ناطق أنصار الله محمد عبدالسلام في مقابلة خاصة: الأمريكي وراء العدوان ولا خيار لنا إلا المواجهة والعمليات في ما وراء جبهات الحدود لردع العدوان والنزاع الحدودي له مساره الخاص
- الخيارات الاستراتيجية متنوعة كماً وكيفاً ونوعاً
- سفير روسيا يعتبر قرار مجلس الأمن حول اليمن خاطئاً
- الجيش واللجان حاضرون لمساعدة أبناء الجنوب للتصدي للقاعدة وداعش
صدى المسيرة- أحمد داود:
أكّد الناطقُ الرسميُّ لأنصار الله محمد عَبدالسلام أن أمريكا هي من تُديرُ الحرْبَ على بلادنا، فهم يقتلون المدنيين وهم يتواجدون في غرف العمليات، مشيراً إلَى أن السعودية غيرُ قادرة على شن الحرب أو إيقافها إلا بالضوء الأخضر الأمريكي.
وتحدَّثَ عَبدُالسلام في لقاء خاصٍّ أجرته معه قناة المسيرة مساءَ أمس الأحد، حولَ الكثير من القضايا والملفات الشائكة، بما فيها العدوان الأمريكي السعودي على بلادنا ومسار المفاوضات السياسية في جنيف وعلاقة أنصار الله الداخلية والخارجية والحصار وغير ذلك من القضايا.
زيارة ولد الشيخ إلَى صنعاء
وتطرق عَبدُالسلام إلَى زيارة ولد الشيخ إلَى صنعاء، مشيراً إلَى أنه من الطبيعي أن يأتي إسماعيل ولد الشيخ إلَى العاصمة اليمنية صنعاء، حيث كانوا في السابق يلتقون به في مسقط وتحدث لقاءات أُخْـرَى ببعض السفراء المعنيين بالشأن اليمني.
وقال: “نحن نتحمل مسؤولية أن نوضح الصورة لكل العالم ونتحمل عناء السفر، لكن لا يعني هذا أننا نتجاهل العاصمة صنعاء، ولهذا نحن طلبنا أنه أَية لقاءات قادمة يجب أن تكون في العاصمة للقاء بالوفود الوطنية هنا، لهذا نحن نعتقد الآن أن مسار المفاوضات القادمة هو مرهونٌ بوقف الحرب”.
وأكد قائلاً: “الرؤية أصبحت واضحةً، ناقشنا كُلّ القضايا، مروراً بالنقاط العشر، والنقاط السبع وما توصلنا إليه في مشاورات سويسرا من رؤىً واضحةِ المعالم تضمنها حتى كلامه هو في إحاطته لمجلس الأمن”.
وزاد عَبدالسلام بقوله: “نعتقد أن مشاورات سويسرا في إطارها العام كانت إيجابيةً، وتعاطى الجميع في تلك الوفود في اليوم الأول والثاني والثالث بشكل جيد، ولم يكن هناك تَخَلٍّ عن النقاط السبع، النقاط السبع وإن بشكل آخر، أو بمسمى آخر وَالأطراف الأُخْـرَى لا تريد أن يُذكر أَي دور لمسقط، وأن لا يُذكر أَي دور للمشاورات التي تمت، هذا شأنهم وشأن الحساسيات، ليست الأطراف اليمنية، نحن نعرف من يقف وراء مثل هذه الحساسية”.
وأشار إلَى أن ما عرقل تلك المشاورات هو أمران: الأول أن تثبيت وقف إطلاق النار لم يتم، وكان هناك وعود كثيرة من المجتمع الدولي والمجتمع الأوروبي دائمة العضوية في مجلس الأمن، وكانت لدينا هذه الضمانات للحضور بأن الحرب ستقف. كذلك الأمم المتحدة دعت لوقف إطلاق النار في اليوم الأول ورحبنا، والتزمنا أَيْـضاً بهذا، وفي اليوم الثاني المشاورات كانت إيجابية، وكذلك في اليوم الثالث، أما في اليوم الرابع فقد حصل نشاطٌ عسكري واسع في محافظة الجوف، وقصفٌ جويٌّ في صعدة وصنعاء وحجة، وسقوط ضحايا من المدنيين والأبرياء، وكان لزاماً علينا هنا أن نقول للأمم المتحدة إن ما تم الاتفاقُ عليه في الإطار الأساسي والرئيسي ووقف الاقتتال قد أُخِلَّ به، وهو ما جعلنا نجلس في اليوم الرابع جلسةً استثنائيةً مع إسماعيل ولد الشيخ لمناقشة هذا الخرق الذي لم يعد خرقاً فقط، بل أكبر.
