الإيمَان يمانٍ والهُــوِيَّة إيمَانية
الشَّموس عبدالحميد العماد
رحلةٌ كان قائدها إمام العالمين وسيد الوصيين وصديق سيفهِ ذي الفقار، الصدّيق المجيد الطاهر المُطهر الزكي الوليّ، حيدرُ الوصيّ، عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وصل بعدها إلى أرض الإيمَان وجنّة الإسلام -أرضُ اليمن- إلى قبائل همدان الزكيّة الأبيّة الطائعة القوية والذي تولّت وصدّقت بكلمات ربها ورسالة رسولها محمد -صلى اللّٰه عليه وآله-.
ويدخلُ اليمن الإسلام ويدخلُ اليمنيون طائعين للّه، مستجيبين لرسالةِ رسول اللّه، لا قُنوط، ولا تكَاسل في الدين، ولا اعوجاج، ولا تعرّج، ولا جُحود، ولا تكذيب، بل صدقوا وآمنوا ودخلوا في دينِ الله أفواجاً، وكان دخولهم الإسلام إنجازاً ضخماً سجد لهُ رسول اللّه حمداً وشُكراً، وتصدر في قاموس التاريخ الإسلامي كأمَّةٍ آمنت وتغلغل الإيمَان بداخلها منذُ أول دعوة يُدعوا فيها للدخولِ في دين الله، والتحرّر من حياة لا إسلام فيها ولا محمد ولا عقيدة.
إذاً ألم يكن اليمن أجدر بأن يقول عنهُ رسول اللّه: “الإيمَان يمانٍ، والحكمة يمانية”؟، وألم يكن اليمنيين لهم الحق الأعظم والأولى بأن يصفهم رسول اللّه قائلاً: “هُم أرق قلوباً، وألين أفئدة”؟!
بلى، كان لليمن وأهله الحق الكبير بأن يقال عنهم كذلك؛ لأَنَّهم كانوا وما زالوا كذلك، ما زالت العقيدة الإسلامية تجري في أوردتهم وتنغرس في فؤاد الطفل اليماني منذُ أن يأتي إلى هذه الدنيا، ما زال الإسلام في هذا الشعب قائماً وحياً، ما زال اليمنيون بهِ أعزة كُرماء أولياء للّه والرسول، أعداء للكفار والقانطين والفاسدين والمتكبرين والجبابرة والطغاة في هذه الأرض.
من اليمن منبع الإيمَان، من اليمن العقيدة البشرية الإسلامية الصحيحة، من اليمن النابغة والعالم المُسلم، من اليمن انطلقت ثورة التحرّر البشري من أي اضطهادٍ أكان “مذهبيًّا، سياسيًّا، طائفياً، عنصرياً”، فاليمن رقعة الإسلام والإسلام لم يأتِ إلا ليحرّر الأرض من ظلم العبودية لغير الله وليحرّر البشر من ظلم الطغاة المستكبرين الذين عاثوا وأباحوا واستباحوا على هذا الكون، والله على نصرنا لقدير، وإن غداً لناظرهِ قريب.