حكايةُ الاثنين والأربعين ربيعاً

 

أشواق مهدي دومان

الاثنان وَالأربعون ربيعاً ليست سنواتِ عُمُرِه الشّريف منذ ولادته لليوم فحسب بل هي عمرُ الإيْمَانِ منذ هتفت وَأنشدت قلوب الأنصار فرحاً بمقدم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وَآله) قائلة: “طلع البدر علينا”..

الاثنان وَالأربعون ليست عمره فحسب بل هي عمر إسلام اليمانيين في ديارهم وَتسليمهم للرسول الأعظم حين قدم رسول اللّه أن آمنوا فآمنا.

هي عمر تزكية وَافتخار الإمام علي (عليه السّلام) بهمدان، وَقبلاً هي عمر حضارة ملكة سبأ، هي عمر حضارة ضاربة في جذور التاريخ.

هي عمر مدينة سام التي بقيت صامدةً كملاذٍ للإنسانية السوية حين لم يعصم اللّهُ من طوفان عقابِه لائذاً بجبل وَقد كفر باللّه!!

نعم: هي عمر بقيّة سام منشأ العروبة، وَعودة الحق وَثبات الإيْمَان الذي حيي من جديد.

الاثنان وَالأربعون ربيعاً هي ليست نشوة الرّوح تتوق للفجر الأبيض فحسب، وَليست إشراقة العمر في سطوع الشمس الآسرة جمالاً فحسب.

الاثنان وَالأربعون ربيعاً ليست حكايات نجواي وَالقمر حين أشتاق لأمنياتي وَأدعو اللّه في سجدات صلواتي.

الاثنان وَالأربعون ربيعاً ليست فحسب خفقات قلبي بين جنبيّ التي تهتف حباً وَعشقاً لك يا سيّد السّادات.

الاثنان وَالأربعون ربيعاً هي طيّ الأحزان في عمر هذا الوطن المقهور، هي دفء الحنان في قلوب الثابتين على المبادئ.

الاثنان وَالأربعون ربيعاً هي نسيجُ المعجزات التي يخيطها رجال اللّه بأنسجة أجسادهم وَشرايين دمائهم تاريخاً من ذهب يحكي ملاحم الأمجاد، وَيبطل سحر الخونة وَالعملاء القابعين في شقق الرّياض وَأخواتها.

الاثنان وَالأربعون ربيعاً ليست عمر سيدي وَقرّة عيني وَتاج رأسي وَعشق روحي السيّد القائد عبدالملك بن البدر الحوثي، فحسب بل هي المسيّرات التي نطقت في مهد صناعتها تتبع أحقاد المستكبرين، وَتتربص بهم، وَتدمّـر أحقادهم، وَتنثر طموحاتهم في اقتحام وَاحتلال البلدة الطيبة.

هي عمر القواذف وَالأسلحة وَالبنادق وَالولّاعات التي عشقها رجال اللّه يدقّون وَيسحقون بها عظام المستكبرين وَيدكون حصونهم دكاً، وَيحرقون مدرّعاتهم وَمعها قلوبهم وَمرتزِقتهم.

الاثنان وَالأربعون ليست عمر مولاي فحسب إنها عمليات توازن الرّدع واحدة بعد الأُخرى.

هي عمر النَّفَس الطويل وَالنّصر الذي أمكن من المستكبرين.

هي تلك التّأييدات الإلهية التي لا تفارق رجال اللّه فجعلتهم يلقفون فخر صناعات الغرب المستكبر، وَقد لان لهم الحديدُ،

هي عمر إعادة كتابة تاريخ اليمن الأزهر العريق الذي محا إفكَ 18 دولة أَو يزيدون.

وَبعد: يا حرفي الشّحيح أَوَتوقفتَ عن الكتابة عجزاً أم حياءً وَمهابة حين تكتب عن ميلاد ابن البدر؟!