وواصل عَبدُالسلام بالقول: “ولهذا نحن بعد أن قدَّمنا مِلَفَّ الخروقات لإسماعيل ولد الشيخ، حتى الخبيرُ العسكري الذي كان موجوداً وقدَّم خريطةً مساء ذلك اليوم وأكد أن الطرَفَ الآخر فعلاً مارس عدواناً وتوسع في محافظة الجوف، وأن قصفاً جوياً موجوداً على اليمن، مندوب الطرف العسكري لوفد الرياض عندما سُئل: لماذا لا يتوقف القصف الجوي؟ قال: نحن لسنا معنيين، أنا لا أستطيعُ أن أتواصلَ بالتحالف كي يوقف القصف الجوي..
يعني نحن كنا أمام طرف لا يملك القرار ولا يعرفُ حتى تفاصيل الحقيقة، لا يعرف ما يجري على الأرض، وربما هو يسمع لبعض التفاصيل لما يحدث من الإعلام، ولا يعرف ماذا يجري على الأرض ولا على الميدان”.
ولفت إلَى أنه وبعد مواصلة المشاورات كان هناك تدخل سافر من السفير الأمريكي الذي كان قريباً من جلسات المفاوضات، وكان يديرُها هو وأحمد عوض بن مبارك من الخارج، موضحاً أن السفير الأمريكي ألغى المشاوراتِ رغم أن الأُمَمَ المتحدة كانت تريد التمديدَ بحجة عيد الميلاد.
وأضاف أنه تم التحدث مع السويسريين وقالوا بأنه لا توجد لديهم مشكلة بأن يستمر الحوار حتى لأشهر طالما هناك مصلحة للشعب اليمني، وأن إسماعيل ولد الشيخ شخصياً قال لا يوجد لديه مشكلة حتى شهرين طالما نحن متقدمون، وهناك حوارٌ جيد، والطرف الآخر لديه الرغبة أن تستمرَّ وبعضٌ منهم لديهم الرغبة، لكن رئاسة الوفد الآخر كانت منسجمةً مع الموقف الأمريكي، لكن في الاتجاه الآخر.
وأوضح أنهم في مفاوضات جنيف الأخيرة قدموا مقترحاً في ما يتعلق بمسألة الإفراج عن المعتقلين، بحيث يتم الإفراجُ عن 50% من كُلّ الأطراف، لكن الطرف الآخر رفض هذا المقترح، ثم تم تقديمُ مقترح الإفراج عن 70% من كُلّ الأطراف فرفضوا أَيْـضاً هذا المقترح، مضيفاً بقوله: “ثم قدمنا مقترحَ الإفراج عن كُلّ المعتقلين بلا استثناء عند الدخول إلَى تثبيت وقف حقيقي لإطلاق النار ومع هذا تم إفشالُ هذا”.
تشكيل حكومة
وأشار عبدُالسلام إلى أنه عندما يتم الحديث عن تشكيل حكومة فإنه يعني حكومة تمثّل كل المكونات السياسية والأحزاب.
وفيما يتعلق بتشكيل حكومة والاعتراف الدولي بها، أكد عبدالسلام قائلاً بأنه عندما يتم الحديث عن المكونات المواجِهة للعدوان ليس فقط أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام، وإنما بقية المكونات والأحزاب الأخرى المناهضة للعدوان، ولهذا عندما نتحدث عن تشكيل حكومة نتحدث من هذا المنطلق، أن تكون حكومة تمثل كلّ المكونات السياسية والأحزاب المناهضة للعدوان، سواءٌ الأحزاب التي كانت منضويةً تحتَ اللقاء المشترك أو الأحزاب الفتية الصغيرة والمكونات الوطنية من الحلفاء.
وبخصوص الاعتراف الدولي بالحكومة أوضح عبدالسلام أنه من خلال التنسيقات مع العديد من الدول والزيارات التي قامت بها اللجنة الثورية العليا إلى ألمانيا وروسيا تؤكد أن هناك توجهاً مقبولاً أكثر مما كان في الماضي، أي أنه في حال سد الفراغ وكان بشكل جيد متفق عليه وطنياً فإنه بالإمكان أن تأتيَ بعضُ الدول وأن تعترف بهذه الحكومة.
