الناطق الرسمي للشركة اليمنية للغاز علي معصار في حوار لصحيفة “المسيرة”: لا عدالةَ في توزيع حصص مقطورات الغاز وإدارة صافر لا تستجيب للمطالبات المُستمرّة من القيادة في صنعاء
العدوان ومرتزقته نهبوا ما يصل قيمته إلى 800 مليار ريال يمني من عائدات الغاز
أكّـد الناطق الرسمي للشركة اليمينية للغاز، علي معصار، أن العدوان السعوديّ هو المتسبب الرئيس في الاختناقات التموينية والأزمات التي تحدث لمادة الغاز المنزلي، وخَاصَّة بعد تخفيض حصص المحافظات الحرة من مقطورات الغاز وزيادة حصص المحافظات الجنوبية، موضحًا أن الشركة اليمنية للغاز ومنشآتها في بعض المحافظات تعرضت للنهب أَو القصف المباشر من قبل طائرات العدوان الأمريكي السعوديّ كما حصل في محافظة صعدة بضرب منشآتها وخروجها عن الجاهزية وكذلك ضرب المخزون في محافظة تعز ونهب المخزون في محافظتي عدن وحضرموت.
وقال معصار في حوار أجرته معه صحيفة “المسيرة”: إن استحواذ البنك المركزي في مأرب على عائدات الغاز إلى جانب إيقاف منشأة بلحاف عن تصدير الغاز واستخدامها كثكنات عسكرية للمليشيات الإمارتية كان له ضرر كبير على الاقتصاد الوطني، مُشيراً إلى العدوان ومرتزِقته نهب ما يصل قيمته إلى 800 مليار ريال يمني من عائدات الغاز.
إلى نص الحوار:
المسيرة: حوار محمد الكامل
– كيف تقيّمون وضعَ شركة الغاز اليمنية في ظل استمرار العدوان والحصار للعام السابع على التوالي؟
إن استمرار العدوان الأمريكي السعوديّ وحصاره المفروض علينا للعام السابع على التوالي له تأثير رئيسي وواضح على اليمن عُمُـومًا، وَإذَا ما تحدثنا عن وضع الشركة اليمنية للغاز في ظل هذا الحصار والعدوان الأمريكي السعوديّ لا شك أن الشركة تعاني إشكالية كبيرة من خلال احتجاز سفن الغاز من قبل تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ وكذلك تخفيض حصص مناطق سيطرة المجلس السياسي الأعلى، وما يسببه ذلك من حدوث اختناقات تموينية وَأزمات في مادة الغاز المنزلي؛ كون هذه المادة ضرورية لكل مواطن.
– ما أبرز الأضرار التي طالت الشركة جراء العدوان والحصار؟
في الحقيقة هناك أضرار كبيرة خلفها العدوان الأمريكي السعوديّ فعلى مستوى ضرب منشآت أَو محطات الغاز سواء التابع للشركة كما حصل في محافظة صعدة أَو المحطات التابعة للقطاع الخاص في المحافظات، إضافة إلى ضرب المخزون في محافظة تعز ونهب المخزون في محافظتي عدن وحضرموت.
ففي منشأة صعدة قام العدوان الأمريكي السعوديّ باستهداف وضرب خزانات الغاز وخزان الديزل وخزان الماء والمبنى الإداري ومنصة التعبئة وشبكة الغاز وعدد سبع سيارات محملة بالأسطوانات تابعة للوكلاء كانت بالمنشأة، إلى جانب عدد 4200 أسطوانة ما بين مفقودة وتالفة أَو أُصيبت بشظايا؛ بسَببِ القصف، وكذلك ضرب المخزون في محافظة تعز، أما في محافظة عدن فقد تم ضرب موقع كالتكس ونهب موقع جولة السفينة، حَيثُ كان المخزون الإجمالي في الموقعين يقارب 300 ألف أسطوانة غاز، بالإضافة إلى نهب عدد 17 ألف أسطوانة غاز في محافظة حضرموت.
وكذلك ما ترتب على الاقتصاد الوطني وما لحقه من أضرار من خلال عائدات الغاز التي يستحوذ عليها البنك المركزي في مأرب، إلى جانب إيقاف منشأة بلحاف عن تصدير الغاز واستخدامها كثكنات عسكريه للمليشيات الإمارتية.
– في جزئية العائدات كما أشرت وكما هو معروف للجميع أن قوى العدوان والمرتزِقة تسيطر على منابع النفط والغاز في بلادنا.. ما حجم ما نهبه العدوان والمرتزِقة من الغاز؟
نعم، في الحقيقة منذ بداية العدوان الأمريكي السعوديّ على اليمن يقدر حجم ما تم نهبه من إيرادات الغاز ما يقارب 800 مليار ريال يمني.
