أبعاد عملية السابع من ديسمبر.. لجم العدوان من منطق “القوة

الخبير والمحلّل العسكري اللواء خالد غراب: القدرات العسكرية اليمنية تثبت من جديد كفاءتها في استهداف العمق السعوديّ بـ 25 طائرة مسيَّرة

 

المسيرة – خاص

عاش العمقُ السعوديّ في السابع من ديسمبر ليلةً عصيبةً، جراء الضربات الموجعة التي نفذتها القوات المسلحة على امتداد المساحة الجغرافية الواسعة للمملكة السعوديّة.

ومع بزوغ فجر السابع من ديسمبر كان اليمنيون يترقبون البيانَ الذي سيصدره المتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع، ليفرح قلوبهم المكلومة جراء العربدة المتوحشة للعدوان الأمريكي السعوديّ وتصعيده غير المبرّر على المدنيين في محافظات عدة.

وجاء بيان العميد سريع ليكشف عن حجم الصفعات التي تلقاها النظام السعوديّ، وفي مقدمة ذلك مقر وزارة الدفاع بالعاصمة الرياض، مع توجيه ضربات لأهداف عسكرية وحيوية أُخرى في جيزان وأبها ونجران وعسير والطائف وجدة.

ولأول مرة تطال الضربات اليمنية قاعدة فهد الجوية بالطائف، ما يعني أن الضربة كانت ذات بعد استخباراتي دقيق وأنها جاءت لثبت للأمريكيين والسعوديّين وغيرهم بأن يد صنعاء لا تزال الطُّولى وأنها قادرة على تأديب “العدو” إذَا تمادى في طغيانه ورفض الانصياع لقرار السلام.

ولعل أبرز ما يميز عملية السابع من ديسمبر أنها جاءت في ظل ادِّعاءات كاذبة لكيان العدوّ السعوديّ بأنه دمّـر عدداً من المصانع وورش تصنيع الطائرات المسيَّرة، من خلال عملياته العسكرية التي يدَّعي بأنها “مشروعة” على العاصمة صنعاء، والتي هي في الأَسَاس استهداف للمدنيين والمنشآت المدنية؛ ولهذا فقد أرسلت صنعاء رسالة تدحض كُـلّ هذه الافتراءات، ولهذا كانت العملية بحجمها الكبير وبعدد 25 طائرة مسيَّرة، وهي أكبر عملية منذ بدء العدوان على بلادنا.

وتكرّرت الأهداف التي طالتها عملية السابع من ديسمبر مع عملية “توازن الردع الثامنة”، والتي اكتوت السعوديّة بنيرانها، حَيثُ تم استهداف مطار خالد وشركة أرامكوا في جدة، وهي أهداف حساسة بالنسبة للنظام السعوديّ ومؤلمة في الوقت ذاته.

وعلى الرغم من العمليات المتصاعدة للقوات المسلحة اليمنية إلا أن العدوان الأمريكي السعوديّ لا يزال يتجاهل كُـلّ هذه الضربات، مواصلاً تصعيده المتوحش على اليمنيين، وذلك بإيعاز ودفع واضح من قبل الأمريكيين الذين لم يعد أمامهم مسار واضح في حربهم العبثية على اليمن، لكن القوات المسلحة أوصلت رسالة عبر هذه العملية بأنها لن تسكت عن هذا التصعيد ولن تظل مكتوفة الأيدي، ولهذا فَـإنَّ التصعيد سيواجه بالتصعيد والرد بالرد، وعلى الباغي تدور الدوائر.

ويرى الخبير والمحلل العسكري اللواء خالد غراب، أن عملية السابع من ديسمبر لها أبعاد ودلالات عدة، فهي أولاً تأتي كرد على التصعيد الهستيري لقوى العدوان على اليمن، كما تأتي في إطار دحض أكاذيب تحالف العدوان من أنه قد استهدف ودمّـر ورش تصنيع الطيران المسيَّر اليمني، مُشيراً إلى أن العملية استهدفت أهم مقر سيادي لمملكة الشر وهي وزارة الدفاع، وهي تعزز قدرات القوات اليمنية المسلحة في توجيه ضربات للعدو السعوديّ على امتداد مساحة جغرافية واسعة تمتد من نجران وجيزان وعسير وأبها في الجنوب، ثم تصل إلى الرياض، فجدة، والطائف، لافتاً إلى أن إطلاق 25 طائرة مسيَّرة على هذه المساحة الجغرافية الكبيرة يثبت مدى الخبرات والقدرات وما وصلت إليه القوات المسلحة اليمنية من كفاءات في تنفيذ مثل هكذا عمليات كبيرة.

ويشير اللواء غراب إلى أن القوات المسلحة اليمنية ولأول مرة تستهدف قاعدة عسكرية في الطائف، وهذا يدل على التفوق الكبير في الجانب الاستخباراتي لدى قوات صنعاء وأنها باتت تملك الكثير من أوراق القوة، لردع العدوّ السعوديّ وإيقاف صلفه وغطرسته.

ويبدو أن الأيّام القادمة ستكون عسيرة على العدوان إذَا واصل تماديه ولم يجنح للسلام، فصنعاء التي تثبت كُـلّ مرة قدرتها على الرد التصاعدي وبعمليات أكبر من سابقاتها قد تقدم على خطوات أكثر إيلاماً ووجعاً للعدوان، وستجبره على إيقاف توحشه من منطق القوة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com