دلائلُ الإعصار ورسائلُ الردع
سارّة الهلّاني
إن وَعْــــدَ السيِّد القائد عبد الملك الحوثي بأن اليمنَ سيكونُ ضمنَ المعادلة التي أطلقها الأمينُ العامُّ لحزب الله، السيد حسن نصر الله، وهي معادلة: “القدس مقابل حرب إقليمية”، صار تطبيقاً عمليًّا شهدت البحوثُ الصهيونية حول عملية إعصار اليمن الثالثة له بالجدية والعزم فيه، وأبان قلقَهم كطرفٍ مشاركٍ رئيسٍ في العدوان على اليمن، وهو المجرمُ الهَلِعُ على مصيره في المنطقة.
ليس سهلاً أن يدرك العدوّ الصهيوني وحليفُه الأمريكي علاقةَ اليمن بدول محور المقاومة كعلاقةٍ تكامليةٍ، عدوهم مشترك ومصيرهم واحد، وبالتالي تداعياتُ المعركة التي يخوضونها في اليمن ستكون إقليميةً وأبعدَ من اليمن، فالصواريخُ البالستية التي تجاوزت كُـلَّ أجهزة الإنذار المبكِّر الأمريكية المتواجدة في السعوديّة حتى وصلت الإمارات، ستصلُ بعون الله وبمشروعية الدفاع عن اليمن إلى عُمق تل أبيب.
تصعيد اليمن على الإمارات في الآونة الأخير -من ضبط السفينة إلى عمليات إعصار اليمن الأولى والثانية والثالثة- هو رَدٌّ يُقدِّمُ رسائلَ هامةً لاستخلاص النتائج وتقييم الخطر المحدق بثلاثية الشر العدواني على اليمن: أمريكا وإسرائيل رأس الأفعى، دول التحالف الجسد التي تتحَرّك به الأفعى وآخرهم جماعات المرتزِقة التي تتغذى بعمالتهم أفعى بني صهيون والأمريكان.
العدو الصهيوأمريكي كفيلٌ بترجمة الرسالةِ اليمنيةِ لهم وفق نفسيتِهم السياسية البحتة بدقةِ تخطيط عمليات إعصار اليمن الثلاث وجرأة التنفيذ واستهداف عدة أهداف في وقت واحد، وأثناءَ تواجد رئيس كيانهم الهش “هرتسوغ”، وتفوق أسلحة القوة الصاروخية اليمنية محلية الصنع على أجهزتهم المتطورة، لتصوير النصر الحتمي عليهم وجدارة اليمانيين ليكونوا عدواً صعبَ المِراس، عليهم أن يسحبوا كُـلَّ خيارات العدوان ضد الشعب اليمني ويرفعوا كُـلَّ طرق الحصار عنهم قبل أن يرتدَّ طرفُ سياستهم باندلاع الهزائم القاتلة لهم ولدكتاتوريتهم.
ونصيبُ الإمارات والسعوديّة بما أرسلته “إعصار اليمن الثالثة”، هو أن ضربُ القوات المسلحة اليمنية لعصبِ اقتصادهم، حسب نوعية الأهداف الاستثمارية؛ للردع عمداً لتتلقى عقولُهم كارثيةَ استمرار عدوانهم وحصارهم الذي يُشرِّعُ لقواتنا الصاروخية وسلاحنا المسيَّر استمرارَ زجر المعتدين وكَفَّ غطرستهم، فمشاريعُهم الاستثمارية العقارية والنفطية هي طُعْمُ الصياد اليماني الذي سيوقعُكم بتدميرها، فإذا لم تستجيبوا للخطر الذي سيصيبُ اقتصادَكم ودويلتكم وتمنحوه العلاجَ الوحيدَ والأنفعَ “الانسحاب من العدوان” سيكونُ العُضالُ قاتلاً حتى مستقبلاً، الغارةُ بالغارة والبادئُ أظلم.
أما بريد الرسائل لمرتزِقة العدوان، فالوقائعُ تشرحُ لهم مضمونَها، كما قال تعالى: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ﴾ وهي أن الطرفَ الذي ينقُلُ المعركةَ من أرضه إلى أرض الخصم كما صنعت القوات المسلحة اليمنية، بنقلتها النوعية لأحداث الحرب الضروس من أرض اليمن حتى الإمارات، وتحول وضعيتهم من الدفاع للهجوم، واليمن بإذن الله هو الغالبُ الذي ارتابوا انتصارَه، والحَقُّ الذي رفضوا مبادئَه، والمأوى الذي تنكّروا له، فهل ما زال يراودُهم الاغترارُ بحليفٍ ضعيفٍ فيخسرون مبادرةَ العفو العام لمن سيعودُ لوطنه تائبًا صادقًا.
وأما الشعبُ اليمني هَـا هو يُرَتِّــلُ تسابيحَ الحَمْدِ والفضلِ للقهّار على تأييده ونصره، ويشُدُّ على قواته المجاهدة في كُـلّ الميادين والثقة بالله وبهم كبيرةٌ، والثباتُ والعزمُ قويٌّ والنفَسُ طويل.