“إسرائيلُ” على مَــرِّ العصور

 

منار عامر

لا نجهلُ من هي إسرائيل ونعلم بأنهُ مهما اختلف الزمان أَو المكان فَـإنَّها ستظل كما هي.

في البداية بدأت قصة اليهود مع الأنبياء السابقين، كيوسف عليه السلام، حَيثُ تجردّ إخوتهُ من الرحمة وفقدوا خصائص الإنسانية، وتتابع بعد ذلك الكثير من الأحداث التي تشهد بأنهم بعيدون كُـلّ البعد عن الإيمَان، ففي كُـلّ مرة يبعث الله فيهم رسولًا تكبروا وتجبروا وظلموا أنفسهم كَثيراً، فكان عاقبتهم أن جعلهم الله بغير بلدٍ ينتمون إليه مشردين في هذه الأرض.

جاءت خاتمة الرسالات عندما بعث الله من العرب رسولًا منهم محمد صلوات الله عليه وآله، فكان مدى الغيظ الذي كنَّهُ اليهود في صدورهم للإسلام كبير جِـدًّا وأصبح في عاتقهِم إبعاد الناس عن هذا الدين بمختلفِ الطرق على مرّ العصور، فأخذوا يثيرون الفتن بين المسلمين واتخذوا مقولة “فرّقْ تسُدْ” منهاجًا لهم، فعلى الرغم من عددهم القليل إلا أن سياستهم في الحياة وتغلبهم على من ينتمون إلى الإسلام شكليًّا جعلت منهم قوة مهيمنة ظاهرية صدقها وخُدِّع بها أغلب العربِ إلى الآن.

في ذلك الوقت قام الرسول الأعظم في المدينة بطرح وثيقة للمسلمين واليهود تبين لهم واجباتهم وحقوقهم لكي يتم العيش معهم في سلام، إلا أن طبيعة بني إسرائيل المألوفة لا يمكن أن تتغير، فما لبثوا إلا قليلًا حتى قاموا بنقض بنود الوثيقة بشتى أنواع الغدر والخيانة وَوجَّب على الرسولِ مقاتلتهم ومحاسبتهم بما جنوه على أنفسهم، وهذه رسالة لكل المجتمعات على مرّ الزمانِ بِأنهُ لا يمكن التعايش مع إسرائيل إلا في حالةٍ واحدة وهي السير بنهجهم كما قال تعالى: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ).

الآن وفي وقتنا الحالي نرى أشكال التطبيعِ مع بني إسرائيل وبشكلٍ علني فاضح في بعض الدول العربية كالإمارات والسعوديّة وهذا ليس مستجدًا، ففي ما سبق كانوا يتسترون بمسمياتٍ وهمية فحسب، شاء اللهُ فَضْحَهم في ظلِّ هذه الأحداث السياسية والعسكرية الهامة، فنحن نرى كيف أن إسرائيلَ قامت بالانضمام إلى صف العدوان على العلن وهذا لا يستدعي الاستغراب أبدًا، لكن لتتضح الصورة أكثر لمن لم يدرك بعد نحن في أية مرحلةٍ ومن هم أعداؤنا الذين نواجههم، فأصبح هذا الزمن هو زمن الغربلة إما أن تكونَ في محور المقاومة أَو حليفًا لإسرائيل.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com