العام الثامن للصمود.. فاتحة النصر الكبير لليمن “تصريحات”
المنيعي: حالة الانحناء والاستسلام ليست واردة في قاموسنا والصراخ والعويل لن يجدي العدوان نفعاً
الطوقي: علينا الاهتمام بالتحشيد ورفد الجبهات والحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية ومضاعفة الجهود في كافة المجالات
المسيرة – محمد عبده عباس المنصور
دخل اليمانيون العامَ الثامنَ من الصمود وهم بكل قوة وعنفوان، لا يَكِلُّون ولا يملون ولا يستسلمون لمواجهة عدوان أمريكي سعوديّ بريطاني إماراتي غادر.
وضرب اليمنيون خلال السنوات الماضية أروع الأمثلة في الصبر والصمود والتحدي، فقد تمكّنوا من هزيمة أكبر ترسانة عسكرية في المنطقة والمدعومة بشكل كبير من قبل الأمريكيين، وتمكّن المجاهدون الأبطال من الجيش واللجان الشعبيّة أن يدوسوا الدبابات الأمريكية بأقدامهم.
ويظل موقف الشعب اليمني ثابتاً لا يتغير، فهو لا يقبل الذل والمهانة، ولا يقبل المحتلّين يدنسون تراب الوطن؛ ولهذا فقد كان إعصاره كبيراً، وزئيره وصل إلى العالم، وخَاصَّة بعد أن تم استهداف العمق السعوديّ مؤخّراً في عمليات كسر الحصار الأولى والثانية والثالثة التي كانت مرعبة وموجعة ومؤلمة للأعداء.
وتغمر الكثير من المواطنين الفرحة الكبيرة؛ بسَببِ هجمات كسر الحصار، آملين أن يكون القادم أعظم بعون الله وتوفيقه وَبصبر وعزيمة الشعب اليمني؛ لأَنَّه لا خيار أمام الجميع سوى الصمود الأُسطوري، وهو خيار إنساني وأخلاقي وديني ومبدئي للتصدي للمعتدين.
وفي هذا الصدد، يقول عضو مجلس الشورى الأُستاذ أحمد المنيعي: بفضل الله وتوفيقه وتأييده نسمع ونشاهد تفاعل أحرار وشرفاء الشعب اليمني في كُـلّ المواقف والفعاليات الوطنية الداعية لرص الصفوف ورفد الجبهات لمواجهة تحالف دول العدوان ومرتزِقتهم، مؤكّـداً أن ما حملة “إعصار اليمن” إلَّا دليل واضح على تفاعل الشعب اليمني وحيويته وإيمَانه الراسخ بوجوب استمرار الحشد والنفير لإكمال معركة التحرّر الوطني حتى النصر وهي أَيْـضاً رسالة سياسية وعسكرية واقتصادية يوجهها الشعب اليمني إلى تحالف دول العدوان بأن سياسة التجويع والحصار لن تجدي نفعاً ولن تحقّق لكم هدفاً، وإننا كشعب يدافع عن كرامته وسيادته لا خيار لدينا إلَّا الصمود ورفد الجبهات بالرجال والمال حتى تحقيق النصر.
ويواصل المنيعي في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة”: “أما حالة الانحناء والاستسلام فلم ولن تكون واردة في قاموسنا وكل محاولاتكم من سابع وثامن المستحيلات تحقيقها ويجب أن تنظروا نظرة دقيقة نحو قيم وتاريخ وعزة وشموخ الشعب اليمني ولا تنظروا إلى حالته الاقتصادية؛ لأَنَّ الشعب طوال تاريخه يفضل الجوع على الخضوع والموت على الحياة وصلابته أمام الظروف وصموده الأُسطوري في مواجهة الأعداء معروف ومعلوم للجميع على مر التاريخ”.
