الإماراتُ في خطر
الفضل يحيى العليي
نعيش اليوم في الشهر الأول من العام 2022م وما يصاحب هذا العام من ثورة تكنولوجية مهولة في جميع المجالات على مستوى العالم وأصبحت جميع الدول كقرية مصغرة، الكل يعرف ما يدور لدى جاره، وصاحب هذا التطور المعرفي تدنٍ مفزع في الأخلاق ونصرت المظلوم، تناقض فاضح يعيشه سكان هذا العالم؛ بسَببِ دولة كانت إمبراطورية عظمى وَتهالكت وأضحت دولة ضائعة لا هي من دول أُورُوبا ولا هي حافظت على كيانها المستقل، هذه الدولة البريطانية لم ترَ من العالم إلا العالم العربي الذي تدخلت بشؤونه بطريقة فجة وهمجية وعدائية واستعمارية لسنوات، إلى أن توفق الأحرار من أبناء العالم العربي وتحرّروا من الاستعمار البريطاني، وتنفسوا طعم الحرية واتجهوا لبناء بلدانهم بعيدًا عن العجوز الشمطاء المدعوة بريطانيا، عدا إمارات الخليج العربي ودولة شبه الجزيرة العربية السعوديّة، ظلت خاضعات للنظام البريطاني يتحكم في سياستها ويتسلط عليها بشكل عجيب، تتحكم بريطانيا بتوريد أسلحتها المتنوعة إلى دول الخليج، وربطت هذه الدول بنظام دفاعي عسكري إلى اليوم، ولم تكتفِ بذلك بل توسطت أمريكا أن تتقاسم معها النفوذ السياسي والعسكري والاقتصادي على دول الخليج، ولم تكتفِ بذلك بل زرعت دويلة لليهود على أرض فلسطين العربية ودعمتها مادياً وعسكريًّا وتقنياً، بكل أسف.
دول الخليج بعد خضوعها لبريطانيا وأمريكا خضعت وطبعت مع دويلة إسرائيل، في جميع المجالات، دويلة إسرائيل سيطرت على أغلب الإعلام العالمي مالياً وتقنياً، وأصبح لا يبث في جميع القنوات والإنترنت إلا ما يتوافق مع مصالح الدول الثلاث، فقط.
اليمن دولة وجدت منذ آلاف السنين، ونظراً لموقعها الجغرافي النادر، احتلتها بريطانيا حوالي 132 سنة، حتى تمكّن أبناء اليمن من جميع المحافظات أن يقاتلوها حتى رحلت لكنها وضعت سمها الجرثومي المميت ألا وهو تقسيم اليمن إلى شمال وجنوب بالمشاركة مع الدولة العثمانية، وسلمت السلطة في الجنوب لتيار سياسي دون آخر ليتقاتلا، فيما بينهما وحدث لها ما أرادت إلى اليوم، لا استقرار في الجنوب ولا حكم رشيد، واليوم عادت إلى جنوب اليمن عبر دويلة اسمها الإمارات لتتسلم جزيرة سقطرى وعدن ونصف حضرموت، وهما قلب الجنوب اليمني، وتقوم الإمارات بهذا الدور بجدارة العميل المخلص، بدلاً عن أن تساعد اليمنيين على التفاهم فيما بينهم وتدعمهم اقتصاديًّا، سعت لتجنيد مئات الآلاف من الشباب العاطل برواتب مغرية، مستغلة انهيار دولة الفارّ هادي وتناحر الجنوبيين فيما بينهم.
دولة رئيس مجلس وزراء حكومة الإنقاذ الوطني البروفيسور عبدالعزيز صالح بن حبتور، في مقالاته المنطقية والواضحة لتشخيص التحالف السعوديّ الإماراتي وأهدافهم وقلة حيلتهم وتعاليهم على الآخرين وعدم احترامهم للجوار العربي.
