ليلةُ الذكرى الحافلة: نورٌ ونار .. بقلم/ سند الصيادي
كانت ليلةُ العام السابع من الصمود حافلةً بالمشاهد والعِبَرِ، وفي مشاهدها التي لخّصت قِصَّةَ سبعِ سنوات من العدوان، وَسبعةِ أعوام من الصمود.. بيانٌ عسكريٌّ يتلوه ناطقُ القوات المسلحة عن عملية نوعية يمانية إيمَانية في عُمق تحالُفِ العدوان، تتبعُه صورٌ تتوارَدُ من مختلفِ الشاشات لذلك العمق المستهدف والمشروع، والحرائقُ تستعرُ في أوصاله وألسنة الدخان المتصاعدة منه تعجزُ الإجراءاتُ القمعيةُ أن تخفيَ سوادَها، بعد أن شاهدها القاصي والداني ووصلت سحائبُها إلى قصورِ ونوافذِ ملوك وأمراء الإجرام وأدواتِ الصهاينة وعبيدهم، فكتمت أنفاسَهم وأصابتهم بالاختناق.
وفيما النارُ لا تزالُ تنتشرُ لتلتهمَ ما بقي من أهداف في قائمة “السفير اليماني المفوَّض”، واستمرار لهذه الافتتاحية الكرنفالية المليئة بالإبهار، يطلُّ علينا النورُ من وجه قائد الصمود وَسيد المسير، مستعرضًا لشعبه وللعالم ما قد سبق من أحداث ومواقف، وعلى قاعدة “فَـإنَّ الذكرى تنفعُ المؤمنين” يعيد التذكير بالجرائم والمجازر والمكائد، وما قابلها من معجزات إلهية جاءت نتيجةَ الصبر والإيمَان والاحتساب، قبل أن يضعَهم على الخطوة الأولى لعام ثامنٍ يتقدمُه هو بالمؤشرات المبشِّرة، وَبثبات وإيمَان منقطع النظير وبإنجازات لا تُعد ولا تحصى.
وفيما المسامع صاغيةٌ برضا وانصياع إلى مضامين الخطاب، كانت الأبصار شاخصةً تتزاحم أمامها المشاهد نورًا ونارًا، والتأمل بقلوبٍ حامدة شاكرة يفند الفرق في وقائع أول ليلة لمستهل العدوان ووقائع آخر ليلة من سابعة الصمود، أين غابت عربدةُ الخِطاب المستكبِر المستفز وَالتهديد وَالوعيد؟ وَكيف أصبحت اليوم ولولةً وعويلًا؟!
وفيما القائدُ يختزلُ المراحلَ بالتأكيد على جُملةٍ من المواقف الثابتة محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا، كان الشعب يتأهب إلى سماع العبارات التي اعتادها من قائده وينتظرُها مطلعَ كُـلّ عام، وكما لم يخذل هذا القائدُ شعبَه في كُـلّ شأن، لم يخذل مشاعرهم المتلهفة إلى “قادمون” وما بعدها.
وفي قدوم هذا العام -بحسب توقيت القائد- عباراتٌ تأتي تثبيتاً لمعادلات سابقة وتعزيزًا لها، وَعبارات أُخرى تدشّـن فصولًا جديدةً من قصة الإعجاز اليماني، وَتفتح آفاقًا أوسع من العمل الإيمَاني والوطني على مختلف المجالات.. فالسلام المعظَّمُ لهذا النور المتشح بالنار، وَلشعبٍ كان ولا يزال هذا قائدَه.