الإرهابُ الأمريكي والمرأةُ اليمنية

 

بلقيس علي السلطان

لطالما تغنت دولُ الغرب ومن ضمنهم أمريكا الرجيم بالحُريات والتحرّر وعن أهميّة حرية المرأة وإدانة العنف ضدها، فكنا نحنُ العربَ نُشنف آذاننا ونطرب لتلك العبارات وننساق وراءها ونصفق لها ونؤيدها؛ فبسبب تيْهنا وعدم وعينا وبصيرتنا رأينا أنفسنا في سجن اسمه المبادئ والأخلاق والهُــوِيَّة الإيمانية وحلمنا بالتخلص منه والالتحاق بركب التحرّر الذي هو في واقعه انحلال عن القيم والأخلاق الإسلامية الراقية، وتوهمنا أن الغرب يقدسون المرأة وينزلونها منزلة عظيمة لم تصل إليها المرأة العربية بشكل خاص والمرأة المسلمة بشكلٍ عام!

مع مضي الأيّام وعندما بدأ العدوان الأمريكي الإسرائيلي المغلف بغلاف سعوديّ إماراتي على اليمن بدأت تتكشف الحقائق وتظهر البراهين عن حقيقة مكانة المرأة عند الغرب فمنذُ الضربة الأولى على صنعاء سقطت الكثير من الشهيدات من النساء جراء هذهِ الغارات وتم انتشالهن من تحت الأنقاض جثثاً هامدةً مقطعة في مشاهد تُدمي القلوب.

لقد قام دعاة التحرّر ونبذ العنف ضد المرأة بشن أعنف الجرائم بحق العديد من فئات النساء فمن فئة الأطفال ابحثوا عن قصة إشراق التي خرجت إلى المدرسة ولم تعد سوى جثة هامدة مبتورة القدم وقد تلطخ زيها المدرسي وأصبح حجابها الأبيض أحمر اللون بعد أن أخذ لون دمها!

وابحثوا كذلك عن بثينة عين الإنسانية واسألوها عمن سرقَ منها حضن عائلتها ومنحها لقب يتيمة؟!

أما من فئة الشباب فابحثوا عن عروس كان فستان زفافها كفن لها في عرس سنبان وابحثوا عن السميرتين المظلومتين سميرة حيس التي بقرَ العدوان بطنها وقتل جنينها وزوجها وتركها جريحة الفؤاد والجسد، وسميرة الجوف الأسيرة التي اختطفت من بين أولادها ليتم زجها في السجن دون رحمة وبيعها للمعتدين السعوديّين، وَالتي ما تفتأ أمها تبكيها وتناشد بتحريرها والتي تمادى المعتدين في أسرها ورفض كُـلّ ما تم تقديمه لهم؛ مِن أجلِ إطلاق سراحها!

كذلك لا ننسى فتاة الخوخة التي تم اغتصابها وفتاة التحيتا وغيرهن الكثير الكثير ممن انتهك العدوان ومرتزِقته حرمتهن واستباح أعراضهن.

حتى فئة النساء المتقدمات في السن فلم يتم استثناؤهن من قائمة دعاة السلام والإنسانية وحقوق المرأة وابحثوا عن عزاء أرحب الذي راح ضحيته عشرات النساء، منهن تلك المرأة الكبيرة في السن صاحبة البيت التي عثر عليها ولدها ليجدها وقد فارقت الحياة فاحتضنها ليقول للعالم المنافق بأي ذنب قصفتم أمي وما هو جرمها لتصبوا عليها هذه الغارات؟!

وابحثوا عن من مات منهن جوعاً والتصق جلدها بعظمها في حصار الدريهمي الذي فرضه تحالف العدوان على أسر ليس لها حول ولا قوة وليس لها لقمة تسد بها رمقها!

في خضم عناوين حقوق المرأة واليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة يبرز العنف الأمريكي بأبهى صوره في حربهم الخبيثة على اليمن ليكشف الزيف والخداع الذي تحمله هذه العناوين، كما يبرز الإرهاب الأمريكي ضد جميع فئات الشعب، حَيثُ سلطت عليه أعتى الأسلحة الحديثة حتى المحرمة منها دوليًّا لتثبت للعالم أنها بؤرة الإرهاب والخراب ضد العالم وبأن العالم لن يسوده السلام حتى يتم استئصال خبثها الذي أَسَاسه صهيوني بحت، كما لن تنال المرأة حريتها ولن يتم إيقاف العنف ضدها سوى بالعودة الجادة لهدى الله وكتابه المبين الذي أعطى المرأة حقوقاً وأولويات قل مثيلها في شرائع وقوانين العالم بأسره وما على المرأة سوى التمسك به وأن تعض عليه بالنواجذ لترتقي إلى أعلى مراتب العزة والكرامة والحرية الناصعة الخالية من شوائب الغرب وقوانينهم الكاذبة، والمرأة اليمنية أصبحت أكثر وعياً وعلماً بأعدائها وبخططهم الهدامة وأهدافهم السوداء واتخذت من درب الصمود والوعي مساراً لها تمشي عليه لتصل إلى قمة العفاف بعيدًا عن سم الصهاينة الزعاف.

وسلام على من أبصر ووعى وبهدى الله اكتفى وبخطى رسول الله وآل بيته اقتفى وبالمسيرة القرآنية نهل وارتوى والسلام على علم الهدى.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com