الآلافُ في مسيرة اليوم الوطني للصمود بصنعاء: قادمون في العام الثامن بكل قوة وعنفوان
المسيرة – أحمد داوود
أحيا الآلافُ من اليمنيين، يوم أمس السبت، 26 مارس 2022م اليوم الوطني للصمود، بمناسبة مرور 7 سنوات من العدوان والحصار الأمريكي السعوديّ على بلادنا، حَيثُ اكتظت ساحة باب اليمن بالأحرار الذين توافدوا من كُـلّ مديريات وأحياء العاصمة صنعاء، ومن المحافظة، مؤكّـدين للعالم الأعمى بأن الشعب اليمني عصيٌّ على الانكسار ولن يستسلم أَو يخضع للعدوان.
ورفع المحتشدون كعادتهم العديد من اللافتات كُتبت عليها عبارات الصمود اليماني في مواجهة العدوّ، كما رفعوا صور قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، والأعلام الوطنية، ولافتات كبيرة مكتوبًا عليها “قادمون في العام الثامن”.
واختارت اللجنة المنظمة للفعالية ساحة “باب اليمن” مكاناً للاحتشاد؛ لما لها من رمزية، ودلالة كبيرة، فهي المكان الأول الذين احتضن الأحرار في ثاني يوم من العدوان يوم الجمعة، 27 مارس 2015، ويومها خرج اليمانيون منذهلين ومستغربين من القصف والغارات التي طالت صنعاء في اليوم الأول من العدوان ودون مقدمات تذكر لشن الحرب.
ويتكرّر اليوم المشهد، وتتعدد الوسائل، ولكن بعد أن مضى على العدوان والحصار سبع سنوات، كللها اليمنيون بالصبر والثبات، والصمود الأُسطوري، كخيار وحيد في مواجهة كُـلّ العواصف التي لحقت به جراء التوحش الأمريكي السعوديّ الأرعن طيلة تلك السنوات.
وردّد المشاركون في المسيرة العديد من الهتافات منها: “عام الحسم والتمكين” و”سبع سنين ثامنها النصر المبين” وَ”يا جيشنا يا اللجان.. أنتم للعزة عنوان”، إضافة إلى الهتاف بالشعار الرئيس (الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام).
وقبل بدء الفعالية، قرأ المحتشدون بصوت جماعي سورة الفيل ثلاث مرات، وأدعية متعددة بأن يحفظ الله اليمن وينصره على أعدائه.
وابتدأت الفعالية بآيات من الذكر الحكيم قرأها الحافظ محمد حسين الكباري، ثم وقف المحتشدون لتأدية النشيد الوطني، وكلهم همة ونشاط وعزيمة تعانق جبل “نقم” المطل عليهم بعنفوانه الأبي.
أنتم الأعلون
وصعد بعد ذلك مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين إلى المنصة، مرحباً بالجماهير الغفيرة التي توافدت إلى هذه الساحة، ثم ألقى كلمة حماسية تطرق فيها إلى جملة من الرسائل والنصائح والإرشادات، مؤكّـداً أن العدوان لم يتمكّن من تحقيق أي انتصار يُذكر خلال السنوات السبع الماضية، وأن الصبر اليماني والصمود أوجد لهذه الشعب الحرية والشجاعة، ثم خاطب الآخرين قائلاً: “لا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن شاء الله، فالحق معكم، والله معكم؛ لأَنَّكم مظلومون، ومعتدى عليكم، فعليكم بالصبر والثبات والتقوى، والإكثار من ذكر الله”.
وواصل العلامة شرف الدين قائلاً: “لقد خيَّبَ اللهُ آمالَ الأعداء، ونحن اليوم وفي العام الثامن مقبلون بثبات وصمود، وثمرة ذلك هو النصر بإذن الله”، مُشيراً إلى أن الأعداءَ حاولوا المكر والخداع، ولكن الله لم يحقّق لهم أملاً، مطالباً بأن نكون أكثر ثباتاً وصبراً وأكثر استقامة مع الله حتى نزداد عزة وكرامة.
وزاد بقوله: “ثقوا بأن وعدَ الله حَقٌّ، وها نحن نرى التحالف اليوم يترنحُ؛ لأَنَّه على باطل، وخالف أوامر الله، وعما قريب ستحل بهم قارعة”.
وخلال الفعالية، تم إحراق العلَمَين الأمريكي والإسرائيلي، ثم ألقى الشاعر عبادُ أبو حاتم قصيدةً شعريةً ألهبت حماس الحاضرين.
دعواتٌ للنفير العام
واختُتمت المسيرةُ ببيان قرأه مستشارُ المجلس السياسي الأعلى بصنعاء، محمد طاهر أنعم، والذي أكّـد فيه أن اليوم الوطني للصمود هو ذكرى هامة، ومحطة ننطلق منها لمواجهة العدوان الأمريكي السعوديّ، والتصدي لجرائمه المروعة بحق المدنيين الأبرياء، مؤكّـداً أن الشعب اليمني لن يستكين ولن يستسلم للمجرمين.
وبارك البيان للقوات المسلحة اليمنية والقوة الصاروخية والطيران المسير الضربات النوعية المسددة في العمق السعوديّ في عمليات كسر الحصار الأولى والثانية والثالثة، كما أوضح أن اليمنيين لن ينسَوا بأن العدوان قد أعلن من واشنطن، وأنه ارتكب أول جريمة في حي بني حوات بصنعاء.
وقال أنعم وهو يقرأ البيان: “نستنكر كُـلّ الممارسات العدوانية والأسلحة المحرمة والفتاكة والحصار والتجويع، الذي تمارسه قوى العدوان على بلادنا، مؤكّـدين أن خيار المواجهة والصمود هو الأصوب، وأننا قادمون في العام الثامن بكل قوة وعنفوان”.
ووجّه البيان التحيةَ لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي –يحفظه الله-، داعياً في تدشين العام الثامن كُـلّ أحرار الشعب للتوجّـه والنفير إلى جبهات العزة والكرامة والشرف لمواجهة الأعداء، مؤكّـداً الجاهزيةَ لتعزيز كُـلّ جبهات المواجهة مع العدوان.
واختتم البيانُ بالتأكيد على جُملةٍ من القضايا الهامة، منها أن العدوانَ الإجرامي على اليمن هو أمريكيٌّ غادِرٌ تقودُه أمريكا وتنفذه السعوديّة، وأن المواجهةَ لهذه العدوّ هي الخيارُ الصائب، كما طالب البيانُ الأحرارَ في المحافظات الجنوبية المحتلّة بعدن وحضرموت وشبوة وغيرها بالتحَرّك لطرد الاحتلال الذي جاء لاستعبادِ شعبنا، مؤكّـداً أن القيادةَ الثورية والسياسية بصنعاءَ على وعدها وعهدها في الاستمرار في النضال حتى تحرير كُـلّ شبر في بلادنا من المحتلّين.
وبارك البيانُ عملياتِ كسر الحصار، معتبرًا أنها حَقٌّ مشروع ومكفول لشعبنا اليمني، مؤيداً كُـلَّ الخطوات التي تنتهجها القيادةُ لضرب المنشآت الحيوية والنفطية في مملكة العدوان حتى ترتدع وتوقف عدوانها وترفع حصارها، كما أكّـد البيان على الموقف الثابت لليمن من القضايا الهامة في المنطقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
واختُتمت الفعاليةُ بالنشيدِ الوطني.