ذكرى الشهيد القائد محطةٌ لاستلهام كُـلّ الدروس التي تحتاجُها الأُمَّــةُ لتجاوز أزمتها ووضعها المأساوي
تحَرّك الشهيد القائد كان ضرورةً عاجلةً لإنقاذ الأُمَّــة في الوقت الذي كشّر الأعداءُ فيه عن أنيابهم لتمزيقها
حركة الشهيد القائد قرآنية بكل المقاييس وما تحمله من عبر تذكرنا برجال الله الساعين لنجدة الأُمَّــة من واقع المسؤولية
الشهيد القائد أدرك الحاضرَ وقرأ المستقبل واستشعر الخطرَ والمؤامرات التي كانت تنتظر الأُمَّــة
إحياء ذكرى الشهيد القائد يجعلنا نتذكّر القيمة العالية لمشروعه القرآني الذي إن تمسكنا به سنرتقي بواقعنا
ناشطاتٌ ثقافيات وإعلاميات لصحيفة “المسيرة”:
المسيرة: أمل المطهر*
تختلطُ المشاعِرُ وتتزاحمُ الكلماتُ، في ذكرى الرحيل، لتقفَ في صَفِّ البَوح الطويل وتسترجعَ الذكرياتُ ماضيَها، لتقفَ عند أعظم المواقف وأشرف اللحظات.
وفي ذكرى الرحيل يكونُ الماضي ضيفَ الشرف، فهو من يروي الحكايةَ للجميع بكل أمانة وامتنان.
ونعتاد في هذه الذكرى أن يكون الحاضر تحسرات وزفرات ألم على مَن رحلوا عنا، ولكن هذه الذكرى تختلف كَثيراً عن أية ذكرى، فصاحبها هو من عاصر الماضي وقرأ الحاضر، وهو من أيقظ التاريخ من تابوته ليكتب مجد الأُمَّــة الغارق في أعماق بحر الظلمات والتيه.
في ذكرى استشهاد الشهيد القائد الحسين بن بدر الدين الحوثي، ذلك الرجل العظيم الذي قدم للأُمَّـة الإسلامية أُنموذجاً فريداً للبطولة والشجاعة والصدق والإخلاص والوفاء، حَيثُ كان رجل المرحلة وينبوع الرحمة، رجل هز عروش الطغاة المستكبرين، وكسر أُسطورة أمريكا التي لا تُقهر و”إسرائيل” التي لا تُهزم.
وفي هذه الذكرى أجرى ملتقى “إعلاميات اليمن” لقاءاتٍ مع بعض الإعلاميات والثقافيات اليمنيات، للحديث عنها فكانت هذه الحصيلة:
تتحدث الناشطة الثقافية فردوس الوادعي -الإعلامية في إذاعة سام إف إم بالقول: “عندما يكون الحديث عن الشهيد القائد، هنا تختلط الكلمات بالدموع، دموع الفقد ودموع الألم لتأخرنا عن معرفته ولم نكن من السابقين”.
وتضيفُ الوادعي: “من التمعُّنِ في رسالة الشهيد القائد نستطيعُ أن نختصرَها بأنها رسالة الله والحق، رسالة رسول الله والقرآن، رسالة الإيمَان والحرية”، مؤكّـدة في حديثها عن الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- “بأنه لم يكن ثائرًا عاديًّا، بل لم يكن مجاهدًا كغيره من المجاهدين، إنما نستطيع القول -وبكل ثقة-: إن الشهيد القائد كان رجلًا مؤمنًا مجاهدًا ثائرًا، نقل لنا واقعَ وإيمَانَ الإمام علي -عليه السلام- وحماسةَ الإمام الحسين -عليه السلام- وصبرَ الإمام الحسن -عليه السلام- وقلبَ السيدة فاطمة الزهراء”.
حركةُ الشهيد القائد القرآنية رسالةٌ عاجلة:
بدورها، تؤكّـد أنيسة عناش -عضوة في ملتقى إعلاميات اليمن- أن “ثورةَ السيد القائد حسين بدر الدين الحوثي القرآنية قدمت رسالة هامّة عاجلة للأُمَّـة الإسلامية وأن مفادها كان تحذير وإنذار بالويل والثبور وعظائم الأمور إن لم تتحَرّك بصورة عاجلة واعية ومستبصره”، موضحةً أن ثورة الشهيد القائد القرآنية “مستنيرة لكل ما يُخطَّطُ لها من أعدائها الذي حذرنا المولى عز وجل منهم في القرآن الكريم، فهو سلامُ الله عليه، جسّد لنا عمليًّا ذلك الرجل في سورة يس (وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ).
وتواصل بالقول: “إن هذا التحذير لم يكن على مستوى اليمن فحسب وإنما على مستوى الأُمَّــة الإسلامية برمتها فقدم رسالته برؤيه قرآنية لا مجالَ فيها للشك والريبة أَو الجدال؛ لأَنَّها كانت على مستوًى عالٍ من الطرح والتحقيق والتدقيق مع وضع الحلول من منظور قرآني ووعود إلهية الاستشهاد بتاريخ الأُمَّــة المحبط وحالها المخزي”.
وتختمُ عناش حديثها عن “أثر تلك الرسالة العميق عند أحرار الأُمَّــة أجمع لا سِـيَّـما وأنها كانت ذات حَدَّين فهي مثّلت ذلك الامتداد لكل الدماء الحرة الأبية لإحقاق حق وإزهاق باطل في تاريخ الأُمَّــة من ثورة الحسين -عليه السلام- إلى حسين عصرنا وزماننا -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ-“، مؤكّـدةً أنها بنفس الوقت أصبحت المَدَّ والمَدَدَ وسفينةَ النجاة لنُصرة المظلومين المستضعفين في الأرض والأمل والمخرج لكل ما تصارعه الأُمَّــة من عواصف وَأخطار وأهوال.
مشروع الشهيد القائد.. الحل للحد من ضياع الأُمَّــة:
من جهتها، تبين الناشطة الثقافية أحلام السياغي، أن ما قدمه الشهيد القائد -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- لهذه الأُمَّــة هو المشروع القرآني العظيم الذي قدَّمه، وحمله، وحمل روحيته، وجسَّد مبادئه وأخلاقه وقيمه”.
وقالت: “الشهيد القائد كان بحقٍّ قرآنياً في روحيته ومبادئه وأخلاقه ومواقفه، ثم كان شهيد القرآن، فكتب اللهُ لمشروعه وجهوده وعطائه العظيم البقاء والنماء نوراً للأُمَّـة، وعزاً للمؤمنين، ونصراً للمستضعفين”.
وأكّـدت أنه لإدراك أهميّة هذا المشروع ينبغي أن نلحظ ظروف انطلاقته وتحَرّكه، إضافةً إلى ما نعيشُه ونعرفه في هذه المرحلة، التي هي بنفسها لا تزال امتداداً لتلك المراحل وتلك الظروف، ولا زلنا نعيش فيها نفس التحديات.
وفي سياق الحديث، تطرحُ صفاء الشامي -المنسِّقة الميدانية لمحافظة صنعاء في الهيئة النسائية- نقاطاً هامة تحدثت فيها عن أهم ما قدمه الشهيد القائد من دروس للأُمَّـة والتي من أهمها أن “العودة للقرآن الكريم والتحَرّك به ضرورة حتمية للأُمَّـة وتعتبر المخرج الوحيد لها للخروج من واقعها المظلم والمذل الذي تعيشه لتنهض على قدميها وتتحمل مسؤوليتها الدينية والإنسانية والأخلاقية تجاه شعوب العالم”.
ووصفت الشامي ثورة الشهيد القائد الفكرية والثقافية بأنها “ثورة الحق في وجه الظلم وثورة الإيمَان في وجه الكفر وثورة القرآن في وجه الضِّلال والحرية في وجه الكرامة”.
وتتابع الشامي حديثها بأن “هذه الثورةَ هي ملهمةٌ لكل الأحرار فهي قد عمدت بأطهر الدماء وأزكى النفوس وعلى رأس من ضحوا وبذلوا قائد المسيرة وسيد الأحرار الحسين بن البدر، سلام الله عليه وجزاه الله عنا وعن الأُمَّــة خير الجزاء”.
