فجرُ الصحراء.. ورسائلها
غيداء الخاشب
انتصارات قوية بقوة الله تندمل بها جِراحنا، وتشفي غليلنا، وتزيدنا ثقة بوعدِ الله ونصره، ويرى العدوّ الصهيوني الأمريكي السعوديّ منها كم أن شعبنا اليمني ثابت كالجبالِ الشامخة لا تهزها الرياح العاتية، كم حاولوا كسر ذِراعه التي تقاوم وكم أخافوه وهدّدوه وقصفوه واستخدموا شتى الوسائل لإضعافه وهزيمته، لكنه بوعيه وبصموده وبوجود رجال لا يخافون إلا الله استطاع تحقيق انتصاراته.
في هذهِ الأيّام المباركة يظهر العميد يحيى سريع، كما هو الحال ليهز جذع الانتصارات، يُعلن عميدنا عن عملية واسعة أسماها “فجرُ الصحراء” قام بها الجيش واللجان الشعبيّة، ولله الحمد تم تحرير منطقة اليتمة وأصبحت الجوف كاملة محرّرة من قوات العدوّ وأذنابه وأدواته عدا المناطق الصحراوية وبتأييد الله ستُحرّر هي كذلك؛ لأَنَّ هم على العدوّ في تلك الصحارى كنبتةِ الصبار، أمريكا وأذيالها استحلت أراضينا، وأبطالنا المجاهدين كشوك تلك النبتة في حلوقهم.
وكأن هذه العملية أعلنت تزامنا للذكرى السنوية للشهيد، مناط رسالتها الأولى أن “يا من قدمتم شهداء، ودفعتم أبناءكم نحو ثقافة الجهاد والاستشهاد، يا من بنيتم لبنة في صرحِ الإسلام، اطمئنوا؛ لأَنَّ تلك الدماء الطاهرة والأرواح العَطِرة التي قدمتموها قد مرت على الأرض البور فأينعت وأثمرت عزاً ونصراً وحريةً وكرامةً، هَـا هي ثمرةُ جهادهم واستشهادهم في الدنيا تجلت، فيا هنيئاً لهم ثمرات فوزهم في الآخرة.
الرسالة الثانية تُخاطب مجاهدينا الذين لولاهم ولولا مسيرتهم الصادقة مع الله لما انتصرنا “أثبتوا أيُّها الأبطال المغاوير في ساحات الجهاد، لقنوا الأعداء الدروس، ثوروا على أرضكم وعرضكم، استمروا في كونكم تشفون صدور قوم مؤمنين وتغيظون العدوّ، نحنُ معكم وخلفكم”.
الرسالة الأخيرة لتلك العملية تتمحور في أن: “أيُّها العدوّ المتغطرس، أما كفاك الحرب على بلدنا الصبور الصامد؟ أما تيقنت بعد أننا أقوياء من قوة الله ولا يمكن لأحد هزيمتنا طالما رب الأرض والسماء معنا وهو أقوى من كُـلّ قوي؟ أما رأيت كيف أن قاداتنا وعظماءنا شهداء في سبيل الله؟ أما رأيتَ أَيْـضاً أن مُجاهدينا من سجيتهم الثبات في المعركة وعدم الخوف إلا من الله، وكأنكم ذوي عقول لا تُفكر!
إن استمريتم على ما أنتم عليه من الغطرسة والقصف باللامبالاة، سترون مَـا هو أعظم وأنكل ليس فجر الصحراء فحسب بل فجر الفتحِ الأكبر وهو الهدفُ المنشود بإذن الله قال تعالى: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا).