اليمنُ منبعُ الإيمان

 

غيداء الخاشب

(اللهم بارك في شامِنا ويمننا) كان ذلك قول الرسول، اليمنيون كانوا هم السباقين في الدخول للإسلام، هَـا هو شهرُ رجب هلّ وهلّت معهُ مُناسبة مهمة بل وفي غاية الأهميّة، وهي يوم أرسل الإمام علي -عليه السلام- من قِبل رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- إلى اليمن، ليدعو إلى دين الله المستقيم –الإسلام- ويُنظم حياة الناس ويُزيل غياهب الظلم، فجاء الإمام علي ومعه ذلك النور ليُضيءَ به أرجاء اليمن، في الحقيقة أن أهل اليمن دخلوا إلى دين الإسلام أفواجاً لقول الله تعالى: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ، وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا).

إنهُ لشرفٌ عظيم وكبير دخولنا إلى الإسلام دون السيف، دخولنا إلى الإسلام برسالة بُعثت مع الإمام علي -عليه السلام- من قِبل رسول الله-صلوات الله عليه وعلى آله- يدعونا بها إلى الدين الحنيف، وهذا يؤكّـد على أن أهل اليمن أرقُ قلوباً وألين أفئدة، لنجعل مما سبق محطة زاد تذكارية لنا بأنهُ ما زال الخير موجودًا في اليمن وأهلها، وما زال الإيمان ينبُع من اليمن وسيستمر بإذن الله، هذه المناسبة بالنسبةِ لنا ضياء لطريقنا، وينبوعاً يروينا من العطش الذي مّسنا قَبل الإسلام، وتقويم اعوجاج مسارنا إن انحرفنا، لا سِـيَّـما ونحن نواجه أعتى عدوان عرفتهُ البشرية.

وحينما علِم الرسول كيف دخل أهل اليمن إلى الإسلام بلا حربٍ أو حتى سلة سيف واحد، قال: (الإيمان يمان والحكمةُ يمانية) ما أروع قول الرسول هذا فينا والأروع قوله (أهلُ اليمن أرقُ قلوباً وألين أفئدة) إنها لمنزلة مُباركة، وممن قيلت؟ من خاتم الأنبياء والمرسلين يا للمكانة والرفعة، وليس من المعقول أن نتخاذل بعد تلك الأقوال فينا، ليس لذلك فحسب بل؛ لأَنَّ الدين الذي سارعنا للدخول إليه والإيمان به يوجب علينا الجهاد والتحَرّك لإعلاء كلمة الله الحقّ، فنحنُ؛ مِن أجلِ دين الله قدمنا شهداء كُثر وسنقدم حتى النصر، ولن نُخيب ظن رسول الله فينا بعونِ الله.

إحياء مناسبة وفرحة أول جمعة في رجب هو واجبٌ، لأهميتها التي تُذكرنا أننا كُنا الأجدر بالإسلام والأنفع للإسلام، ولزيادة تعمقّ الإيمان في قلوبنا، ولتعلم الأجيال القادمة من أجدادهم، ومن ناصر الرسول وآل بيته، ومن أجل التقرب إلى الله والعودة المُلّحة إليه وكم نحن بحاجة لذلك، كان أجدادنا يحتفلون بهذا اليوم المُبارك ويتخذون منهُ عيداً من ضمن الأعياد يتزاورون ويُهنِئون بعضهم البعض، لكن كعادة الفكر الوهَّـابي يتدخل في معتقداتنا ويُغير منها ما يشاء ويمحو ما يشاء لذا حاول أَيْـضاً طمس هُــوِيَّتنا الإيمانية المتجذرة في قلوبنا، لم يذكر إطلاقا مسألة دخول الإسلام على يد أمير المؤمنين علي -عليه السلام- وكذلك ثبوت الدين والجهاد بقدوم الإمام المهدي، وغُيب عن معظم اليمنيين ذلك، لكن مسيرتنا القرآنية بحمدِ الله حالت دون استمرار ذلك الفكر الدخيل الإغوائي والشيطاني، وبينت لنا ما دور اليمنيين على هذه الأرض منذُ الأزل، فهم أُولئك العُظماء إلى يومنا هذا، فُضلنا لدرجة أن قال الإمام علي عليه السلام (فلو كنت خازناً على باب جنة لقلت لهمدان أدخلوا بسلام) يا لشرف اليمنيين حقاً يا للشرف!

سنعود من جديد لنجعل من جمعة رجب عيدًا ومناسبة جليلة لها مكانة كبيرة في قلوبنا.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com