“مكافحة الفساد” و “الإرشاد” تدشّـنان مشروعَ “دور الهُـوِيَّة الإيمانية في الحد من ظاهرة الفساد”
مفتي الديار: من الضرورة اختيار مسؤولي وموظفي الدولة بعناية لاستشعار المسؤولية والحد من ظاهرة الفساد
ناجي: غرس مبادئ القرآن كفيل بإحداث نقلة في الوعي بقيم النزاهة والشفافية ومحاربة الفساد
المتوكل: تدشين المشروع يأتي إدراكاً بأهميّة رسالة المسجد والدور الريادي للعلماء في توعية المجتمع
المسيرة: صنعاء
دشّـنت الهيئةُ الوطنيةُ العليا لمكافحة الفساد، أمس الثلاثاء، بالتعاون مع وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة، مشروع دور الهُـوِيَّة الإيمانية والثقافة القرآنية في الحد من ممارسات الفساد.
وشمل التدشينُ لقاءً تشاورياً حول “دور الخطباء والمرشدين في تعزيز دور الهُـوِيَّة الإيمانية في غرس قيم النزاهة والشفافية ومكافحة الفساد والوقاية منه”.
وفي التدشين، أكّـد مفتي الديار اليمنية، العلامة شمس الدين شرف الدين، أهميّة دور العلماء والخطباء والمرشدين في تكريس قيم ومبادئ مكافحة الفساد في وعي المجتمع.
وأشَارَ إلى أهميّة القضاء على منابع الفساد، الذي في الأَسَاس هو فساد القلب، ومعالجته لا تكون إلا بالالتزام بكتاب الله وسنة رسوله.
وذكر أن القرآن الكريم حثّ على مكافحة الفساد والوقاية منه في آيات عديدة، وكذلك الأحاديث النبوية الشريفة، مشدّدًا على ضرورة اختيار مسؤولي وموظفي الدولة بعناية شديدة؛ مِن أجلِ استشعار المسؤولية والحد من ظاهرة الفساد.
واستعرض العلامة شرف الدين عدداً من أوجه الفساد وأشكاله وأنواعه، مؤكّـداً أهميّة تضافر الجهود لمكافحته والقضاء عليه، والحث على عدم ارتكاب المعاصي التي نهى الدين الإسلامي عنها؛ لأَنَّها سببٌ رئيسيٌّ في الفساد.
كما أكّـد ضرورةَ الاهتمام بحقوق الناس ومعاناتهم؛ باعتبَار ذلك من أهم جهودِ مكافحة الفساد، مُشيراً إلى أن هناك قوانينَ تحتاجُ إلى التعديل؛ لأَنَّها تعيقُ تحقيقَ العدالة.
من جانبه، أوضح نائبُ رئيس الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد، ريدان محمد المتوكل، أن تدشين المشروع وانعقاد اللقاء التشاوري، الذي يضم كوكبة من العلماء ومشايخ وطلاب العلم، يأتي في إطار حرص الهيئة على تعزيز شراكتها مع وزارة الإرشاد، ورابطة علماء اليمن؛ وتحقيقاً لمرتكزات الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة؛ وتنفيذاً لمضامين الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد 2022 – 2026م.
ولفت إلى أن تدشين المشروع يأتي أَيْـضاً إدراكاً من الهيئة بأهميّة رسالة المسجد والدور الريادي للعلماء، وما تسهم به تعاليم وأحكام الدين الإسلامي من تأثير في تنمية القيم الإيجابية والأخلاق الفاضلة في المجتمع.
وتطرّق المتوكل إلى الجهود الرامية غرس قيم الشفافية والنزاهة ومكافحة الفساد والوقاية منه، ورفع وعي الجمهور بمخاطره، وتنظيم جهوده في مواجهة كافة أشكاله ومظاهره، وإيجاد وعي عام مناهض للفساد بصوره المختلفة.
وأكّـد حرص الهيئة على أن تكون الفعالية باكورة لبرامجها وفعالياتها وأنشطتها التوعوية والتثقيفية للعام 2022م، وتنفيذاً لمضامين الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، وبداية واعدة لبرامج توعوية وتثقيفية وتدريبية أُخرى مع وزارة الإرشاد.