– ما سِرُّ الأزمة المتواصلة في مادة الغاز المنزلي؟
بالنسبة للاختناقات التموينية التي نشهدها خلال هذه الفترة سببها ناتجٌ عن تخفيض حصص مناطق سيطرة المجلس السياسي الأعلى “المحافظات الحرة” من مقطورات الغاز وزيادة حصص المحافظات الجنوبية المحتلّة، أي أنه لا توجد عدالة في التوزيع؛ كون هذه المحافظات، من حَيثُ التعداد السكاني أقل من المحافظات الواقعة تحت سيطرة المجلس السياسي الأعلى.. رغم المطالبات المُستمرّة من قبل القيادة في صنعاء للإدارة في صافر بضرورة زيادة الحصص وشرح المعاناة التي يعانيها المواطن.. ولكن للأسف الشديد لا يوجد أي تجاوب في ذلك.
– وماذا بشأن الاستيراد من الخارج؟ ولماذا لا يحل المشكلة؟
بالنسبة للاستيراد قامت الشركة اليمنية للغاز وعبر تجار القطاع الخاص خلال العام 2021 باستيراد شحنات من الغاز ولكن كانت هناك صعوبات كبيرة واجهت الشركة والمتمثلة بقيام تحالف العدوان باحتجاز سفن الغاز لفترات طويلة وعدم السماح بدخولها رغم تصاريح الأمم المتحدة، ومثل هذه التعسفات من قبل “تحالف” العدوان سببت لنا خسائر مالية كبيرة يجب علينا دفعها؛ بسَببِ احتجاز هذه السفن على شكل غرامات التأخير أَو الديمرج.
– ما أبرز الصعوبات التي واجهتكم ولا تزال في ظل العدوان والحصار الغاشم؟
أبرز الصعوبات والإشكالات هي كما أشرت تتمثل في احتجاز سفن الغاز وتقليص عدد المقطورات المخصصة للمحافظات الحرة، إضافة إلى عدم وجود موارد مالية؛ وذلك بسَببِ أن الإيرادات يتم الاستحواذ عليها من قبل تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ.
– يشكو المواطنون من تأخر صرف مادة الغاز المنزلي عبر عقال الحارات.. لماذا؟
يعود السبب الرئيسي إلى ما ذكرت سابقًا، فعدد المقطورات تم تخفيضه وَأَيْـضاً تأخر دخول المقطورات المحملة بالأسطوانات، ما يؤدي إلى تأخر الصرف.
– إلى أين وصلت جهودكم فيما يتعلق بصيانة أسطوانات الغاز التالفة؟
فيما يخص أعمال الصيانة فقد قامت الشركة اليمنية للغاز خلال العام 2021 بصيانة ما يقارب من 36 ألف أسطوانة غاز، كما أن الشركة في صدد تصنيع 25 ألف أسطوانة غاز جديدة أَو شرائها، وتمت عملية استبدال أسطوانات المواطنين التالفة بأسطوانات جديدة في أمانة العاصمة وبقية المحافظات وجزيرة كمران، مع العلم أن الإمْكَانات المالية لأعمال الصيانة قليلة جِـدًّا خَاصَّة إذَا ما عرفنا أن مخصصات الصيانة يستحوذ عليها البنك المركزي في مأرب، الأمر الذي أَدَّى إلى توقف أعمال الصيانة منذ العام 2016م، وبالتالي ما قامت وتقوم به الشركة في صنعاء هو في حدود الإمْكَانات المتوفرة والتي لا تكفي لتنفيذ برنامج الصيانة مقارنة بالكم الهائل من الأسطوانات التالفة والتي تحتاج إلى صيانة.
– يعول اليمنيون على انتهاء أزمة الغاز بعد تحرير محافظة مأرب.. ما تعليقكم؟
نحن متفائلون بذلك، وإن شاء الله بعد تحرير محافظة مأرب ستعمل الشركة جاهدة على حَـلّ مشكلة الأزمات والقيام بالتوزيع العادل لمادة الغاز لكل المحافظات.
– ما هي خططكم الاستراتيجية لتطوير أداء الشركة في المستقبل؟
لا شك أن ما تصبو إليه الشركة هي طموحات نتمنى أن تُنفذ، وخَاصَّة عند توفر الإمْكَانات المالية وحل كُـلّ الإشكالات التي نعاني منها في ظل الحصار والعدوان الأمريكي السعوديّ وكلنا ثقة بالله أن القادم سيكون أفضل.
– كلمة أخيرة تودون إضافتها؟
في الأخير نطالبُ الأممَ المتحدة بتحمل مسؤوليتها الكاملة والقيام بدورها الحقيقي للتخفيف من معاناة المواطنين جراء تعسفات دول تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ ومنع احتجازه المتكرّر لسفن الغاز، بالإضافة إلى العمل بجدية لرفع حصاره المفروض على أبناء الشعب اليمني الصامد والصابر منذ سبع سنوات.