خطابُ الذكرى وعظمةُ القائد

 

سند الصيادي

في خطابِه التدشيني لفعاليات الذكرى السنوية الشهيد، أثرى السيدُ القائدُ المناسبةَ بالحديث عن قيمتِها وعظمتها الإلهية والقرآنية وبموجباتها في واقعنا اليمني المعاش، وبفضائل الوفاء العملي لها على المستويين الدنيوي والديني.

وكعادته في كُـلّ عام، لم يفوِّتِ السيدُ القائد أيَّ جانب أَو جزئية تتعلقُ بالشهادة وبالشهيد إلَّا وعزز بها التأكيدَ على أهميّة هذا المسار كتوجيهٍ إلهي ننال به الرضا وَالنعيمَ في الدنيا وَالآخرة، مشدّدًا على الحاجةِ الملحةِ إلى ترسيخه في أذهاننا كثقافة وسلوك، ننتصرُ به لمبادئنا وَلخياراتنا، وَنستشرفُ من خلاله آفاقاً أوسع لحياة كريمة حافلة بالنهضة الإنسانية المشرفة والقيم الحضارية، وكل ما من شأنه أن يعليَ حضورَنا وَتاريخنا وهُــوِيَّتنا ويقدمها للأجيال القادمة كمفخرة توجب عليهم الحفاظ على مكتسباتها وَمواصلة المسير.

ونحن نتابع خطابَ القائد، لمسنا أَثَرَ مفرداته على أُسَرِ الشهداء، وما تبعثه فيها من حُسن المواساة وَعظيم الفخر بمواقف شهدائهم، وبالأثر الذي خلّفته تضحياتُهم وبطولاتُهم على شعبهم ووطنهم، وبمكانتهم عند الله وعند هذا القائد الذي يحمل لواءَ الوطن وَيتحمل على عاتقه الوفاءَ لخيارات شعبه وَأرواح رجاله الذين ارتقوا انتصاراً لها.

نجح القائد في ترسيخِ دعائم الوعي الإيماني والوطني لمفهوم الشهادة، وأوجب علينا أن نغيِّرَ النظرة المجتمعية إليها على أنها مصيبةٌ وفاجعة، وطمأن أُسَرَ الشهداء والمجاهدين على صوابية الطريق وَعلى حسن الرعاية والاهتمام.

وفي خطاب القائد صدرت مواقفُ مِن روح المناسبة موجَّهةٌ لتحالف العدوان، ومؤكِّـدٌ لأطرافه بأن تحقيقَ أهدافهم أصبح في حكم المستحيل، وبأن الصفقاتِ وَالمساومات التي تبقي البلد في دائرة الحصار والاستباحة والتدخل مرفوضةٌ وَبضاعة بائرة، وبأن السلامَ في المفهوم اليمني مطلوبٌ وَمنشودٌ، لكن الحالة التي نفرّط فيها بكرامتنا ونقبل فيها بالسحق ومصادَرة الحرية ليست قبولاً بالسلام، بل هي استسلام، وهيهاتَ أن يصلوا إلى ذلك، أَو يكون انتزاعُه سهلاً وممكناً من شعب يهونُ عليه أن تُنزَعَ أرواحُ أبنائه على أن تُنزع العزةُ والكرامةُ من أخلاقه ومبادئه وقِيَمِه.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com