المسيرة القرآنية بها يتحقّق الإيمَان

 

محمد الضوراني

المسيرة القرآنية بها يتحقّق الإيمَان، يتحقّق هذا الإيمَان من خلال الإخلاص والتقوى المبني على الإيمَان المأخوذ من منهج الله ومن هدى القرآن الكريم، هذا القرآن الذي يعتبر الأَسَاس في قبول الأعمال من الله وفي زكاء النفوس.

إذَا كان الإنسان بعيداً عن الله وعن هدي الله لا يؤمن إلَّا بما يريد هو وبحسب الأهواء الشخصية والرغبات الذاتية، بعيداً عن التسليم لله وأوامر الله فَـإنَّ هذا الإنسان الذي يدعي الإيمَان ليس بالمؤمن حقاً؛ لأَنَّه يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض، الله قد بيّن لنا صفات المؤمنين من خلال كتاب الله.

المؤمنون حقاً هم الذين يسيرون حسب ما يريد الله ولا يتغيرون أَو يتبدلون مع الأحداث والمتغيرات، يجاهدون بكل ما يملكون بالنفس والمال، لا يبيعون دينهم مقابل ثمن قليل في هذه الدنيا، يسعون لنيل الخير من الله والفوز العظيم بما أعده الله للمؤمنين، لذلك موضوع الإيمَان ليس بالقول فقط الإيمَان يتجسد بالتحَرّك في ميدان العمل حسب ما يريد الله التحَرّك بإيمَان، هذا الإيمَان الذي يملأ القلوب ولا يسمح لأية رغبات أَو شهوات أَو أي شيء في هذه الدنيا أن يغير النفس التي أصبحت زاكية لله مسلمة لله مخلصة لله، هذا هو الإيمَان الحقيقي، مسيرة الله هي مسيرة عمل مسيرة عطا، يتجسد من خلالها كمال الإيمَان في واقع العمل، في إصلاح هذه الحياة، في القيام بالمسؤوليات التي تحملها المؤمنون، في تحقيق العدل، في تحقيق الحق في نصرة المستضعفين، في نشر دين الله كاملاً كما يريد الله، يتحقّق من خلال هذا الإيمَان ما يريد الله في هذه الحياة، ما يريد الله أن يصل من خلاله من ينصرون دينه وَيسلمون لتوجيهاته.

نعمة الهداية نعمة عظيمة والمسيرة القرآنية هي سبيل الهداية للأمَّة وصلاحها لتنال عزتها وكرامتها، لتنال الفوز والسعادة والكرامة في الآخرة، لذلك من عرف قيمتها لمن سلم لله وسار على حسب توجيهاته، نحن نواجه العدوان الغاشم علينا والذي يريد أن ننحرف عن المنهج الحق والمسيرة القرآنية ونتحَرّك كما يريد هو أن يحركنا لنكون أعداء لدين الله، ولكي تكون المسيرة القرآنية مسيرة للحياة لا بُـدَّ أن نصلح علاقتنا بالله ونتحَرّك في تحقيق العدل، في تحقيق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيما بيننا البين، أن نبتعد عن المجاملات والنفاق والعصبيات، نبتعد عن المصالح الشخصية، نقف مواقف الحق في تحقيق الحق، نقف مواقف العزة والكرامة ليتحقّق لنا العزة والكرامة، نتوحد جميعاً ونحن نحمل الهم الواحد والقضية الواحدة ويجمعنا الدين الواحد والمنهج الواحد والمسيرة الواحدة، وتجمعنا القيادة القرآنية الواحدة التي تتحَرّك في سبيل الله ولنصرة دين الله، قيادة لم تخضع لأعداء الله تحملت هم الدين والأمَّة وقضاياها، تهتم لما يحدث لكل الأمة الإسلامية وتتحَرّك بمنهج قراني حقيقي ومسيرة أمرنا الله بها لننال الرضوانَ والخير من الله مهما كانت التضحيات فهي في سبيل الله فوز وكرامة وشرف، بينما من يقاتلون في سبيل بيع الدين ويبيعون دينهم وكرامتهم وشرفهم لأعداء الدين؛ لكي يتمكّن من الأمة، لكي يسيطر علينا بكل أساليبه ويغير ثقافتنا لكي نقبل بهم وبمنهجهم الشيطاني نقبل أن نعيش ونحن في ضلال وانحراف ثقافي وأخلاقي، ونحن في حالة من الضعف والاستكانة لأعداء الله، نحب الدنيا أكثر منهم ونحرص عليها أكثر منهم ونبيع ديننا لكي نسلم منهم ولن نسلم منهم ولن نسلم من عذاب الله نتيجة تقصيرنا وتفريطنا بدين الله الذي هو عزتنا في الدنيا والخير لنا في الآخرة، التي فيها ما وعد الله به أنصاره المؤمنين، وعدهم الله بالخير والرزق والكرامة عند الله وفي رعاية الله وتوعد الصادين عن سبيل الله، المنحرفين عن منهج الله بالعذاب الشديد بالخسارة الكبيرة والتي لا تعوض أبداً، لذلك نحن في مسيرة حق مسيرة عطا مسيرة الله من تحَرّك من خلالها نال الرضوان من الله والخير والفوز العظيم ومن انحرف عنها وعمل لنفسه مبرّرات لكي لا يقف مع الحق فهو من سوف يخسر رعاية الله وتأييد الله.

على كُـلّ من يتحَرّك في هذه المسيرة وفي كُـلّ مواقع الجهاد والمسؤولية التي يتحَرّك بها أن يمثل دين الله كما يريد الله وكما أمرنا الله وبحسب ما تعلمنا من هذه المسيرة ومن أعلام الهدى من آل البيت الأطهار؛ لأَنَّ التقصير والتفريط والذنوب والمعاصي والفساد سبب في أن ينال كُـلّ من سقط فيها الخذلان والخسارة والندم الكبير.

لا بُـدَّ أن نتحَرّك التحَرّك الصحيح لنمثل هذه المسيرة التمثيل الصحيح، من خلال صفات المؤمنين التي أمرنا الله أن نتحَرّك من خلالها في واقع الحياة، ومن انحرف عنها فَـإنَّه ليس من أبناء المسيرة القرآنية ولو يظهر ذلك فالله كفيل بكشف هؤلاء إذَا لم يراجعوا أنفسهم ويعدلوا مسارهم كما يريد الله وكما تعلمنا من إعلام الهدى من آل البيت سفن النجاة لمن يسير معهم وفي خط الله لمن يتحَرّك كما يريد الله، فالمسيرة القرآنية نعمة عظيمة من الله علينا وطريق ليس فيها ضلال، ليس فيها انحراف.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com