المعجزاتُ الإلهية في الحرب على اليمن
د. شعفل علي عمير
قال تعالى: (سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أنفسهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَم يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُـلّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) لا يعرف الكثير من أبناء الأُمَّــة ما يحدث في اليمن من معجزات في ميادين الجهاد على أيدي الجيش واللجان الشعبيّة في مختلف محاور القتال.
وعندما نقول معجزات فنحن ندرك تماماً أنها من الله فهو من أمدنا بقوته وحقّق على أيدينا آياته، فكل ما نحن فيه من نصر وعز إنما هو بفضل الله فنحن بدونه لا شيء وهنا نرى آيات الله على الواقع فصدق الله القائل: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِـمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) وأكّـد على هذا الشهيد القائد -رضوان الله عليه- عندما قال (عين على القرآن وعين على الأحداث) ألم تتجسد آيات الله على الواقع؟
والمتأمل في سير المعارك وحجم الدول التي وجهت كُـلّ ما تمتلك من قوة ضد اليمن يعرف أنما هو الله الذي أعاننا على هذه القوى التي لا يمكن أن تصمد أمامها أية دولة من الدول الكبرى، فحجم القوة التي سلطها أعداء الأُمَّــة على اليمن كبيرة مقارنة يما يمتلكه الأنصار ولكن ما أمدنا الله من قوة أكبر وأعظم وَإذَا ما تم قياس موازين القوى بالمقاييس المادية فَـإنَّ المنطق يقول إننا لا يمكن أن نصمد يوماً واحداً فيما نحن فيه من حصار وتآمر.
هذا العدوّ دمّـر مخازن الأسلحة تمهيداً لعدوان أكبر ضناً منهم بأن مقاييسهم المادية سوف ترجح الكفة لصالحهم، ومن المنظور المادي كانوا محقين في معادلتهم هذه لكن إرادَة الله ومقاييس أُخرى هي المقاييس الروحية والاستعانة بالله التي يمتلكها الأنصار ويفتقر لها الأعداء لم يعيروها اهتماماً، فأرواحهم خاوية واستعانتهم بأعداء الله هو ما أوقعهم في شرك أعمالهم فخابت مقاييسهم وخاب مكرهم وخارت قواهم أمام مكر الله وقوته.
وهنا من المؤكّـد أن المعجزات لا تتحقّق إلا على أيدي من يؤيدهم الله، على أيدي المؤمنين الصادقين، وَإذَا ما افترضنا بأن قوة المعتدين ومرتزِقتهم تفتقر إلى الغطاء الجوي من الطيران حتماً فالمعادلة تقول إن ما سوف نحقّقه من انتصار سيكون أكبر مما حقّقناه في وجود الغطاء الجوي هذا طبقاً للمقاييس المادية ولكن الحقيقة أننا لن نحقّق أكثر مما حقّقناه من انتصار أثناء وجود الطيران؛ لأَنَّ الانتصار كانت بعون الله وليس بقوتنا، وقوة الله لا يحدها وجود طيران أَو عدم وجوده، لذلك فَـإنَّ الثقة بتأييد الله هي القوة التي جعلت المقاييس المنطقية غير منطقية وعكست المعادلات وهذه هي المعجزات التي تجسدت على الأرض في العدوان الغاشم على اليمن فمن يقاتل مع الله غير من يقاتل مع الطاغوت قال تعالى (الَّذِينَ آَمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الله وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أولياء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا).