التوجّـه نحو الاستثمار الزراعي.. طريقنا لتحقيق الاكتفاء الذاتي
محمد موسى المعافى
لقد عمل الأعداء عبر عملائهم في الأنظمة السابقة على أن يميتوا في نفوس شعبنا روحية التوجّـه نحو الاكتفاء الذاتي ومعالجة الوضع وتحسينه بالممكن والمتاح وبتظافر جهود المجتمع وطاقته، فعمل الأعداء على أن يجعلوا من هذا الشعب عالة يعيش على الفتات الذي تقدمه له المنظمات، وترافق مع نشر تلك الثقافة العمل على استهداف التنمية ورجالها وعطلت الزراعة وَاستهدفت الصناعة وارتفعت فاتورة الاستيراد حتى لأبسط الأشياء وأذكر الثوم كمثال؛ لذلك فبحسب الإحصائية الصادرة عن الإدارة العامة للتسويق والتجارة الزراعية بوزارة الزراعة والري فقد بلغت كمية الثوم التي تم استيرادها في عام ٢٠١٩م إلى ٧٤٧٣ طناً وبتكلفة ٤.4٨٣.8٠٠ دولار، مع أن الثوم اليمني من أجود وأفضل وأحسن أنواع الثوم عالميًّا وقد أثبت التوجّـه الصادق للجنة الزراعية العليا أن من الممكن تحقيق الاكتفاء الذاتي بتظافر الجهود وتعاون الجميع، وبالأمس القريب أعلن مدير عام شركة حقول حمير الزراعية: أنه تم زراعة ما يقارب 50 ألف لبنة بما يعادل 222 هكتاراً من الثوم في عدد من المحافظات وَأكّـد جاهزيتهم لتقليل قرابة 80 % من فاتورة الاستيراد وأنهم وجهوا دعوة للجهات الحكومية إيقاف استيراد الثوم الخارجي لتشجيع المزارعين على الإسهام في تحقيق الاكتفاء.
وتعمل قيادة محافظة الحديدة على تدشين مؤتمر الاستثمار الذي توجّـه من خلاله لتنفيذ مشاريع استثمارية في عدة مجالات في مقدمتها المجال الزراعي.
وتعتبر محافظة الحديدة كجزء من أرض تهامة الواعدة والغنية بالفرص الاستثمارية خُصُوصاً في مجال الزراعة فتوصف بسلة اليمن لما تتمتع به من مساحات زراعية شاسعة وأراضي خصبة عملت الأنظمة السابقة على إهمالها ومحاربة أي توجّـه لاستغلالها واستثمارها، فواجهت المزارع في هذه المحافظة الكثير من الصعوبات والمعاناة والمشاكل وفي مقدمتها التسويق وكان كُـلّ ذلك ينتهي بالمزارع إلى الخسارة.
وأنظارنا اليوم تتجه صوب مؤتمر الاستثمار الذي نؤمل عليه أن يكون محطة للانطلاق نحو الاستثمار الزراعي الذي من شأنه أن يحقّق لبلدنا الاكتفاء الذاتي وهذا المجال هو مجال للاستثمار الناجح والرابح ويوجد لدينا نموذج في محافظة الحديدة مديرية المراوعة، حَيثُ قامت جمعية الاكتفاء بالتعاون مع مؤسّسة الزيلعي التجارية بتنفيذ الزراعة التعاقدية وزراعة ٣٠٠ هكتار من الذرة الشامية، ورغم أنه لأول مرة يتم زراعة الذرة الشامية في هذه المديرية فقد كُتب لهذه التجربة النجاح وتم تدشين حصاد الأطنان من الذرة الشامية التي مثلت نسبة كبيرة في تخفيض فاتورة استيراد الذرة الشامية.
فندعو كُـلّ رجال المال والأعمال الشرفاء التوجّـه نحو الاستثمار في شتى مجالات (الزراعة وَالصناعة الغذائية وَالثروة السمكية وَالصناعات الاستخراجية وَالعقارية وَالسياحية).