نساءُ اليمن بعد 7 سنوات من العدوان.. صمودٌ يماني معطاء
أكّـدن على استمرارهن في البذل والعطاء جيلاً بعد جيل
المسيرة – ملتقى إعلاميات اليمن
شعبٌ أراد الحياةَ حُرًّا أبيًّا مستقلًا، وَأراد استعادةَ سيادته وكرامته فثار وتفجرت ثورتُهُ براكينَ في وجه الطغاة المستكبرين، فارتعدَ الطغاة خوفاً منه، ومن إرادته، فقرّروا شَنَّ عدوانٍ كونيٍّ على أبناء الشعب البطل؛ ظناً منهم أنهم في غضون أَيَّـام سيجبرون هذا الشعب على الركوع وَالاستسلام.
لكن ما حدث فاق كُـلَّ التوقعات، فقد استمرَّت مواجهةُ وصمودُ وثباتُ أبناء الشعب اليمني لهذا الصلف والتجبر لسبعة أعوام دون أي تراجع أَو انكسار، وهذه المعادلة لم تكن لتكتملَ دون المرأة اليمنية التي كانت في مقدمة صفوف المواجهة لهذا العدوان إلى جانب شقيقها الرجل اليمني الحر البطل.
لقد كانت المرأةُ اليمنية هي الدافعةَ والباذلة والمنفقة والصابرة والواعية، وهي من آزرت الرجلَ في كُـلّ جبهات المواجهة، وكانت بمثابة الدافع المعنوي واللوجستي والثقافي والاقتصادي في كُـلّ الجبهات، وعلى كُـلّ الأصعدة، ولدينا شواهدُ عديدةٌ سطّرتها المرأةُ اليمنية، تحكيها للعالَمِ مشاهد استقبالها لنجلها وأخيها وزوجها الشهيد بالأهازيج والزغاريد، والوعود للشعب ببذل المزيد، والوعيد للعدو بالدفع بالمجاهدين للدفاع عن الأرض والعرض.
وتقول منسقة الفعاليات والإعلام في محافظة المحويت، هند هتاف، التي وصفت مجريات العدوان أنه “نعمة ومنحة من الله وفرصة عظيمة لا ينالها الكثير، حَيثُ أنه بسَببِ هذا العدوان استنقذنا الله من سقوط لا محالة منه وكنا على شفا حفرة من السقوط وفتح لنا باب من أبواب الجنة وهو الجهاد في سيبله، وأَمَّا ما خلفه فقد خلّف أناساً واثقين بالله معتمدين عليه متوكلين عليه”.
وتضيف بالقول: “إن أُسطورةَ الثبات والصمود لهذا الشعب العظيم بأنه لا غرابة في ذلك على شعب الحكمة والإيمَان الذي ناصر الدين والإسلام منذ بزوغ فجره الأول وتاريخه يشهد بذلك”، متطرقة إلى دور المرأة اليمنية عامة والمرأة في المحويت خُصُوصاً التي بذلت وأعطت وَصبرت وثبتت وكان تحَرُّكها واعياً منذ البداية لمواجهة عدوان همجي بكل ما لديها من مال ورجال وحُلِي ومواقفَ وخروج مشرِّف في المسيرات، فسطّرت أعظمَ المواقف في أصعب اللحظات.
وتشير إلى أن المرأة اليمنية هي من استقت من زينب -عليها السلام- مواقفها وبطولاتها في مواجهة طواغيت عصرها وقدمت فلذات أكبادها في مواجهة يزيد العصر كما لم تبخل بالقوافل لرجال الرجال معبرةً عن صمودها وثباتها مهما تمادى هذا العدوان ومهما استمر ومهما طغى؛ لأَنَّ قضيتها قضية عادلة”.
صمودُ ميدي وحرض بـ “رواية” المرأة اليمنية
من جهتها، تحدثت المنسقة الميدانية لمحافظة حجّـة، فاطمة الجرب، عن السبعة الأعوام من العدوان على أرض ميدي وحرض وعبس وعاهم وحيران في محافظة حجّـة، وهي تشهد أعنف وأشرس المعارك وتسطر أروع الملاحم والبطولات في معترك الصراع الأمني والعسكري.
وتابعت الجرب حديثها واصفة ما تعرضت له محافظة حجّـة خلال السبعة الأعوام الماضية بأنه آية من آيات الصمود والصبر والثبات وصنع الانتصارات رغم الزحوفات الكبرى والمكثّـفة، وغارات وجرائم طالت عدة مديريات في هذه المحافظة؛ لم تركع أبناءها صغاراً وكباراً، نساء، ورجالاً”.
وأكّـدت أنه مع كُـلّ انتصار يزداد أبناء حجّـة -كغيرهم من أحرار الشعب اليمني- عشقاً للمواجهة إيمَانًا ويقينًا وصبراً وصموداً وعزيمة وإرادَة، حَيثُ يقدمون أجسادهم قرابين لله ويقسمون بالله إنه لن يطأ أرضَ حجّـة غازٍ أَو محتلٌّ، مردفةً بالقول: “وها هم يقدمون القوافل تلو القوافل من خيرة الرجال والمال”.
وعن دور المرأة في رفع مستوى المواجهة تحدثت الجرب بقولها: “ها هي المرأة لسبعة أعوام تدفع بفلذات أكبادها رجالاً ربانيين في أرض ميدي وتخبز آلاف الأرغفة لتمد بها الجبهات وتمدهم بمالها وحليها وتجهيز القوافل الغذائية المتواصلة ليصمد ابنها وزوجها وأبيها وليثبتوا في مواجهة عدوان محور الشر الذي لم يرحم شجراً وَلا حجراً وَلا حيواناً ولا إنساناً”.
