القطاع الصحي يكافح تدهوراً كبيراً في الخدمات نتيجة الحصار الإجرامي على البلد
ناطق وزارة الصحة:
– أقسامُ الفشل الكلوي والعمليات وحاضنات الأطفال مهدّدةٌ بالتوقف عن العمل
– احتجازُ سفن الوقود يهدّد حياةَ أكثر من ألفي طفل بحاجة لتنفس صناعي
المسيرة | خاص
ترتفعُ وتيرةُ معاناة المواطنين بشكل متواصِلٍ جَــرَّاءَ استمرارِ تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي باحتجازِ سفن المشتقات النفطية في البحر الأحمر ومنعِها من الوصول إلى ميناء الحديدة، حَيثُ تكافحُ القطاعاتُ الخدمية والإنسانية تدهورًا مُستمرًّا في مستوى الخدمات المقدمة للجمهور؛ نتيجة انعدام الوقود، الأمر الذي من شأنه أن يجعلَ الأزمةَ الإنسانية الأسوأ في العالم، أشدَّ سوءًا، خُصُوصاً وأن ذلك يحدث في ظل تجاهل تام من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
وجددت وزارةُ الصحة بحكومة الإنقاذ، أمس السبت، التأكيدَ على أن العديد من أقسام القطاع الصحي توشك على الخروج عن الخدمة والتوقف عن العمل نهائيًّا؛ بسَببِ انعدام المشتقات النفطية الناجم عن قرصنة سفن الوقود من قبل تحالف العدوان.
وكانت قوى العدوان أقدمت نهايةَ الأسبوع المنصرم على احتجاز سفينة بنزين إسعافية كانت ستسهمُ في تخفيف أزمة الوقود التي أعلنت شركة النفط أنها الأسوأ منذ بدء العدوان.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة، أنيس الأصبحي، للمسيرة: إن “انقطاعَ المشتقات النفطية سيخرج العديد من القطاعات الصحية عن العمل مثل أقسام الغسيل الكلوي وحاضنات الأطفال، وأقسام العمليات”، وهو ما يمثل كارثة مروَّعة وشيكة.
وَأَضَـافَ الأصبحي أن “ألفي طفل بحاجة لأجهزة التنفُّس الصناعي، وقد باتت حياتُهم مهدَّدةً؛ بسَببِ منع دخول المشتقات النفطية”.
وكانت مصانعُ الأوكسجين الطبي قد أعلنت سابقًا أن انعدامَ الوقود أَدَّى إلى انخفاض كبير في مستوى إنتاجها، وهو ما يؤثرُ بشكلٍ خطيرٍ على عمل القطاع الصحي.
وقال الأصبحي: إن “القطاعَ الصحي بحاجة لأكثرَ من ستة ملايين لِتر من الديزل لتشغيل المستشفيات ومصانعه الأوكسجين وغيرها”، وذلك يعني أن احتياجَ الصحي يتطلب تدفقًا مُستمرًّا للمشتقات النفطية، الأمر الذي يحرِصُ تحالُفُ العدوان بشكل إجرامي على ضمانِ عدم حدوثه.
وأعلنت العديدُ من القطاعات الخدمية والإنسانية خلال الأيّام الماضية حالة الطوارئ القصوى وأطلقت نداءاتِ استغاثة محذرة من كوارث وشيكة نتيجة انعدام الوقود، لكن بدون أية استجابة، حَيثُ تخضعُ المواقفُ الأممية والدولية بشكل كامل لنفوذِ الولايات المتحدة الأمريكية التي ترعى إجراءاتِ الحصار بشكل مباشر.
وفي هذا السياق، أكّـد المتحدثُ باسم وزارة الصحة أن “الأمم المتحدة شريكة في الجريمة التي ترتكبُها قوى العدوان بحق الشعب اليمني” مجدّدًا مطالبة المنظمات الدولية بالقيام “بدورها الإنساني والضغط على دول العدوان؛ مِن أجلِ تحييد المِلف الإنساني وإدخَال المشتقات النفطية” كما طالب بـ”فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة للسماح بدخول الأدوية والمعدات الطبية وإخراج الحالات التي تستدعي السفر للعلاج”.
وأوضح الأصبحي أن وزارةَ الصحة تواصلت مع مختلف المنظمات الدولية والأممية وأطلعتها على الوضع الصحي الكارثي الذي يعيشُه البلد في ظل الحصار، لكنه أردف: “لا نعول على المنظمات الأممية كَثيراً فهي شاهدت الوضع الكارثي طيلة 7 سنوات ولم نلمس منها أيَّ تحَرّك مسؤول”.
وكانت صنعاءُ قد وجّهت خلال الأيّام الماضية رسائلَ إنذار شديدة اللهجة لدول تحالف العدوان، توعدت فيها بتجديد استهداف المنشآت النفطية والحيوية السعوديّة والإماراتية ردًّا على استمرار الاحتجاز التعسفي لسفن الواردات ومنعها من الوصول إلى ميناء الحديدة.
وبلغ عددُ سفن الوقود المحتجزة لدى تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي، أربعَ سفن بحمولة إجمالية تبلغ (116.386) طناً من البنزين والديزل والمازوت، وقد تجاوزت فترة احتجاز بعضها خمسة وسبعين يوماً، أي أكثرَ من شهرين.