وأشَارَ نائب رئيس هيئة مكافحة الفساد إلى سعي الهيئة لترسيخ قيم الدين الإسلامي لدى العاملين في القطاعين العام والخاص، وبما يحد من ممارسة الفساد وأشكاله المختلفة، وإدماج مفاهيم الشفافية والنزاهة ومكافحة الفساد والوقاية منه في الخطاب الديني والتوعوي والإرشادي، وإيجاد بيئة مجتمعية تناصر قيم النزاهة والشفافية، وتحض على المساءلة والمحاسبة، وتناهض أية ثقافة متسامحة مع الفساد.
واعتبر تنمية القيم الدينية المبنية على الصلاح والأخلاق الفاضلة للمجتمع، وإيجاد ثقافة مناهضة ومجرّمة للفساد والفاسدين، أدَاة حقيقية للوقاية من الفساد، يمكن لمؤسّسات الوعظ والإرشاد والعلماء والخطباء والمرشدين وطلاب أكاديمية القرآن الكريم الإسهام بدور فاعل ومؤثّر في التوعية بمكافحة الفساد والوقاية منه.
وأعرب عن أمل الهيئة في أن تتضمّن خطابات العلماء والمرشدين التوعية بمكافحة الفساد والوقاية منه من منظور إسلامي، من خلال خطب الجمعة، والمحاضرات والندوة التوعوية.
وفي التدشين، بحضور عضوَي هيئة مكافحة الفساد المهندس حارث عبدالكريم العمري والدكتور أحمد عبدالله الشيخ، أكّـد نائب وزير الإرشاد، العلامة فؤاد محمد ناجي، استعداد الوزارة للتعاون مع الهيئة في العمل التوعوي لمكافحة الفساد، الذي يُعد من أنكر المنكرات التي حثّ الدين الإسلامي على مواجهتها.
وأشاد بحرص هيئة مكافحة الفساد على تنفيذ العمل التوعوي المرتبط بالاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد من خلال منابر المساجد لارتباطها المباشر والمؤثّر في أوساط المجتمع، حاثًّا الخطباء والمرشدين على غرس الوعي المجتمعي بمخاطر الفساد ونبذه والوقاية منه؛ لأَنَّ مواجهة الفساد مسؤولية مجتمعية ولا تقتصر على جهة بعينها.
واستعرض نائب وزير الإرشاد وشؤون الحج والعمرة، ورقة عمل بعنوان “دور استشعار الرقابة الإلهية والثقافة الإيمانية في محاربة الفساد”.
وذكر أن القرآن الكريم ركّز على ترسيخ التقوى لدى الإنسان، كما أن الإسلام ركّز على الاهتمام بالقيم والمبادئ والأخلاق كقواعد يمكنها أن تشكّل ضمانة للإسلام من الانحراف نحو الخطأ، وقواعد مهمّة لتحسين الأداء، وتقويم سلوك الإنسان.
وأكّـد ناجي أهميّة الالتزام بالقرآن الكريم والقيم والمبادئ الإيمانية؛ لأَنَّ ترسيخها في النفس الإنسانية كفيل بإحداث نقلة في الوعي حول قيم النزاهة والشفافية ومحاربة الفساد، والسعي لتحسين الأداء وتقويم السلوك.
من جهته، قدّم رئيس دائرة التوعية والتثقيف والمشاركة المجتمعية في هيئة مكافحة الفساد، عادل علي العقبي، ورقة بعنوان “رؤية الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد حول تفعيل دور الإرشاد في تعزيز النزاهة والشفافية ومكافحة الفساد والوقاية منه”.
وخرج اللقاء التشاوري، الذي شارك فيه كوكبة من المرشدين والخطباء وطلاب الأكاديمية العليا للقرآن الكريم، بعدد من التوصيات، أبرزها تشكيل لجنة فنية من هيئة مكافحة الفساد، ووزارة الإرشاد، للإشراف والإعداد لتنفيذ البرامج التوعوية والتثقيفية.
وتتضمّن المهام المناطة باللجنة المشتركة التنسيق للتوعية بمضامين الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد 2022 – 2026م، فيما يتصل بالبرامج والحملات التوعوية المشتركة لمكافحة الفساد والوقاية منه.
كما تعمل اللجنة على التنسيق لإدماج مفاهيم الشفافية والنزاهة والحكم الرشيد ومكافحة الفساد والوقاية منه في الخطاب الديني والإرشادي والتوعوي، من خلال خطب الجمعة، وبشكل أسبوعي المحاضرات والندوات التوعوية والتثقيفية لمكاتب الوزارة في الأمانة والمحافظات.