العجري: تعثُّرُ مسار التفاوض سببُه تعنت العدوان وعرقلته للقضايا الإنسانية
“العدوّ حاول فرض سلام بشروطه وفشل”
المسيرة | خاص
أكّـد عضوُ الوفد الوطني المفاوض، عضو المكتب السياسي لأنصار الله، عبد الملك العجري، أن ما يعرقل مسار التفاوض والسلام هو تعنت تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ في الملفات الإنسانية ووقف إطلاق النار، وأن الحراك الدبلوماسي الذي شهده العام المنصرم كان سببه إدراك حقيقة أن استمرار الحرب ليس في صالح العدوّ، غير أن مخطّطاته وتصوراته للسلام فشلت وانكشفت أمام الاختبارات العملية.
وقال العجري للمسيرة: إن “مسار السلام والمشاورات منذ بداية العام المنصرم 2021، كان محفوفاً بتفاؤل حَذِرٍ وزخم باللقاءات”، مُشيراً إلى أن “مصدرَ ذلك التفاؤل يعودُ لعدة أسباب أبرزها -حسب الخبراء- أن الحرب لم تفشل وحسب بل أن استمرارها يرجح كفة الجيش واللجان الشعبيّة واليمن”.
وَأَضَـافَ العجري أن “الانسدادَ الحاصلَ في التفاوض هو بسَببِ عرقلة المسألة الإنسانية ووقف إطلاق النار”، مؤكّـداً تمسك صنعاء بفصل الترتيبات الإنسانية عن الجوانب الأُخرى، وأن لا تستخدم في قضايا التفاوض، في إشارة إلى فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة بدون شروط، وهو الأمر الذي حاول تحالف العدوان استخدامه كورقة تفاوضية، وقدمه في إطار صفقة مقايضة مقابل مكاسب عسكرية وسياسية للالتفاف على السلام الفعلي.
وقال العجري إن مطلب فصل الملف الإنساني عن الملفات العسكرية والسياسية كان “بمثابة اختبار” لتحالف العدوان ورعاته ولكنهم سقطوا فيه برفضهم لذلك المطلب.
وأكّـدت هذه النتيجة صحة ودقة قراءة صنعاء للتحَرّكات الدبلوماسية وللتصريحات الأمريكية والسعوديّة حول “السلام”، والتي بدا بوضوح أنها مُجَـرّد محاولات لتفادي المزيد من الهزائم، وخداع صنعاء بمساومات تنطوي على استمرار العدوان والحصار مع تقييد خيارات صنعاء العسكرية.
وأوضح العجري في هذا السياق أن تصوُّرَ العدوان ورعاته كان “أن تخرج السعوديّة من الحرب وأن يبقى اليمن تحت الضغوط بما يقرّرونه أَو تؤدي هذه الضغوط إلى ضرب أنصار الله”.
وأضاف: “أرادوا فرض سلام بشروطهم وفشلوا في تحقيق فتح المطار كأبسط شرط وهذا كشف تصورهم للسلام”.
وأكّـد عضو الوفد الوطني أن الوفد العماني الذي وصل إلى العاصمة صنعاء “حمل رسالة وتأكيد صريح وواضح حول الترتيبات الإنسانية لكن للأسف واجهوها بالتجاهل”، وهو ما يضاف إلى قائمة الأدلة التي تفضح زيف وعدم جدية كُـلّ مزاعم وادِّعاءات تحالف العدوان ورعاته حول السلام.
وأوضح أن التصعيد الإجرامي الأخير لتحالف العدوان هو “نوع من الإرهاب للمواطنين” ومحاولة من قبل “التحالف” لإثبات وجوده.
وأشَارَ إلى أن “كل الخبراء والمراقبين يؤكّـدون أن مظاهر الدولة في صنعاء لا تقارن بالمحافظات التي تحت سيطرة العدوان”.