أمريكا تدير الحرب سياسياً وعسكرياً
وزاد بقوله: “نقول بصراحة: السفير الأمريكي هو من يدير الحرب سياسياً وعسكرياً، وهم من يقتلون الشعب اليمني، وهم موجودون في غرف العمليات، والقنابل أمريكية، وطائرات بدون طيار أمريكية، والسعودية غير قادرة على حرب اليمن بدون الضوء الأخضر من أمريكا، والحرب لن تتوقف إلا إذا اقتنعت أمريكا بإيقافها”.
وبخصوص وقف المفاوضات في جنيف 2 أشار عَبدالسلام إلَى أن إقدام السفير الأمريكي على هذه الخطوة ربما لها علاقة بالصراع في المنطقة، فالأمريكان هم من يديرون الصراع، وجهود السعودية على اليمن يسهّل للأمريكيين تمرير صفقات.
ولفت إلَى أن الحرب أُعلنت من واشنطن وطائرات الاستطلاع والقيادة هي أمريكية، معتقداً أن المجتمع الدولي تعامل مع وفد صنعاء الوطني في جنيف؛ لأنهم أصحاب قرار؛ ولأنهم هم الذين يقررون ما فيه مصلحة للوطن، بعكس الوفد الآخر.
وأشار إلَى أن وفد صنعاء لم يذهب إلَى جنيف2 إلا ولديه الضمانات الكافية لوقف العدوان وفك الحصار، موضحاً أن المبعوثَ الخاص لليمن إسماعيل ولد الشيخ يريد أن ينجحَ في مهمته، لكنه لا يمتلك القرار ولا يستطيع حتى توضيحَ النقاط لمجلس الأمن.
وأكد أنهم لن يذهبوا إلَى جولة أُخْـرَى للمفاوضات بذلك الأسلوب دون وقف العدوان؛ لأنه لا جدوى من الذهاب للمفاوضات والحرب مستمرة.
ولفت إلَى أنهم في المفاوضات السابقة ناقشوا مع وفدِ هادي الكثير من القضايا، من بينها تشكيل الوحدة الوطنية واتفاق على الشراكة الوطنية، لكن الإشكالية أن هؤلاء جاءوا ولا يملكون القرار.
وزاد بالقول: “أؤكد لكم أننا قادرون على حل الخلافات السياسية في غضون 3 أيام إذا وقفت التدخلات الخارجية”.
وأشار ناطق أنصار الله محمد عَبدالسلام إلَى المصافحة التي جرت بينه وبين رئيس وفد هادي عَبدالملك المخلافي، موضحاً أن ولد الشيخ طلب منهم في آخر جلسة أن يصافحوا بعضهم البعض وأن الوفد الوطني وافَقَ بدون تردد، لكن الطرف الآخر ولأنه لا يملك القرار طلب عشر دقائق للرد على الطلب، وخرج إلَى الصالة ومن ثم عاد ووافق، وهذا دليلٌ على أنهم ليسوا أصحاب قرار.
وقال عَبدالسلام إن من أهم إيجابيات مفاوضات جنيف الأخيرة هو أن الوفد الوطني تمكنوا من تصحيح الصورة المغلوطة عن أنصار الله لدى المجتمع الدولي، موضحاً أنهم تحدثوا مع هؤلاء بأن أنصار الله والثورة ليس لديهم مشكلة في إقامة أَية علاقة سواءٌ مع السعودية أو مع سلطنة عُمان طالما ليس فيها امتهان لكرامة اليمنيين.
وأكّد أن النظامَ السعودي لديه الاندفاعُ لمواجَهة أبطال الجيش واللجان الشعبية، لكنهم لا يستطيعون التحرك إلا بالضوء الأخضر الأمريكي، وعندما تجد أمريكا مصلحتها في إيقاف الحرب سوف توقفها.
وأوضح أن الشعبَ اليمني هو معتدى عليه، وهذه الدول هي التي جاءت لشن الحرب عليه، متسائلاً: ماذا نفعل، هل نستسلم؟ هل نخضع؟ هذا غير وارد، مؤكداً أنهم سيواصلون مسار الدفاع عن الوطن وعن الكرامة.
وأشاد عَبدالسلام بصمود الشعب اليمني، قائلاً: الشعب اليمني شعب كريم، ولا خيار أمامه سوى مواجهة هذا العدوان، فنحن لا نمتلك سوى خيار الصمود”.
