أوكرانيا والخذلانُ أمريكي
مرتضى الحسني
((لن نرسل جندياً واحداً للقتال في أوكرانيا)).. هكذا كان ردُّ الرئيس الأمريكي جو بايدن على الحربِ الروسيةِ الأوكرانية، واكتفى بالإدانة والشجبِ على روسيا لصالحِ أوكرانيا على حساب روسيا، ومتخلياً عن سيلٍ من الوعودِ المؤكّـدة بالوقوف معها والمؤازرة لها في حالةِ حدوث أي نزاعٍ مسلحٍ مع جارتها روسيا، ليست الولايات المتحدة فقط من أكّـد ذلك فقط بل رافقتها شقيقتها بريطانيا التي أردفت لاحقاً على لسانِ وزير دفاعها مخاطباً الشعب الإنجليزي وناصحاً له بعدم تورطه في التجنيد التطوعي للدفاعِ عن أوكرانيا.
الظاهرُ أنّ الحربَ لم تكنْ على بالهم خُصُوصاً مع رهان أمريكا على دبلوماسيتها في التعامل مع هذه الورقة، حَيثُ أنها أفرطت في السخافةِ الدبلوماسية بشكلٍ كبير ومع عدوٍ يعتبر الأول لها في العالم، إلا أن الحرب كسرت الأبواب ولم تراعِ لأمريكا ولا لدبلوماسيها وإسفافهم.
الحربُ اندلعت، وعويل الرئيس الأوكراني أُسمع كُـلّ من به صممٌ بأن الغرب خذله وتركه وحيداً في مواجهة الدبِّ الروسي، فهل يا ترى سينفعه هذا؟؟؟!.. ولكن مع تزاحم النيرانِ والتهامها للأراضي الأوكرانية بلدة بعد بلدة ومدينةٍ تترَ مدينة نادت روسيا بالتفاوض مع أوكرانيا من نافذةِ بيلاروسي ولتناول الحل دون الرجوع إلى طاولة الغرب؛ كَونه يعتمدُ على الخصيمة دون الحيادِ خَاصَّة مع إيجاده لزلةٍ روسية يستغلها بها.
لكن مع تلاقي الانتصارات الروسية من كُـلّ الجوانب في الرقعة الأوكرانية أصبح جلوسها -أوكرانيا- على طاولة المفاوضات أشبه بالرضوخِ إلى حَــدٍّ ما كما أنها أصبحت في موقعِ مفقودِ الثقة من جهة روسيا وذلك مع نقضها لاتّفاق مينسك بدفعٍ من الغرب في الأعوام الأخيرة الماضية، ولكن عسى أن يكون لصفاء النيةِ موقعٌ في الإعراب.
خذلانُ أمريكا وبريطانيا لأوكرانيا لم يكن مفاجئاً فتاريخُ أمريكا وبريطانيا مرصَّعٌ بالخذلان والخيانة وأوكرانيا ليست الأولى، ودائماً ما تبحثان عن جغرافيا لتنفيذ خططهما الدنيئة وأفغانستان والعراق مثالان لذلك، وعلى أوكرانيا أن تفوق من سباتها وتداوي جروحها مع جارتها روسيا فـ (جارك القريب ولا أخوك البعيد).