تطوير تقني تصاعدي يتفوق على أحدث أنواع “الدرونز” الأمريكية وحضور مكثّـف لتأمين الأجواء استمرار تعاظم القدرات الدفاعية: إسقاطُ (MQ1) مقاتلة و(سكان إيغل) تجسسية في الجوف ومأرب
المسيرة | خاص
حقّقت قواتُ الدفاع الجوي، أمس الجمعة، إنجازًا نوعيًّا جديدًا يكشفُ استمرارَ تطور قدراتها، حَيثُ تمكّنت من إسقاط طائرتين أمريكيتين معاديتين، إحداهما مقاتلةٌ بدون طيار من نوع (MQ1) والأُخرى تجسُّسية من نوع (سكان إيغل Scan Eagle)، في محافظتَي الجوف ومأرب، وذلك في إطار عمليات تأمين وحماية الأجواء اليمنية، والتي تشهد تصاعُدًا ملحوظًا منذ مدة.
وأعلن المتحدثُ باسم القوات المسلحة، العميد يحيى سريع، أن الدفاعات الجوية اليمنية تمكّنت من إسقاط طائرة أمريكية مقاتلة بدون طيار من نوع (MQ1) تابعة لسلاح الجو الإماراتي، فجرَ أمس، أثناءَ قيامها بمهام عدائية في أجواء محافظة الجوف.
وأوضح أن العمليةَ تم تنفيذُها بصاروخ أرض جو محلي الصنع لم يتم الكشفُ عنه بعدُ.
وبعد ساعاتٍ قليلة، أعلن العميد يحيى سريع أن الدفاعات الجوية تمكّنت من إسقاط طائرة تجسسية أمريكية أَيْـضاً من نوع (سكان إيغل Scan Eagle) بسلاح مناسب، أثناء قيامها بأعمال عدائية صباح اليوم نفسه في أجواء مديرية الجوبة بمحافظة مأرب.
وتمثل العمليتان المتتابعتان صفعةً جديدةً لقوى العدوان وللأسلحة الأمريكية المتطورة التي تستخدمها، كما تُعتبَرُ دليلاً إضافياً على سرعة تطور الإمْكَانات والقدرات الدفاعية اليمنية برغم صعوبة الظروف التي فرضها العدوان والحصار على البلد.
وتعتبر طائرة (MQ1) من أحدث أنواع الطائرات الأمريكية المقاتلة بدون طيار، تنتجها شركة جنرال أتومكس، وقد أطلق عليها اسم “بريداتور” أي “المفترس”، وتم تطويرها لاحقًا إلى طائرة (MQ9 ريبر) “الحاصدة” والتي تم إسقاطها أَيْـضاً عدة مرات من قبل الدفاعات اليمنية.
ويبلغ طول هذه الطائرة 8.2 متر، وطول أجنحتها 14.8 متر، وتزن 512 كيلو غرامًا، ومع الحمولة 1020 كيلو غراماً، حَيثُ تستطيع حمل صاروخين، وتحلق على مدى 1100 كيلو متر، وعلى ارتفاع 7620 متراً.
وتصل تكلفة هذه الطائرة إلى 40 مليون دولار، بحسب بعض المراجع.
وليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها إسقاطُ طائرة من هذا النوع، حَيثُ أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن إسقاط طائرة مماثلة في مايو 2019 في العاصمة صنعاء.
وتتمتع طائرةُ (سكان إيغل Scan Eagle) التي تنتجها شركة “إنسيتو” التابعة لشركة “بوينغ” الأمريكية هي أَيْـضاً بمواصفات حديثة ومتطورة لأغراض التجسس، حَيثُ يتراوح وزنها بين 14- 18 كيلو غراما، وتستطيع نقل 3.4 كيلو غرام من الحمولة، وتبلغ سرعتها 148 كيلو متراً في الساعة، وتستطيع التحليق في الجو لمدة 24 ساعة على ارتفاع 5950 متراً، ويبلغ سعرُ تصنيع الوحدة 3.2 مليون دولار، لكنها ثمن بيعها يتجاوز ذلك.
وتشير تقاريرُ إلى أن الطائرة بكفاءةٍ عاليةٍ في أداء المهام تحت الظروف الصعبة ودرجات الحرارة العالية، ويتم استخدامها لمهام الاستطلاع في فوق البحار أَيْـضاً، وهي مزوَّدةٌ بأنظمة حديثة للرصد والاستطلاع والتصوير الدقيق لمساحات واسعة ورسم الخرائط.
وقد تمكّنت الدفاعاتُ اليمنية من اصطياد العديد من هذه الطائرات بشكل متتابع خلال الفترة الماضية وبالذات في محافظة مأرب.
وتؤكّـد مواصفات ومميزات هذه الطائرات التي يتم إسقاطها بشكل متكرّر، أن قدرات قوات الدفاع الجوي اليمنية، وبرغم الظروف الصعبة، قد تفوقت بشكل كامل على التقنيات الأمريكية الحديثة التي جعلت هذه الطائرات باهظة الثمن وواسعة الشهرة.
ولا يقتصر ذلك على التقنيات الأمريكية، إذ شهدت الفترات الماضية إسقاط العديد من الطائرات الصينية المقاتلة والتجسسية غير المأهولة أثناء قيامها بمهام عدائية في الأجواء اليمنية مثل طائرات (CH4) وَ(وينغ لونغ 1 و2)، وهي طائرات منافسة لطائرات (MQ) الأمريكية، ولا تقل عنها تطوراً وتكلفةً.
وتمكّنت الدفاعات الجوية من تحييد قائمة من الطائرات المسيرة متعددة الجنسيات منذ بدء العدوان، في إطار التطور المُستمرّ للقدرات الدفاعية، والذي يحظى باهتمام كبير من قبل القيادة الثورية.
وخلال الفترة الأخيرة لوحظ بوضوح توسع انتشار رقعة نشاط الدفاعات الجوية، حَيثُ نفذت عمليات نوعية متتالية ومتزامنة في عدة محافظات، كما واكبت العديد من العمليات العسكرية البرية الكبرى في مأرب وشبوة وأماكن أُخرى، الأمر الذي يؤكّـدُ تزايُدَ حجم مخزون الصواريخ الدفاعية وتطور مستوى التنسيق والمواكبة والانتشار على مساحات شاسعة لحماية الأجواء اليمنية.
ويشير إعلانُ القوات المسلحة عن أن الطائرة (MQ1) تتبع سلاحَ الجو الإماراتي، إلى أنَّ أبو ظبي لا زالت مُصِرَّةً على التصعيد العدواني ضد اليمن بإيعاز أمريكي.