الإعصارُ اليماني للقمع والترهيب

 

سارّة الهلّاني

الآن بعد سنوات فشل الليبرالية المستبدة بعدوانها على اليمن، انكشفت الأدمغة الفارغة لقادة تحالف العدوان السعوأمريكي واتضح خواء أنظمة الشر من مضامين السلم والإنسانية، وبعدوانهم على اليمن ستغيب كُـلّ أحلامهم الدبلوماسية والسياسية شاءوا أم لم يشاءوا ﴿أُولئك حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخرة وَأُولئك هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾.

ولأنَّ السياسة القرآنية تواجه في كُـلّ عصر طبائع استبداد وذوات استعباد من ذوي غطرسة هامان واستكبار فرعون، فهي تضع لتلامذتها قواعد استراتيجية دلالاتها غلبت على كُـلّ طاغٍ ومعطياتها قوة وجودية وإقليمية تُعلي المُستهدف ظُلماً وتُردي من يستهدف جوراً ﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ﴾

فمنذ بداية العدوان السعوديّ الإماراتي قد فقه المحتلّون أن الشعبَ اليمني ذو صحوة لأعدائه المتربصين به وإن كانوا قد استضعفوا القوة الشعبيّة الوطنية للمجتمع اليمني بذلوا الجهد لاستماتت المنعة اليمانية لمن أعدوا للعدو العدة والمواجهة في الثغور بزحف هنا وغارات هناك، بيد أن الجيش واللجان أبلغوا قوى التحالف تحايا ذروة اليقظة لهم وأوصلوا سلام النهضة.

قائد المجاهدين التاريخي محمد صلوات الله عليه وآله، حين استغاثتهم امرأة مسلمة على يهودي مسعور لم يؤدِّ صلاة العصر هو وجنوده إلا وقد انتصروا لها بالسيف والرمح، وخريجو مدرسته اليمانيين لم تُدفن جثث ضحايا ولاة اليهود اليمنيين إلا وقد صنعت القوة الصاروخية وسلاحها المُسَـيَّر ديباج النصر لشعبها باستهدافها عُمقَي دويلة الإمارإسرائيلية ومملكة السعودأمريكية -ليس هذا فقط-، بل إنها حقّقت كوابيس الساسة الصهاينة واقعاً يرى ويُحس ويذاق طعمه المر الزقوم.

بل إن عمليتي إعصار اليمن الأولى والثانية قد نصبت حكومة الإنقاذ الوطني رساماً للأحداث السياسية والاقتصادية والعسكرية لدول العدوان، وصانعاً للظروف التي تقمع أهداف قادة التحالف وأئمة كفرهم في قعر الاستسلام ودرك الهزيمة، فأرهبت مزاج إسرائيل وأرعبت أمريكا وتزعزع أمن ممالك الخليج، حتى أن عويل وجعهم وأنين انكسارهم يكاد يسابق أصوات ذوات الحمل على وشك الولادة، فهم على وشك نهاية الشؤم التي ستسلخ تجبّرهم عن بكرةِ أبيه.

صيحات الدعم الأمريكي وبقبقات الوهن الإسرائيلي تضج من أفواه أنظمة التحالف ومنظمات أمم الخذلان التي ترتجف أبجديات خوفها من القادم والآتي بزوال حتمي لهم، أم أنهم سيعارضون المقاومة الثورية الوطنية بحرب إمبريالية انتقامية، وَيبحثون عن تكتيك واضح يبرهنون به أنه التدخل المباشر للقوى الأمريكية والإسرائيلية لِمَ لم يبدأ بعد على اليمن حسب إنكارهم لذلك مع كُـلّ جريمة يرتكبونها منذ بدء العدوان.

فنصيحتي وإن كان الباغض لا ينصح، فالأوجب لهم حَـاليًّا والأنفع لأجلهم، والأجدر للقائد الفذ المحنك هو أن يفيقوا من أضغاث أحلام الاستيلاء على ثروات اليمن وتنبؤات السطوة على موقعه الجغرافي والتجرد من نزعة الاستعمار، ليحافظوا على ما تحت كراسيهم وعلى أراضين بلدانهم بدلاً من أن تنسفها صواريخ الليوث اليمانية وتضعها قاعاً صفصفاً، فيا خيبر كيف أدبك سيفُ ذي الفقار؟!

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com