تعز ليست محاصَرة
واستغرب عَبدالسلام من الحديث المتواصل لمرتزقة العدوان عن حصار تعز، مشيراً إلَى أن كُلّ ما يُطرَحُ هو محاولة ابتزاز من الطرف الآخر، وأن تعز غير محاصرة.
وأوضح أنه تم تشكيل لجنة من الطرفَين لتقصّي الحقائق بوجود منسق الشؤون الإنسانية في بلادنا، مشيرا ًإلى أنه حصل خلافٌ بين منسق الشؤون الإنسانية ووفد الرياض الذي أكد دخول المواد الإغاثية للمدينة.
ولفت إلَى أنه وبعد أن دخلت كُلّ الإغاثات كان الطرف الآخر يقول: لا لم تتدخل.
وأكد عَبدالسلام أن الشعبَ اليمني كله محاصَرٌ وليس تعز فقط، منوهاً إلَى أن سفيرة الاتحاد الأوروبي تواصلت به، وسألته عن سبب حصار تعز، وأنه أخبرها أنه مستعد لإدخالها إلَى تعز لتتأكّد من ذلك.
وقال إن اليمن يعاني من حصارٍ معلَن، ومواطنون تُنتهك كرامتهم في مطار بيشه بالسعودية، ولا أحد يتحدث عن هذا، وبلادنا لا تدخلها المواد الإغاثية إلا بقدر محدود.
المجتمع الدولي محرج
ولفت ناطق أنصار الله إلَى أن المجتمع الدولي بات محرجاً من استمرار الحرب على اليمنيين؛ بسبب تردي الجوانب الإنسانية لدى البعض، وخشية البعض الآخر من استمرار الصراع في المنطقة، مستدركاً بالقول “لكن كُلّ دولة لها مصلحة! وهناك رغبة حقيقية لدى هؤلاء للحل في اليمن، لكنهم غير قادرين على مواجهة الرغبة الأمريكية التي تريد الاستمرار”.
ولفت إلَى أن الدول الأخرى أكثر عقلانية، مشيراً إلَى أن أحد السفراء الغربيين كان يتساءل: لماذا التركيز فقط على إطلاق 5 معتقلين؟، ولماذا لا يتم الإفراج عن جميع المعتقلين؟.
الدور الروسي
وأشار عَبدُالسلام إلَى أنهم التقوا مراراً بالسفير الروسي بصنعاء وأنهم أَيْـضاً زاروا موسكو، موضحاً أن السفير الروسي أكد لهم أن قرار مجلس الأمن فيه خطأ، ولم يتضمن بنداً واحداً لوقف الحرب.
وقال إن قرار مجلس الأمن الأخير لم يعد الطرف الآخر يتحدث عنه؛ لأن وفد صنعاء الوطني أسقطه حين “كُنا نقول إننا مستعدون لتطبيقه”.
وأكد أن سفراء العالم ملزمون يوماً بعد آخر بالتحرك، والدور المطلوب من روسيا هو الدعم الحقيقي لوقف الحرب ودعم المسار السياسي.
ولفت ناطق أنصار الله إلَى الموقف الصيني، مشيراً إلَى أنه بدأ الآن يدخل بشكل أفضل، وأنهم تلقوا دعوةً لزيارتها.
وأوضح عَبدالسلام أن هناك تواصلاً مستمراً، وأنهم يلتقون بالكثير من السفراء وبينهم سفراء الخليج، وَأنهم يلتقون بكل الأطراف لكن بشكل ندي ومكشوف ومحترم، وأنهم لا يلتقون في الغُرَف المغلقة، وأن من الطبيعي اللقاء بالسعوديين لكن ليس من الطبيعي تقديم التنازلات، موضحاً أن السفارةَ الأمريكية لم يتحدثوا معها بشكل مباشر، بل عقدوا 3 لقاءاتٍ بطريقة غير مباشرة، وتبادلوا الرسائلَ والتنسيقَ في بعض القضايا الإنسانية عن طريق سلطنة عُمان.
وخاطب السعودية قائلاً: “نحن نقول للسعودية، أنتم دولة ليس لدينا مشكلة معكم، وقد جاء العدوان ولمدة 40 يوماً لم نطلق رصاصة نحوكم”.
المؤتمر وأنصار الله.. علاقة متينة
داخلياً، وفي إطار علاقة أنصار الله مع الأحزاب السياسية، بيّن محمد عَبدالسلام أن علاقةَ أنصار الله بالمؤتمر الشعبي العام متينة وواسعة، مشيراً إلَى أنهم في خندقٍ واحد، ومشيداً بوفد المؤتمر الشعبي في جنيف وبالحسّ الوطني للوفد، مشيراً إلَى أن وفدَ الرياض كان يراهنُ على حُدُوث انقسام بينهم وبين المؤتمر في المفاوضات، لكنهم كانوا في قمَّة الانسجام، وكان رأيهم موحداً وموقفهم واحداً.
