الشاهد والشهيد والمنتظر عصر الشهادة..
عبدالقوي السباعي
مع إشراقة شمس المشروع القرآني العظيم, مضت المسيرة القرآنية المباركة, وسارت مواكبها نحو النور متجاوزةً كل العراقيل والصعاب, بثقافةٍ إيمانيةٍ متوهجة ومنهجيةٍ قرآنية فريدة.. بعد أن قدمَ صاحب هذا المشروع العالمي السيد حسين بدر الدين الحوثي، دمهُ وروحهُ على مذبح الفداء ومسار الانطلاق.. ليتحول الشعب اليمني كله بعد هذه التضحية العظيمة إلى شهداء, كل بدوره.. الشاهد والشهيد والمنتظر عصر الشهادة.. لتكون بحق فلسفة مثلى للشهادة ولثقافة الاستشهاد.. فشهداء اليمن منذُ اليوم الأول للمسيرة القرآنية قد انطلقوا باسم الله وفي سبيل الله, لا يخشون في الله لومة لائم, إذ قام هؤلاء الصفوة الخلفاء, شاهدين وشهداء, بعد أن تجسدوا مضامين هذا المشروع, فتشربوا منهجية معرفة الله.. واستلهموا عظمة الله.. وتغلغلت فيهم الثقة بالله.. وتدبرت جوارحهم نعم الله.. انطلقوا متنافسين في سباقٍ على وعد الله, متداركين وعيده..
فكانت هذه الثقافة الرافد الأساس لهذه الروح الحياتية.. لهذه الروح الجياشة.. لهذا الفداء العظيم, حيث مضى هؤلاء الشهداء شاهدين على عصرهم بين يدي عليم مقتدر, شاهدين على الناس بمعرفة الحق وحفظه, حجةً لهم وعليهم أيضاً, فيما الناس اليوم شهود بنقل الأمانة وتوصيل رسالة نورهم، وإن كان نورهم بلا شك يسعى بين أيديهم في حضرت الملكوت الأعلى, فان هذا يستدعي أن معرفة الحق معهم أمانة في أعناق الأحرار المنتظرين..
وفي هذه المناسبة الغالية التي نعيشها في إحياء الذكرى السنوية للشهداء, حريٌ بنا جميعاً أن نكون شهود على تضحيات شهداءنا الأبرار من خلال تسطير قصصهم وتخليد بطولاتهم, فكما قال السيد القائد: “إن لكل شهيد حكاية”, فالجميع اليوم مدعو لكتابة ونشر قصة وحكاية وكل ما يعرفه عن هذا الشهيد أو ذاك, في العائلة في القرية في الحي في المدينة, كعملٍ جهادي يسهم في تعزيز ثقافة الشهادة وعظم الشهداء..