رجُـلٌ غيّر وجهَ العالم
غازي منير
في مطلع القرن الحالي ظهر رجل شجاع مذهلٌ في جُرأته بعد أن تأمل وتألم على واقع الأُمَّــة الإسلامية وأطلق مشروعاً قرآني الدستور، ومحمدي المنهج، وعلوي الجهاد، وزيدي الثورة، يصرخ في وجه أمريكا ويستطيع أن يقول لها لا، يرفض الوصاية والتبعية لها وتنبأ بخطر دخولها إلى اليمن تحت مبرّرات زائفة كمحاربة تنظيم القاعدة الذي قال عنه حينها إنه صنيعتها وهذا ما أثبتته الأيّام فعلاً.
ألا وإن هذا الرجل هو السيد حسين بن بدر الدين الحوثي -رِضْـوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ- الذي أسّس أُمَّـة تعشق الشهادة في سبيل الله وأفشلت كُـلّ مخطّطات أمريكا ومؤامراتها على اليمن وما كان له هذا إلا لأَنَّه يسير في خطى جده رسول الله-صلوات الله عليه وآله-وبمنهج كتاب الله وجعل عيناً على الأحداث وعيناً على القرآن فتوجب عليه تصحيح مسار الأُمَّــة الإسلامية وإعادتها للقرآن الكريم ليُعاد لها مجدها وعزها وكرامتها التي سُلبت منها؛ بسَببِ تركها للقرآن وعملها بالدستور والقانون التي تشرعه أمريكا.
وكان السيد حسين عالميَّ الرؤية بعالمية القرآن فلم يتنبأ ويحذر من المطامع الغربية في موقع اليمن الجغرافي وثرواتها الطائلة بل تنبأ بخطورتهم على المقدسات الإسلامية وشعوب أُمَّـة الإسلام، وبحادثة 11 سبتمبر 2001 تفجير برجي نيويورك التي استطاعت أمريكا إقناع الرأي العام العربي والعالمي أن منفذيه تنظيم أسامة بن لادن الإرهابي، عدا السيد حسين فلم يصدق وقال إنها حادثة مفتعلة من أمريكا، وهذا ما أثبتته الأيّام وصرحت به هيلاري كلينتون إحدى وزراء خارجية أمريكا بأن داعش صناعة أمريكية تنفذ مخطّطاتها.
فأطلق السيد حسين شعار الموت لأمريكا وإسرائيل اللتين تمثلان اليهود وأئمة الكفر الذي أخبرنا الله في كتابه أنهم أشد عداوة للذين آمنوا وَنجد في القرآن (قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ) والذين (فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا)؛ لأَنَّهم يخافون من الموت، ولكن سرعان ما توجّـه السفير الأمريكي آنذاك إلى صعدة ليقود حملة شطب هذا الشعار من الجدران وتوجّـهت السلطة بأمر من أمريكا إلى السيد حسين وقالوا له أن يمتنع عن التحريض للهتاف بهذا الشعار وأخبروه أن أمريكا عصا غليظة يخافون انزعَـاجها، ولكن خوفه من الله وثقته بصدق وعوده ونصره أوجب عليه أن لا يخاف من سواه ولم يخشَ في الله لومة لائم واستمر بتثقيف المجتمع بالصراخ في وجه أمريكا واستمرت السلطة في عملها كشرطي لأمريكا يقمع كُـلّ من يردّد هذا الشعار حتى وصل عدد المساجين في الأمن السياسي 800 سجين على ذمة الصرخة في وجه المستكبرين، وبأوامر أمريكية أقدمت السلطة العميلة على شن حرب عسكرية ظالمة وغير متكافئة بغية إسكات صوت الحق وإطفاء نور الله وقاموا بقتل النساء والأطفال والشيوخ وتشريدهم وتدمير بيوتهم وحرق مزارعهم وعلى إثرها استشهد السيد القائد وبقي حيًّا يرزق عند ربه الذي تحَرّك بأوامره كما بقي مشروعه حيًّا ومتناميًا إلى أن وصل إلى العاصمة صنعاء وطرد الأمريكيين منها وتخليص الشعب من مكائدهم، والله متم نوره ولو كره الكافرون.