رسائلُ ودلالات لدويلة الإمارات

 

هنادي محمّد

عمليةُ إعصار اليمن بنسختها الثّالثة، بعد أن سبقتها عمليتان خلال أقل من شهر، وكانت الأخيرة من نصيب إمارتَي أبوظبي ودبي في دويلة الإمارات المعتدية بعد توجيه الإنذارات المتكرّرة لها إلّا أنَّها أبت أن تكون غير آمنة وتحت رحمة الباليستيات اليمنيّة والطَّيران المُسيّر.

تزامنَ هذا الاستهدافُ مع زيارة الرّئيس الإسرائيلي “هرتسوغ” لدويلة الإمارات، واختيار هذا التوقيت لم يكن محضَ صدفة عابرة، وإنما كانَ بمثابةِ صندوقِ بريد حمل العديدَ من الرسائل المهمّة سواء للزائرِ أَو المُزار وغيرهما.

من مضامين هذهِ الرّسائل وفي مقدمتها محاولةُ إفهام آل زايد وآل سعود أنّ الكيان الإسرائيلي الذي يركنون عليه ويحتمون به ويستمدون منهُ القوّة لا يمكنهُ في حقيقة الأمر أن يُشكل لهم أية حماية، لا عسكرية ولا اقتصادية؛ لأَنَّه لو كانَ بمقدورهِ ذلك لاستطاع توفيرَها لنفسه لعلّه يكونُ خارج المرمى!

من الرسائل أنّ الشعبَ اليمني قوّةٌ تستطيعُ فرضَ معادلات السلام بالطريقة التي يريدونها، وليس من حق أحدٍ كائناً من كان أن يستضعفَ الشعبَ اليمني ويستبيح دماءهم ثم لا يكونُ لنا حقُّ الرّد والردع بما نملكُهُ وبما أمكننا، فالسِّنُّ بالسن والجروح قصاص.

من الرسائل أَيْـضاً لدول ما أسموها بالتحالف العربي أن كُـلّ من تسوّل له نفسُه الإضرارَ بالشعب اليمني بأيّ شكلٍ من الأشكال، سواء بمشاركة مباشرة عبر إرسال جنودهم إلى الأراضي اليمنية أَو بالإسهام اللوجستي فلا يلومَنَّ إلا قرارَه المتهوّر، وهنا صورةٌ مع عدم التّحية للسيسي ومَن ساواه في حماقته الأخيرة في شبوة.

من الرسائل الختامية أن مَن باشرنا بالتسبُّب بالوجع فعليه تحمُّل تبعات ومستلزمات إجراء العمليات التي من شأنها أن تزيل هذا الألم الذي لن يُشفى إلا بنجاحها على أكمل وجه، وبالزمان والمكان المناسبين، والحليم تكفيه الإشارة.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com