الاحتفالُ بتأسيس قرن الشيطان
أحمد المتوكل
تحتفل مملكة قرن الشيطان بذكرى تأسيسها! وبأي وجه تحتفل وهي ليست إلا بَعرة من بعرات بريطانيا وَوجه آخر لكيان الاحتلال الإسرائيلي!
وما هي الإنجازات التي حقّقتها مُنذ تأسيسها للأُمَّـة الإسلامية وفي نُصرة الدين الإسلامي والقضية الفلسطينية؟!
تأسست مملكة الشر السعوديّة على أنهار من دماء المسلمين، وبَدأت بسفك دماء أهل نجد في شبه الجزيرة العربية، ثم اتجهت لِسفك دماء المسلمين في الحجاز، وحاربت الشريف حسين تحت شماعة أنه منع المسلمين من الحج، كما أن السعوديّة هي أول دولة عربية اعترفت بكيان الاحتلال الإسرائيلي وقامت بإهداء فلسطين لليهود فيما تُعرف باتّفاقية “بلفور” إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق، وكل ذلك بإشراف وأوامر من بريطانيا التي أسّست الكيانين السعوديّ والإسرائيلي.
اتجهت السعوديّة بعد ذلك لتبني ودعم وتنفيذ كُـلّ المشاريع الصهيونية في الأُمَّــة الإسلامية والعالم وبِغطاء إسلامي، ليس الإسلام المحمدي الأصيل وإنما الإسلام الوهَّـابي الصهيوني الذي لا يحمل من الإسلام سوى الاسم فقط، وأكبر دليل على ذلك أعمالها الإجرامية وتماهيها مع السياسات والأهداف والمشاريع الأمريكية البريطانية الإسرائيلية، فالأعمال والأفعال تدل على حقيقة الانتماء.
خلال تاريخها الإجرامي قامت المملكة باستعباد شعب نجد والحجاز وقمع حُرِياتِهم، وجعلهم مُجَـرّد تَابِعين لأسرة آل سعود الخبيثة، ومَسخ هُــوِيَّتهم العربية والإسلامية، واستهداف المقدسات الإسلامية بِدءاً بمسجد البقيع الذي دمّـرته السلطات السعوديّة، وتضييق الحرم المكي وبناء ناطحات سحاب في الحرم تفوق ارتفاع بيت الله الحرام، وقصف وتدمير المساجد إما بزرع الفكر الوهَّـابي فيها، أَو بالقصف المباشر بطائراتها كما تفعل في اليمن اليوم، واستهداف الحجاج المسلمين باستخدام طريقتين خبيثتين تكشِف مدى كره هذا النظام للإسلام والمسلمين، الطريقة الأولى بمنع جزء منهم عن الحج، والطريقة الثانية استهداف من سمحوا لهم بالحج بالقتل حتى في داخل الحرم المكي والشواهد على ذلك كثيرة جِـدًّا، وقام هذا النظام كذلك بالتقطع للحجاج اليمنيين وقتلهم فيما تُعرف بمجزرة تنومة التي قتلت فيها أكثر من ثلاثة آلاف حاج، بالإضافة إلى زرع التفرقة والنزاعات والحروب والفِتن بين المسلمين.
لا أستطيع حصر جرائم آل سعود مُنذُ أن زُرِعوا في شبه الجزيرة العربية بمقالة أَو مقالتين، أَو كِتَاب أَو كِتابَين؛ لأَنَّ تلك الجرائم بكل أشكالها تحتاج للكثير من المجلدات، وهي في حَــدِّ ذاتِها تزداد باستمرار في كُـلّ ساعه، بل وفي كُـلّ دقيقة، فبأي وجه يحتفلون وهم من تاريخهم وحاضرهم مليء بالسواد، وسُمعتهم تَمرغت في التُراب بما اكتسبوا من جرائم، يحتفلون وقد نعتهم كبيرهم دونالد ترامب بأبشع الصفات وقال إنهم مُجَـرّد بقرة حلوب، وإن ملكهم غبي ولا يستطيع أن يجلس على كُرسيه الملكي لأسبوعين دون حماية أمريكا لهم، ولم يستطيعوا أن يدفعوا عن أنفسهم ولا ينبسون ببنت شفة، وقد ضُربت عليهم الذِّلة والمسكنة، وبعد كُـلّ ذلك ما هو هذا الفخر الذي يدعوهم للاحتفال بذكرى تأسيسهم!
على الأُمَّــة الإسلامية استئصال النظام السعوديّ من شبه الجزيرة العربية وتحرير الحرمين الشريفين من رِجسِه، فإذا كانت أمريكا هي الشيطان الأكبر فالسعوديّة هي قرن ذلك الشيطان الذي يَنطح ويستهدف الإسلام والمسلمين في كُـلّ المجالات وفي شتى بقاع الأرض.