وقال إن الاختلاف السياسي ظاهرةٌ صحيةٌ، وهو وارد، لكن الآن نحن في مشكلة أكبر. موضحاً أن هناك لقاءاتٍ شبه يومية بين أنصار الله والمؤتمر لمناقشة كُلّ القضايا، وهناك انسجام كبير.
وأوضح أنه لا يوجد يمني حر وشريف يقبل بالقصف على بلاده، مبيناً أن الإخوَةَ في المؤتمر الشعبي العام لديهم موقفٌ واضحٌ في ما يتعلق بالإعلان الدستوري واللجنة الثورية، لكن هناك تقدُّمٌ في المسار السياسي، وهناك تصوُّرٌ لسد الفراغ.
صرف المرتبات.. واجبٌ على الدولة
وبخصوص صرف الدولة واللجنة الثورية بصنعاء لمرتبات الموظفين في كُلّ محافظات الجمهورية بما فيها عدن وحضرموت، قال ناطقُ أنصار الله محمد عَبدالسلام: إن هذا واجب على الدولة حتى لو كان لدى بعض الموظفين موقف سياسي مخالف، فالمرتبات يجب أن تُصرَفُ لهم.
وأشار إلَى أن إيرادات الدولة في عدن وحضرموت لا تذهَبُ إلَى صنعاء، بل تذهب إلَى القاعدة وداعش، ومع ذلك نحن حريصون على صرْف المرتبات للجميع بدون استثناء.
وبخصوص الوضع الاقتصادي في البلد جراء العدوان الأمريكي السعودي، أوضح محمد عَبدالسلام أن اليمنَ معافىً اقتصادياً، وأن البنك المركزي ما يزال قادراً على دفع المرتبات ولديه المصادِر للدخل سواءٌ عن طريق الجمارك أو الضرائب والتجارة وغيرها.
ودحَضَ كُلّ الافتراءات التي تزعمُ بأن مرتبات الدولة تأتي من إيران، مشيراً إلَى أن أَيَّ دعم يدخل البنك المركزي اليمني يكونُ معروفاً للجميع، والإيرانيون لو قدموا هذه المرتبات لقالوا للعالَم.
وبيّن أن اليمنَ يشتري النفط من السوق العالمي، وأن المرتبات التي تُدفع تأتي في إطار الدخل اليمني فقط.
القاعدة تعبث بالجنوب بتمويل سعودي
وتطرَّقَ اللقاءُ مع ناطق أنصار الله محمد عَبدالسلام للوضع في الجنوب، وتساءل عن مليارات السعودية والإمارات ومئات المرتزقة كيف فشلوا في تأمين مدينة صغيرة مثل عدن.
وأوضح عَبدالسلام أن القاعدة وداعش لديهم أسلحةٌ وهم من يسيطرون على الوضع، ولديهم تمويلٌ كبيرٌ من قبَل السعودية وأمريكا، مبيناً أن القاعدة تُدعم بشكل مباشر وغير مباشر في حضرموت، وأن أعلامَ القاعدة ترفرفُ في قصور المكلا وتسيطر على المطارات وتجلسُ في غُرَفٍ مع الإماراتيين والسعوديين، وهم الآن يذبحون أسرى الجيش واللجان الشعبية.
وزاد بقوله: “المسألة اليوم، أنه يراد لنا كيمنيين أن تأتيَ هذه العناصر لتمسك زمام الأمور، والآن لدينا نماذجُ وتجاربُ في الجنوب، ونحن لن نقبل للقاعدة وداعش بالتحكم على زمام الأمور في اليمن”.
وأوضح أن الجنوبَ استُهدف مثل الشمال، معتقداً أن الجنوبيين وجدوا أنفسَهم في خندق لمواجهة القاعدة، فالجنوبُ محتلٌ من قبل عشرات الدول، وأن الافرازات الخارجية تتجلى في الجنوب، فهناك تثبيتٌ للاحتلال وانتشارٌ للقاعدة، ونحن نقول: “نموذجكم في الجنوب فاشلٌ ومرفوضٌ في الشمال”.
