فاتورةُ الحرب وفاتورةُ الحلب
د. شعفل علي عمير
تستمرُّ قوى الشر وتتمادى في عدوانِها على الشعب اليمني مستهدفةً الأحياءَ السكنيةَ في العاصمة صنعاء والمحافظات، تستمرُّ همجيتُها بنفس الوتيرة منذ بداية عدوانها، وفي حساباتها بأن الحال في بداية العدوان نفسه بعد مرور ما يقارب سبع سنوات، لم تذعن دول العدوان لنداء السلام ولم تستوعب التحذيرات بأن تصعيدَهم سيقابل بتصعيدٍ أقوى وأشدَّ إيلاماً.
أوعزت دولُ الاستكبار العالمي لحكام السعوديّة والإمارات بالتصعيد حتى يستمرَّ تدفُّقُ الأموال لشركات صناعة الأسلحة الأمريكية لتدفعَ دولُ العدوان ثمناً مضاعَفاً وخسارةً مركَّبةً تتمثل في خسارتها المادية جراء استهدافِ منشآتهم العسكرية والحيوية بالصواريخ والطيران المسيَّر وخسارتهم البشرية فيما يمثلُه من قتلٍ لجنودهم وضباطهم واستمرار عملية الحلب التي أصبحت ملازمةً لكل عمليات التصعيد، تلك الأموال المهولة التي تُدفع من ثروات شعوبهم لا يعيرُها حكامُ السعوديّة والإمارات أية أهميّة بقدر ما يعنيهم تنفيذُ توجيهات أسيادهم الذي أوعزوا لهم بالتصعيد.
لم يقرأوا رسائل الردع الثمان، فاستمر تصعيدُهم فاتتهم عمليةُ السابع من ديسمبر لتقول لهؤلاء المعتدين: إن لم تستوعبوا الرسائلَ سوف نرسل لكم طروداً من الطيران المسيَّر والصواريخ البالستية لعلكم تستوعبون بأن اليمن قبل سبع سنوات ليس اليمن بعد السبع السنوات.
الفارقُ بين عدوانهم علينا ودفاعِنا عن الشعب اليمني هو أننا نستهدفُ منشآتِهم العسكرية والحيوية ولا نستهدفُ الأحياءَ السكنيةَ بعكس حربهم القذرة التي لم تستثنِ شيئاً إلا وضربته، لم يسلم من عدوانهم شجرٌ ولا حجرٌ، لم يسلم من عدوانهم حتى الحيواناتُ والقبورُ، وهذا لعمري سببُ هزيمتهم وسِرُّ انتصارنا عليهم والقادم سيكون بلا شك أكثرَ أهدافاً وأوسعَ نطاقاً في بنك الأهداف التي ستكونُ في دائرة استهداف الطيران المسيَّر والصواريخ البالستية إن لم يوقفوا عدوانَهم وحصارَهم على اليمن، لم تعد سماؤهم محرَّمة ولا لأرضهم سيادة، وإن لم يحترموا أرضَنا وسماءَنا سيكون الردُّ بالمثل والبادئ أظلم.