الورطة
محمد يحيى السياني
كان بإمْكَان نظامَي التبعية والعمالة السعوديّ والإماراتي أن يضعا تقديرات عقلانية لمصلحة بلديهما ونظاميهما عندما تفاقمت أزمة تورطهما في الاعتداء المباشر على اليمن وأن يضغطا على أمريكا لتمكينهم من الخروج من هذه الحرب العبثية التي لم تضف لهما سوى المزيد من الهزائم والانكسارات المتوالية على مدى سبع سنوات من الجرائم التي ارتكبت على شعب عربي مسلم وجار لم يسئ يوماً إلى بلدانهم وشعوبهم ولم يتدخل في شؤونهم الداخلية أو يمس سيادتهم بما يستدعي معه كُـلّ هذا الفجور الفاحش والحقد المغلف بكل أشكال وصور تلك الجرائم التي ارتكبوها ضد بلدنا وشعبنا خدمة لأطماع ومصالح أمريكا وإسرائيل، لقد جعلت السعوديّة والإمارات من نفسيهما أدَاة رخيصة ومطية خزي وعار في عدوانهم السافر على شعبنا وبلدنا ولا أظن اليوم بأن هذين النظامين المجرمين لم يدركا خطورة وصعوبة الاستمرار في هذه المعركة الخاسرة بكل المقاييس والحسابات وأن مصالحهم مع استمرار الضربات الموجعة التي يتلقونها على أيدي مجاهدي الجيش اليمني ولجانه ستكون قطعاً في مهب الريح وغياهب المجهول فرهانهم بدا اليوم واضحًا بأنه خاسر بامتيَاز والنتائج باتت عكسية في استراتيجية الاستنزاف والنفس الطويل ولم يعد يجدي مع شعب مجرب في صموده وثباته وصبره وبأسه وإيمَانه وحكمته أية وسيلة يمكن بها تحقيق أية نتيجة أَو هدف لهذا التحالف الغاشم، الإجَابَة اليوم لا شيء سوى المزيد من السقوط والملفات المثخنة بالجرائم والدمار ضد بلد وشعب لن ينكسر ولن يسقط حقه مهما طال العدوان والحصار وسيكون القادم بإذن الله أصعب كَثيراً وأشد مرارة على هذا التحالف الغبي ولن تكون رسالة عملية إعصار اليمن هي الأخيرة لهذا التحالف الأرعن بل إن القادم أعظم إن لم يتعظ العدوّ ويتعقل ويراعي مصالحه التي باتت تحت رحمة ونيران القوات الصاروخية وسلاح الجو المُسَـيَّر.