مشروعٌ قرآني.. من بين عواصف الأحداث إلى أوج الانتصار

 

أمة الملك قوارة

استطاع الشهيدُ القائدُ أن يبني أُمَّـة مجاهدة قوية رغم الظروف القاسية والتي كانت محيطة به، وذلك من خلال نواة أسسها من ثلة مخلصين متخذًا من رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قُدوة حين ربّى أقاربه على تقوى الله ومنهج الصراط المستقيم ليستنشقوا بعدها عبيرَ الرسالة ويعرفوا عمقَ هدفها، مُضَحِّين بكل شيء في سبيل إقامتها ونشر الدين وإرساء الحق.

ومن هذا المنطلق ومن شعور الشهيد القائد بمسؤوليته تجاه أمّته استطاع إقناع أُمَّـة بصدق توجّـهه وإخلاصه لله، وحيث لا مقومات مادية تذكر وإنما كانت أهم مقوماته هو صدق إيمَانه بالله، وهذا ما جعل مشروعه القرآني يزدهر وينمو ويتوسع؛ لأَنَّه بتوجُّـهِه القرآني إنما كان يخاطِبُ فِطرةَ الناس التي وضعها الله فيهم من حب الحقِ والعدالة والرغبة في الاهتداء بنور الله، وهذا ما جعل الأُمَّــة التي بناها السيد القائد شامخة وقوية في مواجهةِ الظُّلم والاستكبار وحرب طواغيت العصر الذين إنما كان هدفهم من شن حربهم هو محو الهُــوِيَّة الإيمَانية واستعباد الناس وسلب ثروات الأوطان.

ولقد اختلفت ثورةُ الشهيد القائد عن غيرها من الثورات، بأنها ثورةٌ حوربت قبل نشأتها، وحين نشأتها، وبعد نشأتها، حَيثُ أستطيع تشبيهها كشجرة نمت في منتصف منحدر تضربها الرياح متى ما شاءت، وهي بذلك عرضة للعواصف وتقلبات الظروف، إلا أن جذورَ تلك الشجرة كانت أقوى من أن تهزها عاصفة أَو أن تهزّمها رياح عاتية، فجذورُها ممتدةٌ إلى عمقٍ لا يستطيع أحد الوصول إليه، أَلَا وهو عُمْقُ الإيمَان بالله وشِدَّةُ التمسك بحبله المتين.

ولقد كانت ثورةُ الشهيد القائد نموذجاً لكل أحرار العالم في تعليمهم كيفية الصمود الأُسطوري في سبيل التمسك بالحق والدفاع عنه، ولا زالت الثورة ولا زال أتباعها مُستمرّين في ثورتهم، ولا زالت بكل ثقلها قائمة إلى الآن ولا زال الأثر يُرسم ويُنحت على جدار التاريخ لتصبح ثورة أعمق امتداداً للحرية وللصمود اللذين يصنعان كُـلّ يوم أقوى وأعظم نموذج للانتصار على مر التاريخ؛ ذلك لأَنَّها الثورة الوحيدة التي واجهها العالم أجمع محاولين إخمادها فأبت إلا أن تنموَ وتكبر وتزدهر بل وتنتصر في عنفوانية لم يسبق لها مثيلٌ.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com