الشهيدُ القائدُ عالمي الرؤية
عبدالمجيد البهال
برز الشهيدُ القائدُ السيد حسين بدر الدين الحوثي بمشروعِه القرآني التوعوي والعملي الرامي لبناء أُمَّـة جديرة بمواجهة أعدائها والاعتماد على نفسها في شتّى المجالات، في مرحلةٍ كانت الأُمَّــة في حالةٍ من التيه الكبير، وبعيدةً كُـلَّ البُعد عن الثقافة القرآنية، ومقيَّدَةً بأنظمة تخدُمُ المشروعَ الأمريكي المهيمن على معظم دول العالم وعلى وجه الخصوص الدول العربية وأبرزها اليمن التي كانت سياسةُ نظامها إبّان حكم علي عبدالله صالح تنسجمُ بشكل كبير مع التوجُّـهات الأمريكية، وتحت وَصايتها وتخدم مشروعها، حتى وصل الحالُ إلى أن تتلقى الأوامرَ والتوجيهاتِ من الإدارة الأمريكية بما يخدمُ مصالحَ ومشروعَ الصهاينة ويضرُّ بهُــوِيَّةِ وثقافةِ الشعب اليمني وباقتصاد بلده وإضعافه عسكريًّا والتحكم بجيشه.
أطلق الشهيدُ القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي المشروعَ القرآني كمشروعٍ توعوي لبناءِ الأُمَّـة على أَسَاس من الثقافة القرآنية، وعملي يجعلُها جديرةً بمواجهة أعدائها وتحذيرها من خطرِ المشروع الأمريكي والإسرائيلي في المنطقة.
فانطلق الشهيدُ القائد بالمشروع القرآني والعمل به في وقت كان المشروعُ الصهيوني له الكلمةُ في المنطقة وكان السفير الأمريكي هو الآمرَ الناهيَ في البلد، حتى على مستوى طباعة المناهج والخطب في الجوامع وغيرها من أشكال الهيمنة والسيطرة.
رفع شعارَ البراءة، شعارَ الحرية، الشعار الذي أسقط كُـلّ الرهانات الأمريكية والمقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية.
كان يمشي بخُطَى القرآن الكريم الذي أمر الله سبحانه وتعالى أن يكون.
من جرف مران كانت البدايةُ للمشروع القرآني وتوعية الناس من خطر اليهود وخطر أمريكا وإسرائيل وخطر دخولها اليمن وخطورة المرحلة وتوعية المجتمع بمظلومية آل البيت وما عانوّه على أيدي بني أمية.
هتف بالشعار: الله أكبر.. الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود.. النصر للإسلام.
وقال اصرخوا من هنا من جبل مران وستجدون مَن يصرُخُ معكم في أماكنَ أُخرى.
الشعار أزعج السلطةَ الظالمة آنذاك وشنوا حربَهم على الشهيد القائد فكانت حربُهم خدمةً للأمريكي والإسرائيلي وأن هذا الشعار يزعج الدولة وحقيقةُ الأمر أن الأمريكي هو المنزعج وليست الدولة فكانت الدولة تقول إنَّ عليها ضغوطاً من أمريكا وإنه لا بُـدَّ من أن يتوقف الشهيدُ القائد من الرفع بالشعار فكان ردُّ القائد القرآني الذي فهم القرآن وتجلت له الحقائق، قال: (إذا كانت عليكم ضغوطات من أمريكا وإسرائيل فعلينا ضغوطاتٌ من الله سبحانه وتعالى وما أمرنا به وما نهانا عنه).
شنت السلطة الظالمة حربَها على صعدة وبالتحديد منطقة مران لإسكات صوت الحق ولَكن هيهاتَ لهم ذَلك.
نحمدُ الله ونشكرُه على نعمة الهداية أن هدانا إلى صراط الحق والعزة والكرامة وانطلقنا في المسيرة القرآنية التي نحن اليوم نعيشُ في حالة من العزة والقوة.
وقدّم الشهيدُ القائد نفسَه في سبيل الله فداءً لنصرة الحق وانتصار القضية، فنحن سنواصلُ السيرَ على خطاك يا سيدي ما دامت الدماءُ في أجسامنا وما دمنا نتنفَّسُ الهواء.