فقد تعمدوا الارتماء تحت أقدام اليهود لتدمير أعرق الحضارات العالميّة وأصل العروبة وأنصار الرسالة حقداً منهم وحسداً، فتقمصوا ثوب الإنسانية وصوت العروبة، لكن الجسم العليل لا يقبله القميص الجميل والصوت الشاحب لا يصدر سوى خوار.

فمتى سمحت فطرة الإنسان السوي قتل الأطفال، والنساء، والشيوخ، وتدمير حياة الإنسان وأسباب رزقه؟ ومتى كان للعرب نخوة مزيفة وتاريخ مسروق وحضارة مشتراة بالمال والدرهم؟ وكيف أصبحت القيم والأصالة العربية هي من تجعلُك أن تحوّل أبناء جلدتك إلى أشلاءٍ إرضاءً لنزوات عدوك؟ ولماذا تحوّلت الشجاعة والإقدام والإباء والشموخ فجأة إلى فرار مخزٍ وهروب مذل؟ لم يحصل كُـلّ ذلك إلا؛ لأَنَّ الأمريكي والإسرائيلي هو من غرس قيمه في أذهان أمثال هؤلاء الشواذ ومرتزِقتهم، فصاروا مثلهم حتى في صنع البطولة الوهمية والشجاعة المزيّفة والموقف الإنساني المزوَّر، وَ(الكمين) أكبر مثال على كشف واقعهم.

ومثلما جمعوا وحشدوا جيوش ومرتزِقة وقاعدة وداعش لقتل وإبادة الشعب اليمني وبذلوا مئات المليارات؛ مِن أجلِ أن يحصلوا على موطئ قدم في اليمن لتسليمه لإسرائيل تحت ستار إعادة شرعيتهم الإجرامية التي ثار عليها الشعب اليمني الحر، يصنعوا (فيلم الكمين) ليوجَّهوا رسالة للدّاخل الإماراتي والرأي العام بشكلٍ عام بأن جنودهم أبطال وشجعان يقدَّموا دروس الأخوة العسكرية في موقف إنساني في اليمن بعد أن حشدوا مئات الممثلين أغلبهم من دول غربية بما فيهم كاتب ومخرج الفيلم باذلين فيه ملايين الدولارات، ليقع الكمين في كمين محكم مرّة ثانية في توضيح الإعلام الحربي لمقطع فيديو يفضح تلك البطولة ويعرّي إنسانيتهم، فيظهر رجال الله وأبطال الجيش واللجان الشعبيّة وهم يوقعون رتلاً من المدرعات الإماراتية في منطقة موزع بمحافظة تعز في كمّاشة الموت المحتَّم ليحرقوا المدرعات ويحوّلون الجنود الإماراتيين وضابطهم إلى رماد، وبكلّ معاني الفخر والاعتزاز يمسك ذلك المجاهد العزيز بندقية ذلك الضابط الصريع الذي ولى هارباً ولم ينجو حتى بنفسه ويقول ساخراً (أفخر سلاح وأذلّ رجال) حقيقة يعرفها الجميع وشاهدها العالم بأسره، ففاقد الشيء لا يعطيه.

وبكل هدوء أعصاب، وبدون أدنى تكلفه، بسلاحٍ خفيفٍ ومتواضع جِـدًّا يتم تدمير وإحراق ونسف أقوى المدرعات ذات التكلفة العالية في دقائق معدودات بتوثيق عالي الدقة كما هيَ المشاهد التي وثقها الإعلام الحربي اليمني وبث بعضها متحفظاً على الكثير الكثير، ملتزماً القيم والأخلاق الإيمَانية والإنسانية من فظاعة ما تلقّاه جنودُ دويلة الإمارات ومرتزِقتها.

وما تزالُ ضربة صافر وباب المندب حاضرةً وبقوة، وقوّةُ تلك الضربات المنكّلة في مستوى النحيب والبكاء الذي سمعه العالم عندما تم تشييعُ محصّلة تلك الضربات في الإمارات وبثها إعلامهم، وفيلم (الكمين) لن يكون فيتامين الشجاعة لمن يملك أفخر السلاح ولا يملك معاني الرجولة وقيم العرب.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com