المشروعُ القرآني وحركتُه الإحيائية
إيمَان قصيلة
تأهَّبَ أحدُ القادة العظماء لنشر قضية أُمَّـة، احتوت على العديد من الصفات التي نهضت بالإسلام، كان رجلًا نادرًا قويًا شجاعًا مؤمناً، تلقى علومه الدينية والشرعية على يد والده السيد العلامة فقيه القرآن بدر الدين الحوثي، ذاك الرجل العظيم السيد حسين بدر الدين الحوثي، الذي تخرج من كلية الآداب قسم علوم القرآن، كما أنه درّس في مراكز التعليم الديني، وأشرف عليها وأدارها، وكانت التربية جزءاً مهماً وأصيلاً في مسارِ حياته وعطائه.
اتصف المشروع القرآني للشهيد القائد، بتغيير الواقع الذي تم عبر تقديم نموذج قرآني، يرجع لعدة عوامل شاركت في نصرة الحق وهزيمة الباطل، وهي التوكل على الله، والاستعانة بالصبر والصلاة، والالتزام بالتقوى، وذكر الله، فأي قائد حمل تلك العوامل في نصره، سيكون بإذن الله مبشرًا بتأييد إلهي، لصدق مسيرته وَقوة توجّـهه في سعيه، لتغيير الأُمَّــة نحو الصلاح، وإفاقة المجتمع من الغزو الفكري، والجمود، والغفلة، إلى المسار الواعي والمتحَرّك، وذو عزم وصلابة.
أضاف الشهيد القائد إلى حركته العديد من الملازم التي يستعرض فيها العديد من آيات القرآن الكريم وسنة رسوله، في رفع شعائر الإيمَان وتطبيق ما أمرنا الله به، لم تحتوِ مواضيعها على كلمة مخالفة لدينه، وكانت ملازمه نعم الدليل على سير حركته الجهادية، ضمن مشروع قرآني تقشعر له الأبدان، من كلام ممنهج وخطابات علمية دينية، استطاع من خلالها تكوين مجتمع وأمَّة موحدة باتّجاه واحد.
حقّقت حركة السيد حسين قبولاً شعبياً كبيراً في أوساط المجتمع، لما حملته من ثقافة قرآنية تسعى لتطوير الأُمَّــة ونهضتها، وعدم سكوتها على الباطل، عمل كُـلّ من لا يرضى بالذلة وتدهور قيم الإسلام وانقراض بعضها، على أهميّة التحَرّك في سبيل الله، ضمن المشروع القرآني، للمساهمة في مساعدة الفرد والمجتمع للوصول بالأمَّة إلى الكمال الإيمَاني.
في ذكرى استشهادك سيدي لن نحزن، بل نستنشق عطر ملازمك، ورائحة ثقافتك القرآنية، التي ملأت هذه الحياة رحيق العيش بكرامة وشموخ وعزة الإسلام، صحيحٌ أن من أعظم نكبات الأُمَّــة أن تفقد عظماؤها، لكننا لم نفقدك بل بقيت حياً بكلماتك وقوة مواقفك، بمشروعك الذي بنيته والذي ما زال مُستمرًّا وسيستمر، لطالما بقي هُناك من يحمله ويجسده ممّن صدق مع الله واستقام على دينه.