رئيس كيان الاحتلال في الإمارات.. والمقاومة تندد باستقباله: طعنةٌ لشعبنا الفلسطيني ولتاريخ الأُمَّــة المجيد

الطائرة التي أقلت هرتسوغ مرت عبر الأجواء السعوديّة!

المسيرة / متابعة خَاصَّة

يتطلّعُ كيانُ الاحتلال الصهيوني إلى جني ثمار التطبيع مع الإمارات وتحقيق أرباح سريعة بعد التداعيات الاقتصادية السلبية متمثلة بأزمة تفشي وباء كوفيد-19، حَيثُ وقّعتا العديدَ من الاتّفاقيات منها اتّفاقات في مجال الإعفاء من التأشيرات وفي السياحة والمال وغيرها، كما زار نحو مئتي ألف “إسرائيلي” الإمارات منذ إقامة العلاقات، حسبما أفاد القنصل العام لإسرائيل في دبي الشهر الماضي.

وفي نوفمبر الماضي، أعلنت شركة “البيت سيستمز الإسرائيلية” للأسلحة فتحَ فرع لها في الإمارات.

ووصل رئيس كيان الاحتلال الصهيوني يتسحاق هرتسوغ، أمس الأحد، إلى أبو ظبي في أول زيارة رسمية لرئيس “إسرائيلي” لدولة الإمارات.

وكان في استقبال الرئيس “الإسرائيلي” وعقيلته “ميخال” بالمطار وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان، وذكر مكتب هرتسوغ في بيانٍ له أن الطائرة التي أقلت هرتسوغ، مرت عبر الأجواء السعوديّة.

وقبل مغادرته تل أبيب، كتب هرتسوغ عبر “تويتر” صباح أمس: “نشعر بالغبطة؛ لأَنَّنا نصنع التاريخ هذا الصباح، أسافر الآن مع زوجتي ميخال لزيارة تاريخية للإمارات”.

وتابع هرتسوغ: “تحمل هذه الزيارة بُشرى السلام بين الشعوب ولعموم الشرق الأوسط، وأتقدم بالشكر الجزيل لولي العهد، سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على دعوته التي أعتبرها فرصةً لتحول تاريخي”.

ونقلت وسائل إعلام عبرية عن هيرتسوغ قوله قبيل الزيارة: “أعتقد أن شراكتنا الجديدة الجريئة ستغير الشرق الأوسط”.

وفي أول اجتماع رسمي مع لي عهد أبوظبي قال محمد بن زايد: إن “زيارات المسؤولين الإسرائيليين للإمارات تؤكّـد أن علاقاتنا تسير للأمام”، وَأَضَـافَ، “هناك إرادَة مشتركة وقوية لتعزيز علاقاتنا مع إسرائيل”.

من جانبه، قال الرئيس الإسرائيلي لولي عهد أبوظبي: “نؤيد متطلباتكم الأمنية ونندّد بأي اعتداء على سيادة بلدكم”، مُضيفاً، “نحن هنا للتوصل لتحقيق الأمن لمن يسعون للسلام بالمنطقة”.

وفي إطار زيارته التي تستغرق يومين، سيعقد هرتسوغ اجتماعات رسمية بدأها مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، ووزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد، ومن بعدها مع حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم رئيس الحكومة، كما سيلتقي ممثلي قطاع الأعمال الإماراتي، إضافة إلى ممثلي الجالية اليهودية في البلاد.

ومن المقرّر أَيْـضاً أن هرتسوغ سيزور معرض “إكسبو” في دبي، والمخصص يومنا هذا الاثنين، لجناح الدولة العبرية، والذي تحدثت وسائل إعلام عن سماع دوي انفجارات داخل معرض اكسبو في دبي، أمس الأحد،.

وتأتي زيارة هرتسوغ بعد أن قام رئيس وزراء كيان الاحتلال نفتالي بينيت بأول زيارة رسمية له إلى الإمارات في ديسمبر الماضي.

في السياق، اعتبرت لجان المقاومة في فلسطين أن استقبال الإمارات لرئيس الكيان الصهيوني طعنة للشعب الفلسطيني ولتاريخ الأُمَّــة المجيد.

ورأت اللجان أن هذه الخطوة تمثل خطيئة كبيرة وشرعنة وتشجيعًا لكيان العدوّ الصهيوني لارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني.

ولفتت لجان المقاومة إلى أن كيان العدوّ الصهيوني يستغل هذه الزيارات التطبيعية لنيل الشرعية لاغتصابه الظالم لأرض فلسطين.

من جانبها، قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أمس: “في الوقت الذي يتصاعد فيه الإرهاب الصهيوني الذي يستهدف الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته، تستقبل “أبو ظبي” أحد عتاة التطرّف والإرهاب اليهودي “اسحق هرتصوغ” لتعزيز تحالف التطبيع الذي يتجاور كُـلّ المحرمات ويمثل ردة عن الثوابت القومية والإسلامية”.

وأشارَت إلى أن استقبال رؤوس الإرهاب والتطرُّف هو تدنيسٌ للأرض العربية، ومحاولة لفرض وجود الاحتلال الباطل وقبوله في منطقتنا، ولكن “هيهاتَ لكل المطبِّعين والمستبدين الذين يسيرون في طريقٍ معاكسٍ لإرادَة شعوب الأُمَّــة وتطلعاتها”.

وأكّـدت حركة الجهاد، “مهما بلغ مستوى تحالف العار مع العدوّ سيبقى إيمَاننا بزواله الحتمي أقوى وأصدق من سراب تلك التحالفات والعلاقات الباطلة معه”.

كما استنكرت حركة “حماس” استقبال الإمارات رئيس الاحتلال، مؤكّـدةً رفضها “لكل أشكال التطبيع مع العدوّ الصهيوني وقادة كيانه المزعوم”.

وقالت الحركة، في بيان، إنّ “من المؤسف أن تأتي الزيارة في ظل تصاعد الهجمة الاحتلالية على شعبنا بالقتل والاعتقال حتى صبيحة هذا اليوم، وزيادة سياسة التطهير العرقي كما يحدث لأهلنا في القدس، ومواصلة السياسة الاستيطانية في الضفة، وحصار قطاع غزة، ومواصلة التنكيل بالأسرى”.

واعتبرت حركة حماس أنّ هذه الزيارات التطبيعية مع الاحتلال “من شأنها تشجيعه على مواصلة وتصعيد عدوانه على الشعب الفلسطيني وتنكره لحقوقه، وهو ما حصل منذ انطلاق مسار التطبيع”، داعيةً إلى “التراجع الكامل عن مسار التطبيع الذي لا يخدُمُ إلا المصالحَ الصهيونية في المنطقة، ويتعارض مع المصالح الوطنية للدول والشعوب العربية والإسلامية”.

من جهتها، دعت الجبهةُ الديمقراطية لتحرير فلسطين في بيانٍ لها، الدولَ العربية المشاركة في “اتّفاق أبراهام” التطبيعي، إلى إعادة النظر بخطواتها المتسارعة، في تحويل التطبيع إلى حلف سياسي، عسكري، اقتصادي، ثقافي، أمني ومالي، بينها وبين دولة الاحتلال، في ظل رعاية أمريكية مكشوفة يلعب فيها الدور الرئيس سفير الولايات المتحدة في “إسرائيل”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com