رسائلُ المرأة اليمنية من أرض مارب
وفي السياق، تحدثت الناشطة الثقافية في محافظة مأرب، فاطمة جميل، عن مظلومية أبناء الشعب بقولها: إن العدوان والإجرام بحق الشعب اليمني لا مثيل له بين كُـلّ شعوب العالم، خَاصَّةً وأن العالم لم يحرك ساكناً أمام ما يرتكب ضد أبناء الشعب اليمني طوال السبعة، الأعوام ما عدا قلة قليلة كانت لهم مواقفُ مشرِّفةٌ أمام ما يحصل لليمن واليمنيين”.
وأضافت جميل “السبعة الأعوام السابقة لم يمض يوم فيها إلا وتقصف فيه المنازل وترتكب فيه الجرائم وتنتهك فيها الحقوق”، متطرقة إلى صمود الشعب اليمني بقولها “إن الشعب اليمني واجه هذا العدوان رغم قلة الإمْكَانات ورغم ما عاشه من مآسٍ وأوجاع، إلا أنه صبر وصمَدَ وواجه وابتكر وصنع رغم كُـلّ التحديات والاستهزاء بقدراته وهو اليوم يصنع حريته بيده”.
واختتمت جميل حديثَها برسالة من نساءِ مأرب إلى دول تحالُفِ الشر “بأننا لن يخيفَنا جبروتُكم وعدوانكم، وكما كنا طوال هذه المدة صامدات وثابتات ونقف إلى جانب إخواننا الرجال وداعمات لهم بالمال والقوافل، سنبقى على الموعد في كُـلّ محطات الصمود في مواجهة عدوان أمريكا وإسرائيل وأدواتها القذرة”.
بدورها، تحدثت المنسقة الميدانية لمحافظة صعدة، لطيفة الهاشمي، عن دور المرأة اليمنية في مواجهة العدوان بقولها: “لقد سجلت المرأة اليمنية أروع المواقف المشرفة في مواجهة هذا العدوان وذلك من خلال رفدها ودعمها ومساندتها للمرابطين بالقوافل والدفع بزوجها وأبنها وَأخيها إلى الجبهات للدفاع عن الوطن والمستضعفين وإعلاء كلمة الله وتماسكها وصبرها وثباتها عند استقبالها للشهداء وتحملها للمسؤولية”.
وأضافت الهاشمي: “المرأةُ اليمنيةُ الحرةُ حضّرت في كُـلّ الظروف السابقة وما زالت ماضية لتقديم المزيد عبر تنشئة الأجيال على ذات القيم والمبادئ وتغرس في نفوسهم الشجاعة والصمود وتقدم لهم الدعم المعنوي وَأَيْـضاً حضورها الفاعل والواعي في كافة الميادين والجبهات بحضورها ومشاركتها في الفعاليات والمسيرات وتطوعها بتقديم الخدمات لجميع افراد المجتمع والإحسان اليهم”.
وأشَارَت الهاشمي إلى الدورِ البارِزِ للمرأة اليمنية في الجبهة الثقافية ومواجهة الحرب الإعلامية والحرب الناعمة، والجهود التي بذلتها وتبذُلُها في المجال الطبي وتأدية رسالتها في التعليم لإخراج جيل متسلح بالعلم.
وأكّـدت المنسقةُ الميدانية بمحافظة صعدة أن المرأةَ اليمنية قامت بدور كبير، في تحمُّلِ المسؤولية في غياب زوجها الرجل واخيها وابنها، وتحدَّت كُـلَّ المخاطر والصعوبات، وتجاوزت كُـلَّ المِحَنِ والمعاناة”.
للمرأة اليمنية دروسٌ وعِبَرٌ قادمة
وفي السياق، وصفت منسقة الفعاليات في محافظة صعدة، أمينة الخطاب، العدوانَ الكوني على الشعب اليمني بأنه “عدوان غاشم وظالم لا يرحَمُ ولا يتسم بصفات الإنسانية لاستهدافه للإنسان والحيوان ومقومات الحياة في هذا البلد، وجرائمه الشاهدة على جرمه تدل أنه ينفذ كُـلّ إجرامه بهندسة أمريكية و”إسرائيلية” وبريطانية يشرف عليها الأمريكي وينفذها السعوديّ والإماراتي”.
وأشَارَت إلى أنه “ورغم ذلك الدمار والجرائم البشعة التي يندى لها جبين الإنسانية ما زال شعبُنا اليمني العزيز بفضل الله والتوكل عليه والثقة به صامداً وثابتاً في وجه هذا العدوان الغاشم ومتقدماً في الجبهات وكل المستويات في مستوى التصنيع العسكري وَالميداني، وَأَيْـضاً في الصمود الاقتصادي والثبات السياسي وعلى مستوى الالتزام بالمواقف الإيمَانية”.
ومع انتهاء الجَولة الاستطلاعية التي لم تكفِ للحديث عن دور المرأة اليمنية في مواجهة العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي، يتأكّـدُ للجميع أنه مع استمرار الإجرام بحق شعبنا، فَـإنَّ للمرأة اليمنية دروساً وعبراً قادمةً في البذل والعطاء والتضحية، ستظل خالدة يحكيها كُـلُّ الأجيال.