الدفاعاتُ الجوية اليمنية من أيادي الأمريكيات إلى إسقاط أحدث الطائرات
محمد موسى المعافى
تعرضت الدفاعات الجوية اليمنية للعدوان الأمريكي منذ عقود من الزمن حَيثُ بدأ النظام الأمريكي بإصدار الأوامر لتابعيهم من الخونة والعملاء في البلد بجمع صواريخ الدفاعات الجوية من المعسكرات والمناطق العسكرية وفق خطة مدروسة وَآلية عمل مزمنة وَإلى منطقة واحدة تم جمع هذه الصواريخ ليكلف بعدها فريق أمريكي بقيادة امرأتين أمريكيين للنزول إلى تلك المنطقة والإشراف على تفجير دفاعات اليمن الجوية وبحضور قائد ما يسمى بجهاز الأمن القومي ليمثل نظاماً انسلخ عن قوميته وقيمه ومبادئه وأخلاقه ودينه وَوطنيته.
ثم تواصل هذا الاستهداف الممنهج حتى مارس ٢٠١٥م، حَيثُ بدأت مرحلة جديدة من استهداف الدفاعات الجوية اليمنية وتدميرها عن طريق قصفها بالطائرات الحربية الأمريكية وبأحدث القنابل لتصل الدفاعات الجوية إلى الصفر.
فانطلق رجال الله متوكلين على الله واثقين به متحَرّكين على أَسَاس هديه وتوجيهاته، مؤمنين بنصره ورعايته وتأييده.
ومن الصفر، حَيثُ لا شيء ورغم الحصار بدأ هؤلاء الفتية في صناعة وتطوير الدفاعات الجوية وهَـا هي تصل اليوم إلى مستوى أن تسقط أحدث الطائرات الأمريكية وبشكل يكاد أن يكون يوميًّا وفي مناطق مختلفة، وبذلك أصبح اليمن رقماً صعباً في المنطقة بكلها ففي الوقت الذي تعجز فيه دفاعاتهم عن صدِّ ضربات قواتنا المسددة، تعجز طائراتهم عن الفرار من ضربات دفاعاتنا الجوية.
فكيف استطاع رجالنا أن يصلوا إلى هذا المستوى في ظل العدوان والحصار المُستمرّ منذ سبع سنوات؟ ما كان لذلك أن يكون لولا انطلاقتهم على أَسَاس الثقة بالله واستذكر في هذا المقام ما قاله الشهيد القائد رضوان الله عليه في محاضرة (الثقافة القرآنية)، حَيثُ قال رضوان الله عليه: يتحدث القرآن الكريم عن قضية عصا موسى، لاحظوا موسى الرجل الفقير الذي لا يمتلك الأسلحة التي كانت لدى فرعون، لا يمتلك الجيش الذي كان لدى فرعون، في يده عصا، وهو متجه إلى مصر بزوجته وأغنامه ومواشيه، قال له: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي} (طـه:18) ليس لها دور أكثر من هذا -فيما أرى- الله أراد أن يجعل من تلك العصا قوة، قوة ترعب فرعون وقومه.
فمن يثق بالله، من يثقون بالله، إذَا ما بلغ الناس إلى درجة الوثوق القوي بالله سبحانه وتعالى فَـإنَّه من سيجعل الأشياء البسيطة ذات فاعلية، ذاتَ فاعلية كبيرة، عصا موسى كانت ترعب فرعون، كانت تتحول إلى حيّة، كانت تُرعب آل فرعون جميعاً، قضت على كُـلّ ذلك الإفك، على كُـلّ ما عمله السحرة، أوحى الله إليه أَنْ يلْقِ عَصَاه {فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ} (الأعراف: من الآية117) تلتهمه جميعاً، وقضت على كُـلّ تلك الحبال والعِصِيّ التي كان يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى.
فحين تحَرّك أبطال الدفاعات الجوية على هذا الأَسَاس كان لصواريخهم فاعلية كبيرة واستطاعوا أن يسقطوا أحدث ما توصلت إليه صناعات العالم الحربية من طائرات تجسسية وحربية والتي كان آخرها إسقاط طائرة سكان ايغل وهي العاشرة من نوعها والعشرين من إجمالي عدد الطائرات التي أُسقطت خلال شهر واحد في إنجاز نوعي كبير.