وأكد أن واجبَ الجيش والأمن كمؤسسة دستورية هو الدفاعُ عن الوطن، مطالباً من الإخوة في الجنوب أن يتحمَّلوا المسؤوليةَ في مواجهة القاعدة، فكل ما يحدُثُ يستهدفُ مقدرات الجنوب والإنسان في الجنوب، وعلى الجيش والأمن تحمُّل المسؤولية في الدفاع عن الجنوبيين، مشيراً إلَى أن الجيشَ كمؤسسة ليس فيه فقط شماليون بل فيه كذلك جنوبيون.
علي ناصر.. شخصية وطنية
وأشاد محمد عَبدالسلام بشخصية الرئيس علي ناصر محمد، معتبراً أنه شخصيةٌ وطنيةٌ معروفة وهو يلتقي بكل الأطراف بدون استثناء، ورجلٌ لديه رؤية ولا يمثّلُ التجاذُبات السياسية، وأنه لو سُمِحَ لمثل هذه الشخصيات فإن بإمكانه أن يلعَبَ دوراً في المستقبل.
وأشار عَبدالسلام إلَى أنهم التقوا أَيْـضاً بالمناضل حسن باعوم، موضحاً “أننا قادرون من خلال التواصُل مع الشخصيات الجنوبية والشمالية الوطنية على حل المشكلة الأمنية والسياسية في الجنوب”.
ردع العدوان ولو في العُمق السعودي
وفي ما يتعلّقُ بالخيارات الاستراتيجية، أوضح عَبدالسلام أنها بدأت على مستوى الضربات الصاروخية الدقيقة، ومن خلال تطويرِ الصواريخ وتطوير المعلومات.
وتطرق إلَى المواجَهات في الحدود، موضحاً أنها كانت قويةً، كما كان لدى الجيش واللجان الشعبية قدراتٌ لإسقاط طائرات الأباتشي، وآخرها ما حصل في ميدي.
ولفت إلَى أن الخياراتِ الاستراتيجيةَ ليست متعلقةً بالصواريخ فقط، بل هي منظومةٌ عسكرية متكاملة، مؤكداً أن الشعبَ اليمني يمتلك الصمودَ والنفَسَ الطويل، وقد ثبت أن مَن يمتلكُ هذه الخاصية هو المنتصر.
وأوضح أن أبطال الجيش واللجان كان لهم دورٌ بارزٌ في استهداف بوارج العدو في عرض البحر بباب المندب، وأن هذه البوارجَ باتت تخشى الاقتراب حتى لا تُستهدَفُ.
وأكَّد عَبدُالسلام أن فتحَ أبطال الجيش واللجان الشعبية جبهاتٍ للقتال في جيزان ونجران وعسير ليس له علاقة بالخلاف على الحدود، وإنما يأتي في إطار ردع العدوان.
وقال نحن نعتقد الآن أن المسألة ليست خلافاً على الأراضي وإنما رد على العدوان، وهذه المسألة تعود إلى الجانب الدستوري والقانوني في اليمن، وإن كان ثمة اتفاقياتٍ محترمةً، لكن للشعب اليمني ينظر في أي اتفاق أو يلغي أي اتفاق أو يعيد النظر في أية مسألة، مشيراً إلى أن هذه الأمور تعود دستورياً إلى الجهات والهيئات الدستورية التي تفصل في هذه المسائل التي تتعلقُ بأي خلاف على الحدود أو ما شابه، موضحاً أن هذه الملفات من سابق لأوانه الحديث عنها، منوهاً إلَى أن العدوان ستتم مواجهته حتى لو كان في العُمق السعودي.
الأسرى السعوديون والأمريكيون
وبخصوص الأسرى السعوديين لدى الجيش اليمني قال عَبدالسلام إنهم سيعودون كما حصل في الحرب السادسة، مشيراً إلَى أن السعودية سحبت بعضَ أسرى الجيش واللجان الشعبية من مأرب إلَى السعودية.
أما في ما يتعلق بتسليم الرهائن أو المعتقلين الأمريكيين، نوَّه ناطقُ أنصار الله إلَى أن تسليمَهم لم يكُن صدفة، بل كان مقابلَ رفع المعاناة عن الشعب اليمني ومعالجة الكثير من الجرحى، وقابل هذه الخطوة خطوات استفاد منها الشعبُ اليمني اقتصادياً، حيث تم السماحُ لإدخال الكثير من السفن التجارية إلَى الموانئ اليمنية، فكلُّ هذه الخطوات وأية خطوات تصُبُّ في مصلحة الشعب اليمني.