إذن فقد سامحتك وَقد عرفتك عاشقاً لابن رسول اللّه، حين غرقت فيك مشاعر العشق مقدساً طاهراً زكياً وَامتزجت مع مشاعر الفخر وَالعزّة التي لازمتك حين رأيت دفعاً من عمالقة الرجال يتخرّجون أسود كاسرة من مدرسة السيّد العَلَم عبدالملك بدر الدين الحوثي.

أعرفك يا قلمي حين تمتلئ بمداد عشق سيّدي القائد كيف تزكو وَكيف يجلو صدأ تعبك، وَأعرفك يا مداد الروح كيف تحيا حين تكتب في سيّدي، وَأعرفها حروفي التي تبرأ من وجعها لو أُصيبت من متسلقي المسيرة القرآنية، بل أعرفها روحي حين تتصابر وَتقول لن أعرف اليأس ما دام سيّدي وَمولاي ذو الاثنين وَالأربعين ربيعاً قائماً فينا يصلي وَيجاهد في سبيل اللّه حق جهاده، وَحينها يشفى القلب، وَتنتشي الرّوح، وَتشعر بالحياة تدبّ فيها من جديد.

نعم: هذا تاريخ ميلادك يا ابن البدر فقل لي هل لازلت تذكر تلك التي أتتك تجادلك وَتشتكي لك فكنت سندها وَأباها وَعمادها وَقوّتها، وَكأنك أبوها بل أنت أبو الأكثر من الأربعة وَالعشرين مليوناً الذين قضى الوهَّـابيون وَالإخوانج وَأفتوا بحلال قتلهم حتّى يعيشوا هم في الشقق وَالفنادق في الرياض وَأخواتها،

سيّدي القائد: روحي طافحة بعشقك الطّاهر، وَكأس سعادتي ملأ بوجودك، أفلا أحيا فرحةَ ربيع الحياة التي أزهرت مُذ عرفناك؟!

سيّدي القائد: وَلو تركت العنان لهذا الحرف الطّموح لما توقف ينسكب جمالاً وَسناء وَزكاء، وَما تعب حتّى لو طاف السّت قارات، وَأبحر في محيطاتها وَبحارها، وَجال قفارها وَفيافيها، وَلكنه بعد كُـلّ هذا لن يجد موطنه الآمن إلّا روحك التي رأيتها أجمل مدن الكون الفاضلة، وَأهيب فراديس الأرض التي لن تكون إلّا بصحبتك، فهي خالدة تحيا حياة القرآن الذي يسري في دمّك الشريف قيماً توجّـه وَتغذّي النّصر، وَتصون الأوطان وَلا تنسى المحرومين.

سيّدي القائد: كُـلّ عام وَأنت الصّدق في كُـلّ حرف انكتب فيك رغبة لا رهبة وَعشقاً لا فسقاً.

كل عام وَأنت النصر وَالمجد وَالعزة وَالبطولة وَالشّرف وَالكبرياء.

سيّدي القائد: روحي فداك، وَلك العمر المديد السعيد الرّغيد.

سيّدي القائد: كُـلّ عام وَأنت فرح الأيتام وَغوث المقهورين، وَغياث المظلومين.

سيّدي القائد: وَكُـلّ عام وَأنت بوح وَوحي وَسرّ كبير من أسرار جمال الحياة.

كل عام وَأنت ربيع الحياة وَسيّد العشق وَكتف الإباء.

و لك أن تقرأ حروفي بلغة ما عدت أستطيع وَلا أقوى على ترجمتها ليس عجزاً وَلكن لثراء ما خفي وَهو أعظم، وَلأَنَّك حليف القرآن وَابن الرسول العربي المبين، فأنت أقدر وَأفصح وَأعرف بحروفي، حَيثُ وَأنت تسكن روحي، فلك أن تتصفّحها صفحة صفحة فستراك في كُـلّ صفحاتها قائدي وَقدوتي وَعتادي وَعدّتي وَأكثر.

واليوم وَفي يوم مولدك الثاني وَالأربعين تسعد روحي وَتطير فرحاً داعية ربّ العالمين أن تكون في أتمّ الصّحة وَالعافية وَيا رب في ألف عام وَسلام.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com