الضرورة الملحة لمشروع الشهيد القائد القرآني:
فيما تطرقت هناء الديلمي -منسقة ميدانية لمديرية سنحان في الهيئة النسائية- إلى المرحلة التي تحَرّك فيها الشهيد “والتي كانت الأُمَّــة تعاني فيها من حالة القهر والذل والاستضعاف على أيدي اليهود والنصارى، فكان تحَرّكه بمشروعه القرآني لإنقاذ أُمَّـة جده رسول الله- صلوات الله عليه وعلى آله”.
وتابعت الديلمي حديثها “أن دافع تحَرّك الشهيد القائد كان الإيمَان الصادق الذي يمتلكه السيد حسين ليتحَرّك بالصدع بكلمة الحق في هذه المرحلة التي آثر فيها الكثيرون الصمت لسلامة نفوسهم وَحفاظاً على حياتهم ومصالحهم”.
وأكّـدت الديلمي أن “ما قام به السيد حسين -سلام الله عليه- من تقديم المشروع القرآني العظيم الذي كان لنا كطوق النجاة في هذه المرحلة العصيبة، مرحلة أن نكون أَو لا نكون فجاء ليعيدنا إلى القرآن الكريم وليحملنا في سفينة النجاة سفينة القرآن والعترة الطاهرة لنصل إلى بر الأمان في هذه المرحلة”، منوّهة إلى أن حركة الشهيد القائد كانت بحق حركة متميزة وعظيمة كحركة جده رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- وَالأئمة من بعده.
واختمت حديثها بالقول: “إن السيد الحسين -سلام الله عليه- جاء في هذه المرحلة ليقول لنا إن هذا هو الخلاص لنا ولا نجاة إلا بالتمسك بالقرآن العظيم والاقتدَاء والاتباع لأهل البيت الطاهرين، فسلام الله عليه ما بقينا وبقي الليل والنهار”.
من جانبها، ركزت سعاد الكحلاني -المنسقة الثقافية في الهيئة النسائية- في حديثها على نتائج تحَرّك الشهيد القائد الذي كسر حالة الجمود والركود التي كانت عليها الأُمَّــة، مشيرة إلى أن الشهيد القائد “حاول إزالة الكثير من المفاهيم الخاطئة التي كانت منتشرة في المجتمع”.
وتتابع الكحلاني “أن الشهيد القائد -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- قدم الحل والأمل في زمن اليأس” فيما وصفت الكحلاني ذلك التحَرّك بأنه من أبرز معالم المشروع القرآني وهو التحَرّك في زمنٍ كان فيه الأغلبُ صامتاً”.
وتشير إلى أن ثورة الشهيد القائد الفكرية ووجهت بالكثير من النقد؛ بسَببِ طبيعة المشروع الذي جاء به والذي من أبرز أهدافه الدعوة إلى القرآن الكريم واستنهاض الأُمَّــة للقيام بمسؤوليتها والاهتمام بنشر الثقافة القرآنية، مؤكّـدة أن الشهيد القائد لم يلتفت لهذه الانتقادات ووجه البوصلة للعدو الحقيقي لهذه الأُمَّــة والذي يتمثل في أمريكا وإسرائيل.
الشهيد القائد.. الواعي بصوتِ الحق في زمن الصمت:
وفي ختام الجولة الاستطلاعية، تشيرُ الناشطة الثقافية أُمَّـة الخالق العمدي، إلى موضوع صمت الأُمَّــة الإسلامية بأسرها في ظل الانتهاكات والتعدّي الأمريكي، مضيفة “كسر الشهيد القائد حاجز الخوف وحطم جدار الصمت وأعاد الأمل لهذه الأُمَّــة بكل تلك الخطوات التي كانت كفيلة بإحياء هذه الأُمَّــة”.
وَتوصي العمدي في ختام حديثها بضرورة تسليط الضوء على الإشكاليات وإيجاد الحلول والمعالجات برؤيةٍ قرآنية ومعاييرَ إلهية، في إشارة إلى حركة الشهيد القائد القرآنية.
وَتؤكّـد على ضرورةِ استشعار المسؤولية تجاه النفس وتجاه الإنسانية بشكل عام ومواصَلة السير في خُطَى وَمنهجية الشهيد القائد الذي وضّح لنا من هُم أعداؤنا من خلالِ مشروعِه النهضوي التعبوي الشامل.
* ملتقى إعلاميات اليمن