شهداءُ بعالمية المشروع
همـــام إبراهيم
زمنٌ حَـلَّ بهذا العالم غيّر الموازين برمتها بحدث صغير فأصبح عالميًّا بتوقيت خلط ترتيبات هائلة منذ عصور، إنها عظمة القرآن التي تظهر بعظمة نماذجه الواقعية التي تجسد حقائق آياته، تلك هي مسيرة لها من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا.
تمر الحروب تلو الحروب وما تكون لهم سوى تأهيلٍ ليزدادوا قوة وَبأساً إلى بأسهم، وإن المتأمل للأحداث يتيقن أنها تهيء لهؤلاء تحضيرات لاستخلاف عالمي بعالمية المشروع القرآني الذي يحملونه مستجيبين لتوجيه الله، “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ”.
فعاليات متنوعة في مضامينها رسائل استنهاضية لهمم الرجال والأحرار والشرفاء وعودتهم بعد تغييبهم عن مشروعهم وحقيقة وجودهم وكلّ ذلك تحت حصار الحديد والنار العالمي ذي المفعول التكنولوجي هو الأحدث في عصره الحاضر، عدوهم الشيطاني الأكبر قد بانت في قرنه معالم حدبة ظهره وصار بعد حلبه ودفعه لهذا العدوان كالثور صريعاً بعد ذبحه لا ترى فيه سوى حركات سريعة لأرجله تتمرغ بين التراب واللا تُراب!!
ومن في فعالية أسبوع الشهيد باليمن لا نراهم يحيون ذكرى شهيد فقط!! بل يحييون أنفسهم بهذا الشهيد الذي قدم دمه روحه بكل إباء وشموخ وعزة واستبسال منقطع النظير حتى صار محسوداً في مختلف بقاع العالم واستمدت بعض الشعوب من مواقف أهالي الشهداء الدفع برجالها لمواجهة الطواغيت وما الحشد الشعبي العراقي ببعيد عن ذلك وكل ذلك بعظمة الشهداء في اليمن وأهاليهم العظماء.
ابنُ سلمان وابن زايد وبضعةٌ من المرتزِقة المتسرعين المنخلعين من لباس هُــوِيَّتِهم لتظهرَ سواءتُهم قد اختاروا أقدامَ مَن ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة، وبداخل اليمن جنوباً معاناةٌ واحتلالٌ وقتلٌ وتفجيرات واغتصابات بطرق وأساليب تُظهِرُ غضبَ وسخطَ الله حينما استسلموا لأعداء الله ولن تلقى لهم من الله ولياً ولا نصيراً.
الشهيد مدرسة الشهادة وبدمه وروحه هو مفتاحُ الأمن والسلام وصون العرض والأرض وظلت العزة والكرامة والشموخ والإباء بارزة ظاهرة عالية عزيزة قوية بقوة الله العزيز الجبار ووعده، وما كانت هذه إلا بعضاً من محاسنهم تجاه أبناء شعبهم وأمتهم الإسلامية التي باركها الله وبعطائهم الكريم غرسوا فينا الهُــوِيَّة والانتماء والولاء السليم، واستمددنا العزم والإرادَة على إحدى الحسنيين وما بينهما الإيمان بمظلوميتنا وقضيتنا العادلة في الوفاء بالوفاء والإحسان جزاء الإحسان، وإن الله لمع المحسنين.
هذه المسيرة تسير دون توقف أَو ملل أَو كلل يتحَرّك حاملوها بإلهام إلهي وكأنهم سربٌ من النمل وخلية من النحل لا تتوقف لتزرع العسل وصدقا وبعد ستة أعوام يقيناً قد صارت الأمور سماوية وعصا موسى تلقف كُـلّ ما يأفكون بقدرات بسيطة، كلاشينكوف أمامَ أقوى وأحدث ترسانة جوية وبرية وبحرية وتكنولوجية وبشرية تثبتُ أنَّ “واللهُ متم نوره ولو كره الكافرون”.