فبــــــــــ11ــــــراير.. ثورةٌ أم نكبة؟!

 

دينا الرميمــــة

تتأرجحُ ذكرى 11 فبراير بين مسمَّيَين وبين مؤيِّد ومعارض، فهناك من يراها ثورةً ضد النظام المستبد وانتهت بسقوطه بينما البعض الآخر يرى أنها نكبة ضمن نكبات الربيع العربي الذي اتضح فيما بعد أنه ليس إلَّا مخطّطاً صهيونياً لتمزيق الشعوب العربية من ضمنها اليمن التي كانت ترزح تحت حكم نظام استبد بالحكم لثلاثة وثلاثين سنة محتكراً دولة بأكملها لصالح أسرته وأتباعه!!

وما أن انطلق الربيعُ العربي في بعض الدول إلَّا وكانت اليمنُ ضمن من وقع في شراكه على حين غفلة؛ كون اليمنيون كانوا يتطلعون لمستقبل أفضل في ظل دولة مدنية حديثة قائمة على الديموقراطية والحرية!!

لا زلتُ أتذكَّرُ جيِّدًا ذلك اليوم الذي نزلتُ فيه توكل كرمان إلى تعز لتشعلَ وقود ثورتها المزعومة، والتي تخفي وراءها الكثير من النوايا السيئة لا الشعور بالانتماء لتعز كما أوهمت الناس، وعلى الوتر الحساس للمعاناة دقت توكل كرمان لحن الثورة في تعز المدينة المنسية والأكثر تهميشاً من قبل النظام السابق رغم أنهم المتعلمون والمثقفون وأصحاب المؤهِّلات العلمية التي من شأنها أن تنهضَ باليمن إلى أرقى مستوى ولكنهم للأسف ظلوا يقبعون تحت خط الفقر والبطالة القاتلة لذلك كان لكلماتها التي صدحت بها على مسامع الشباب في ساحة الحرية بتأريخ ١١ فبراير ٢٠١١ قبولاً كَبيراً من شباب تعز الذي كان يفتقر مثله مثل بقية الشباب في اليمن إلى أبسط حقوقه في ظل حكومة تعمدت تجويع الشعب وحرمانه من خيرات أرض غنية بكل ما تجعله على رأس الدول الغنية فيما لو اُستغلت الاستغلال الأمثل وتسخير عائداتها لصالح الشعب لا لجيوب الأسرة الحاكمة.

فاشتعلت الثورة في تعز شعاراتها الحرية والتغيير والحياة في ظل دولة مدنية حديثة لا دولة تحت حكم العسكر.

ومن تعز انطلقت شرارتها إلى كُـلّ المدن اليمنية وامتلأت الساحات بالشباب مطالبين بإسقاط النظام فكانت ثورة شبابية تحمل أهدافاً حقيقية وتتطلع لمستقبل أفضل بعيدًا عن أية وصاية أجنبية، فقوبلت بالقمع للشباب الذين خرجوا في كُـلّ مسيراتهم بصدور عارية استقبلت رصاصات جنود النظام السابق وراح ضحيتها المئات منهم، هوجمت ساحاتهم كما حصل في ساحة التغيير بصنعاء في جمعة الكرامة بالاعتداء المباشر على المتظاهرين السلميين وقتل الكثير منهم وإحراق خيامهم بمن فيها كما حصل في ساحة الحرية في تعز محاولة لإطفاء جذوة هذه الثورة الحقيقية ولكنهم لم يستطيعوا فظلت الثورة مشتعلة ومُستمرّة.

وكانت بلا شك ستثمر وتتحقّق أهدافها لولا نوايا حزب الإصلاح الخبيثة الذي تقمص دور الثوار ولبس ثوب الثورة ودخل بينهم للالتفاف عليها وتنفيذ أجندات خارجية تدخل اليمن تحت عباءة الأمريكي والسعوديّ عبر المبادرة الخليجية التي جاءت لتدفن أهداف الثورة وهي حية وداست على دماء الشهداء وتحطم كُـلّ تطلعاتهم واستنساخ حكومة جديدة لا تفرق عن حكومة العقود الثلاثة الماضية، أضف إلى تقسيم اليمن إلى أقاليم، الأمر الذي من شأنه القضاء على الوحدة اليمنية!! لكن سرعان ما تنبه الشباب اليمني لهذه الخدعة وأستجاب لخطاب السيد القائد “عبدالملك الحوثي” الذي دعا فيه الشباب في ٢١/سبتمبر/٢٠١٤ لمواصلة ثورته وتوحيد الصفوف لمواجهة الخطر الذي يحاك لليمن! وفعلاً استمرت الثورة وحطمت كُـلّ المؤامرات على اليمن؛ ولهذا شنوا هذه الحرب الخبيثة عليها محاولة لكسر إرادَة الشعب اليمني ولكن هيهات لهم ذلك فالشعب اليمني أثبت لهم أنه فوق كُـلّ المؤامرات والتحديات وهزم كُـلّ تحالفاتهم وبصموده حقّق وَسيحقّق كُـلّ أهدافه وسيقضي على كُـلّ الخونة والمتآمرين وستظل اليمن هي أرض الحرية والسلام ولن تنطفئ جذوة الثورة حتى تحقيق كامل أهدافها.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com