من المستفيد من تفخيخ صنعاء وعدن؟! بقلم/ عبدالفتاح حيدرة
هناك قاعدةٌ أمنيةٌ تقولُ: (إذا أردتَ أن تعرفَ الجانيَ ابحث عن المستفيدِ من الجريمة)، وَالوعي اليوم هو أن رجال الأمن في صنعاء أحبطوا عمليةً إرهابيةً كان في نيتها تفجيرُ عدد من السيارات المفخَّخة وسط العاصمة صنعاء، ومنعوا الجريمة الإرهابية قبل حدوثها، وضبطوا الإرهابيين والمجرمين، ثم كشفوا للشعب اليمني كله بالصوت والصورة وَالوثائق وَالتحقيقات كيفيةَ متابعة السيارات المفخخة وَأساليبَ وطرقَ انطلاقها وَتهريبها من مأرب إلى العاصمة صنعاء منذ البداية، وإظهار كافة أعضاء الخلية المتورطين في هذا العمل الإجرامي على شاشات التلفزة، وتحديد اسم وصورة وصفة ووظيفة المخطّط الرئيسي مع كافة أعضاء الخلية، من دون أن ترد سلطاتٌ بنكران ذلك، بل اختارت صمتَ الاعتراف والفشل.
أما في عدن التي تحرسها سبعَ عشرةَ دولةً من أغنى دول العالم مالًا وتسليحًا ومعلوماتٍ ومخابراتٍ، فَـإنَّ الخلايا الإرهابية التي تلاحقها الدول السبعَ عشرة نفسُها، تسرح وتمرح وبإشراف أجهزة مخابراتها، وقامت بتوزيع العبوات الناسفة والسيارات المفخَّخة في شوارع عدن بكل أريحية، وَمن دون حسيب أَو رقيب أَو سؤال أحد، بل وقامت بتنفيذ مخطّط تفجير العبوات الناسفة والسيارات المفخخة، مَا أَدَّى إلى مقتل مسئولين وضباط كبار يتبعون الانتقالي وما يسمى الشرعية (الزائفة)، وَإرهاب الناس في الشوارع وتهديدهم بانعدام الأمن والأمان للعيش في مدينة عدن.
صحيح أن القتلى الذي استهدفتهم العبوات الناسفة والسيارات المفخخة من الضباط المجرمين والخونة والمرتزِقة والعملاء الذين يرتاح القلب لسماع مقتلهم، وعلى رأسهم (جواس)، لكن قتل وَإرهاب المجتمع المسكين وانعدام الأمن والأمان للناس البسطاء في شوارع عدن هو الجريمة التي نأسف لها، ونقف ضدها؛ كونها جريمةً إجرامية تمُسُّ أمن واستقرار المجتمع في مدينة عدن وبهدف قذرٍ ولعين وهو محاولة خلط الأوراق وتأجيج وتسعير الصراع المناطقي والمذهبي شمالا وجنوبا؛ بهَدفِ وضع أقدام أدوات المجرمين الكبار على كراسي المفاوضات.
وما بين استهداف صنعاء وعدن بالمفخخات وبهذا الأُسلُـوب الإجرامي وهدفه القذر، بات يعلم الشعب اليمني شمالا وجنوبا وشرقا وغربا وفي كُـلّ اليمن علم اليقين التام، أن انطلاق العبوات الناسفة والسيارات المفخخة إلى صنعاء وعدن صادر عن مشكاة واحدة، وقد كشفتها أجهزة أمن صنعاء للناس بالصوت والصورة والاسم والصفة والرتبة والوظيفة، وهي مشكاة (حزب “الإصلاح” في مأرب)، وأن من خطط لهذه الأعمال الإجرامية ونفذها هو رئيس الخلية قائد قوات الشرطة العسكرية بمأرب، الإخواني (منيف) المرتبط بعلي محسن وحزب “الإصلاح”.
وبما أن القرين بالقرين يُذكر فَـإنَّ تورط قاعدةَ سلفيي عمالقة طارق عفاش الإرهابية واضح جِـدًّا بتبادل الأدوار مع دواعش على محسن (الجناح الإرهابي لحزب الإصلاح)، في خلط لتلك الأوراق وتنفيذ تفجيرات عدن بالذات، لإلصاق التهمة في ذهنية أبناء المحافظات الجنوبية والمجتمع الدولي بسلطة وأمن صنعاء؛ انتقاماً لمقتل الشهيد القائد.
والحقيقة أن من يتم تصفيتُهم في عدنَ، أوراقُهم محروقة أصلاً عند البريطاني والأمريكي والإسرائيلي، لهذا يتم اغتيالُهم والتخلص منهم ليستفادَ منهم حتى إذَا كانت هناك مفاوضاتٌ مع صنعاء يكون هناك قدمٌ لقاعدة طارق عفاش في المحافظات الجنوبية (شبوة)، ويكون لحزب “الإصلاح” الكرسي الأكبر؛ للحفاظ على مأرب من السقوط، ولو تطلب الأمر منهما إحراق وتفجير كُـلّ المحافظات الجنوبية وقتل وإرهاب كُـلّ الناس المساكين في المحافظات الواقعة تحت الاحتلال.