دويلة الإمارات صبرنا عليها كَثيراً، لكنها تمادت في التدخل السافر في اليمن في الشمال والجنوب، وقبل ذلك اتحدت مع النظام السعوديّ منذ سبع سنوات في الاعتداء العسكري الصاروخي منذ 26 مارس 2015م إلى اليوم، استباحوا الأجواء اليمنية وإطلاق صواريخهم على المدنيين العزُل وعلى كُـلّ منجز يمني من مصنع ومدرسة ومقر حكومي وعسكري وروعت اليمنيين، وَاستغلت علاقتها بأمريكا وبريطانيا والإعلام اليهودي أن لا تنقل أخبار اليمن المعتدى عليه طوال هذه السنوات، لم نسمع أية دول أُورُوبية وعربية تقول لماذا تعتدون على اليمن، أوقفوا الحرب على اليمن فهو عضو في الأمم المتحدة والجامعة العربية المنافقة.
لكن عندما بدأت القوات المسلحة اليمنية أن تصل لمرتبة الرد بالمثل على الدول التي اعتدت عليها لسنوات وما زالت قام الإعلام العالمي ضد اليمن المعتدى عليه لماذا يطلقون صواريخ على الإمارات، والسعوديّة، هذا عدوان واليمنيون إرهابيون يجب معاقبتهم، والصواريخ التي تضرب بها اليمن يوميًّا عشرات الغارات ليست عدواناً، وكما يقول المثل الكويتي “عمك اصمخ لا يسمع إلَّا ما يروق له” بكل أسف.
العالم اليوم لم يعد حراً بل عبداً للهيمنة البريطانية والأمريكية والسامية اليهودية والمال السعوديّ والإماراتي ومن دخل في طاعتهم صرفوا عليه ومن عارضهم أَو انتقدهم فهو عدوهم، واشتروا العالم، الذي أصبح رهينة لمصالحه، اليمنيون أصحاب حق ومعتدى عليهم سيدافعون بكل قوة عن أرضهم ويقاتلون كُـلّ من حاربهم مهما طال الزمن، شاء من شاء وأبى من أبى.
اليوم أصبحت ما يسمى المنظمات العالمية هي من تنتقد وتسجل كُـلّ جرائم العدوّ السعوديّ والبريطاني والأمريكي على اليمن، أما الدول لا أصوات لها غير صوت مصالحها، جامعة الدول العربية النائمة صحت من نومها لتدين الرد المشروع للقوات المسلحة اليمنية على الإمارات، وتناست العربدة السعوديّة والإماراتية على اليمن منذ سبع سنوات وإلى اليوم الغارات العدوانية مُستمرّة بجلافة، اليمنيون ليس لدينا أموال طائلة لنرشو جامعة الدول العربية ولا منظمة الأمم المتحدة.
معنا عدالة قضيتنا في الدفاع عن أرضنا اليمنية وصدق توكلنا على الله، فليحذروا غضب الشعب اليمني العظيم وَلا أمن ولا استقرار إلا للجميع، ويكفينا موقف الدولة الإسلامية الإيرانية وإعلامها الحر وموقف الزعيم العربي الحر اللبناني السيد حسن نصر الله -الأمين العام لحزب الله- الرجل الوحيد من العرب الذي يقول كلمة الحق في وجه المعتدين بكل شموخ وكبرياء، أعزه الله بنصره، ولا ولن ننسى الإعلامي العروبي الأول الأُستاذ عبدالباري عطوان من الإعلاميين العرب الذي يؤمن بحق اليمنيين في الدفاع عن أنفسهم وينصح دوماً الخليجيين في أن يرحلوا عن اليمن وَيوقفوا عدوانهم عليه غير المبرّر، وأن عواقب الغزاة الهزيمة على مرّ العصور، أرفع له قبعتي احتراماً على شجاعته وقوله كلمة الحق، ونتيقن بالقريب العاجل من عدالة السماء ونصر الله للمظلومين.