عدوان واستقلال.. اليمن إلى أين؟!
إكرام المحاقري
هناك من رسم مشروعاً للغزو والاحتلال وتمزيق اللحمة الوطنية والنسيج المجتمعي للداخل اليمني، وهناك من خط العهد على أن يتحرّر من هيمنة الطاغوت “الأمريكي” وأن يحقّق أهداف الثورة -السبتمبرية المجيدة- والوصول بالوطن والشعب إلى مرفئ الأمان والحرية، بين نقيض من المؤامرات الخارجية والداخلية والتي جيشت حتى المنظمات الإنسانية، والمجتمع الدولي والأمم المتحدة، وأقلام الإعلامية، وأحزاب سياسية وأنظمة عربية وغربية، لمواجهة استقلالية الشعب اليمني.
يتحدث ناطق العدوان عن تصعيد جديد يستهدف منشآت حكومية يمنية، وتحقيق منجزات لصالح التحالف العدواني، وهناك تمتزج المغالطات بتصريحات من بعض الناشطين والسياسيين العرب وغيرهم، بغية تحقيق شيء لن يتحقّق حتى وإن كان التصعيد أمراً من القصف العشوائي للأحياء السكنية في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات.
ما تجهله قوى العدوان وأبواقهم الإعلامية هو أنه بات من المستحيل تحقيق نصر في الأراضي اليمنية حتى وإن كان نصراً وهمياً وهو ما حقّقوه منذ مارس للعام 2015م وحتى فبراير العام الجاري 2020م، أي ما يقارب الثمانية أعوام إلا شهراً ونيف، فتلك الانتصارات علها كانت تلاقي تصديقاً دولياً من هنا وهناك بغية الكسب، فـالبعض كان مصاباً بالجهل للأحداث والواقع، والآخر مصاب بداء العمالة والخيانة والارتزاق، ولا فرق بينهما!!
فتلك الخطوات لم تعد تحقّق شيئاً يُذكر، ولم تحقّق بصيص أمل لقوى العدوان لتحقيق مآربهم في اليمن حَيثُ والمعركة اليوم بـالنسبة للجيش اليمني ولجانه الشعبيّة انتقلت إلى العمق السعوديّ والإماراتي، وقد تنتقل إلى العمق الصهيوني، حَيثُ والمعركة بالنسبة لقوى دول محور المقاومة واحدية القضية والهدف، وقد بدأت هذه المعركة في العمق الإماراتي بمغازلة عسكرية بمسيَّرات تابعة لألوية الحق العراقية، كذلك ما يجري من سيطرة واسعة للجيش اليمني ولجانه الشعبيّة على مناطق شاسعة في نجران وجيزان وعسير، والسيطرة المحكمة على مسار المعركة فيما بعد الحدود، والواقع نفسه في جميع الجبهات العسكرية في الداخل اليمني خَاصَّة في جبهة -مأرب وشبوة- شمال وجنوب اليمن.
فحين يستخدم العدوان الحرب النفسية يجد الشعب والقيادة اليمنية على أُهبة من الاستعداد، حَيثُ ولا أحد يعير تصعيدهم أي اهتمام يذكر، فـالحياة لمن تبقى رغم الحصار والأزمات ورغم القصف والدمار متواصلة يوماً بعد آخر، وتحقيق الإنجازات الداخلية للقبيلة اليمنية ملموسة ونتائجها مذلة وموجعة للعدو ولمن يقف في صف العدوان من حكومة الفنادق وحزب الإصلاح وغيرهم.
فـالوقت الذي تُقُصفُ فيه المنشآت الخدمية اليمنية كان هناك اجتماع واسع لبعض القبائل اليمنية الحرة مع السيد القائد عبدالملك الحوثي، وهذا يعكس فشل العدوان في جميع الجبهات العسكرية والثقافية والاجتماعية، ويعكس الوعي الذي اكتسبه الشعب اليمني منذ بداية العدوان وحتى اللحظة الراهنة.
هناك توقعات واضحة ومؤكّـدة بأن العدوان بات يلفظ أنفاسه الأخيرة في اليمن رغم التصعيد العسكري، فهذه الخطوات المكرّرة والمجربة مسبقًا هي عين الهزيمة والفشل، فـالشعب اليمني سيحقّق لنفسه استقلالاً مجيداً وسيادة في القرار وحفظاً لكرامة الحدود، وهذا سيحدث لا محال، والثروة اليمنية رغم أطماع المحتلّ ستعود لأهلها أخيرًا، وهناك خاسر سيموت كمداً وحزناً على ما قدمه من حقارة تجاه الشعب اليمني المظلوم، ألا وهي “الأمم المتحدة”، وإن غداً لناظره قريب.