مسيرة عشرة أعوام من المصداقية .. بقلم/ رانيا زيد الشدادي
هي صدق الكلمة كانت وما زالت، هكذا عهدناها، فضحت زيف الأعداء، وكشفت الحقائق كما لا يخفى على الجميع أنها كانت صوت الثوار والأحرار مثلت الشعب اليمني خير تمثيل، كانت منبرًا للحق منها استقينا ثقافة القرآن وفيها كان أمل كُـلّ الأحرار لإيصال كلمتهم ونقل معاناتهم.
لم تكن مُجَـرّد قناة تلفزيونية بل كانت منهجاً يسير عليه كُـلّ أباة الشعب اليمني فمنذ انطلاقتها الأولى وهي مواكبة لكل الأحداث ونقلت لنا ما سعى العدوّ طيلت سنوات لإخفائه.
حرفت بوصلة الشعب نحو العدوّ الحقيقي وكشفت العدوّ على حقيقته البشعة المنتهكة لحقوق الإنسان، وجعلت محورها الرئيسي قضية الأُمَّــة كُـلّ الأُمَّــة القضية الفلسطينية التي لطالما غُيبت عن الشعوب عشرات العقود.
حملت روح المسؤولية على عاتقها ولم تألُ جهداً في إيصال الحقيقة للجميع رغم الظروف والعواقب، وقدمت للعالم من الشعب اليمني العزيز شعب الإيمَان والحكمة الشعب المظلوم والمعطاء والكريم الذي تعرض للظلم والاضطهاد على مدى عشرات من الأعوام، هذا الشعب العظيم الذي قدمته القنوات الأُخرى كشعب ضعيف مستكين يطمع فيه الأعداء وفي ثرواته.
كانت المسيرة أولى القنوات التي أطل منها قائد المسيرة القرآنية السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي (حفظه الله) وهو يتلو آيات الله ويقدم هدى الله وهو يبصّرنا ويوجهنا نحو طريق النجاة والحرية والاستقلال.
ولا ننسى أن صوتها كان صوت الثوار في ثورة الـحادي عشر من فبراير وثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، كان ميكرفون المسيرة وكاميرتها في كُـلّ ساحة وكلّ مخيم للثوار نقلت من هناك مطالبَهم وطموحاتهم الاستقلالية والتنموية؛ مِن أجلِ بناء يمن جديد حُر وقيادة شريفة صادقة تتطلع لتحقيق مطالب الشعب وتمضي نحو الاستقلال وَالاكتفاء والتنمية.
وفي يوم من الأيّام تعرض فيها شعبنا لعدوان غاشم سعوديّ أمريكي وكان منبر المسيرة هو أول من كشف لنا من وراء هذا العدوان ومن هو المهندس لهذا العدوان وشاشتها تنقل لنا أولى جرائم هذا العدوان تعرض المشاهد المؤلمة للأطفال والنساء والرجال والشيوخ وأشلائهم مبعثرة وهم تحت ركام المنازل أثر غارت العدوّ وقنابله المحرمة دوليًّا، فضحت العدوّ بعرض جرائمه للعالم وفضحت متشدقي الإنسانية بسكوتهم إزاء تلك الجرائم البشعة التي تُنتهك بحق أبناء الشعب اليمني، وأظهرت مدى انحطاط العدوّ حتى أنه لم يستثنِ أحداً من القصف فكان كُـلّ ما في اليمن هدفاً لصواريخه وقنابله سواء بشراً أَو حجراً، هذا جانب والجانب الآخر هو الأروع والأجمل فكانت هي من تزف لنا البشارات والانتصارات ومن تعرض لنا المشاهد التي تُثلج وتشفي صدور المؤمنين وترعب الأعداء، نقلت تلك المواقف البطولية للمجاهدين في كُـلّ الجبهات مواقف الشجاعة والإيثار والثبات والتفاني والإخلاص والإخاء ومشاهد التنكيل بالعدو وهزائمه النكراء، وصورت صواريخ وطائرات مسيَّرة يمانية الصنع وهي تستهدف عمق العدوّ السعوديّ وَالإماراتي ومعسكرات العدوّ في الداخل، ولا ننسى المشاهد المشرفة للشعب اليمني العظيم في مسيراته المجابهة للعدو والحشود العظيمة في المولد النبوي الشريف واليوم الوطني للصمود ويوم القدس العالمي.
وهَـا هي في عامها العاشر من المصداقية والجهاد والتفاني ما زالت في أوجّها وما زالت قناتنا الأولى، فـقناة المسيرة متنفس الجميع ومحط أنظار الجميع في الداخل والخارج فلا يوجد من يستقي أخباره الصادقة والدقيقة من غيرها حتى العدوّ بنفسه يرى فيها المصداقية أكثر من قنواته.
فكل عام ومنبرنا ومنبر كُـلّ أحرار العالم بكل خير ومن تفوق إلى تفوق يا صوت الحرية والإباء وكل مستضعف في هذه الأرض، وكل التحية والسلام لكادرها المؤمن المجاهد، ونتمنى لهم التوفيق والمزيد من التألق.