ويؤكّـد أنه يجب على دول تحالف العدوان أن تتعظ وتعتبر وتنظر إلى التحولات التي حصلت منذ العام الأول للعدوان وحتى هذه اللحظة، حَيثُ كانوا يدعون القوة والقدرة على الحسم السريع خلال أسبوعين أَو شهرين بحسب إعلانهم وبياناتهم الرسمية وتصريحات قياداتهم والناطقين باسمهم وكان حينها سلاحنا هو السلاح الشخصي الخفيف، وها هم اليوم ينهزمون في كُـلّ الجبهات القتالية الميدانية ويشكون من ضربات صواريخنا البالستية والطيران المُسَـيَّر في مختلف عواصم ومحافظات دول العدوان السعوديّ والإماراتي ويستغيثون بمجلس الأمن ويناشدون العالم كله بالتدخل لإيقاف الضربات المسددة في عمق بلدانهم المعتدية على اليمن.
ويشير إلى أنه ومع ذلك “لن يفيدهم الصراخ والعويل ونحن بالله أقوى والشعب اليمني بقيادته الحكيمة الثورية والسياسية وحكومته الوطنية ومجاهديه الأبطال من أبناء الجيش واللجان الشعبيّة وكلّ قواه الحية وقبائله الأبية وكافة شرائحه لن يقبلوا بغير النصر وهزيمة العدوّ المحتلّ وإجباره على الرحيل ودفع الثمن في كُـلّ ما تسبب فيه عدوانهم من القتل والدمار والحصار”.
ويواصل: “اليوم ونحن قد دخلنا العام الثامن من الصمود والتصدي للعدوان في أكثر من خمسين جبهة وأبطال الجيش اليمني واللجان الشعبيّة يحقّقون الانتصارات المذهلة ويثبتون يوماً بعد آخر كفاءتهم وقدرتهم على دحر وهزيمة العدوّ والقوة الصاروخية تتفوق بشكل مضطرد في التصنيع ومضاعفة الإنتاج، ولذلك لن يكون بعد عملية الإعصار إلَّا تحقيق الانتصار الكامل وتحرير كافة الأرض اليمنية من دنس المحتلّين ومرتزِقتهم”، موجِّهاً نصيحته لدول العدوان بسرعة وقف العدوان وسحب قواتها المتواجدة على الأراضي اليمنية وترك اليمن وشئونَه الداخلية إلى الأبد فقد ذهب عصر الوصاية الخارجية إلى غير رجعة.
لا عذرَ لأحد في الدفاع عن الوطن
وعلى صعيد متصل، يقول عضو مجلس النواب، الشيخ محمد الطوقي: إن الشعبَ اليمني يدخل العام الثامن من الصمود بفضل الله تعالى، وهو صابر ثابت، داعياً إلى ضرورة تماسك الجبهة الداخلية، فالعدوّ يسعى جاهداً لاختراقها، ويستغل أي حدث ويختلق الأزمات والفبركات ويسخر لذلك ملايين الدولارات بعد أن عجز خلال الـ 7 السنوات.
ويضيف الطوقي لصحيفة “المسيرة” أن إعصار اليمن هو الإعصار الأول الذي يحظى باهتمام من رأس الهرم، وُصُـولاً إلى القاعدة الجماهيرية الشعبيّة، حَيثُ اشتركت فيه كُـلّ القوى السياسية المناهضة للعدوان، مُشيراً إلى أن الحاجة أتت لحملة “إعصار اليمن” بعد سبع سنوات من العدوان لمواجهة تصعيده في ظل الصمت الدولي وسياسة ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين في قراراتهم وذلك ما ظهر جليًّا في الحرب الروسية الأوكرانية، موضحًا أن القيادة السياسة والثورية رأت ضرورة استنهاض الأمَّة، وأنه لا سبيل لوأد وإفشال عدوانهم وفك الحصار الخانق إلَّا بما آتانا اللهُ من قوة نضرب بها عدو الله ونصد زحفه ونفشل مخطّطاتهم الاستعمارية في كُـلّ شبر من أرض الوطن.
ويرى أن الإعصار هو لإشراك كُـلّ أبناء الوطن بصناعة النصر والفتح المبين والذي سيكون ثمرة وتتويجاً لجهودهم وصبرهم وتضحياتهم، فالنصر بات قاب قوسين أَو أدنى إن شاء الله، داعياً كُـلّ أبناء شعبنا الأبي المجاهد أن يهبوا هبة رجل واحد عملاً بقول الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ).
وحمّل الطوقي كُـلَّ اليمنيين المسؤوليةَ الكاملة أمام الله وأمام أنفسهم ووطنهم في الدفاع عن الدين والوطن والعرض، مؤكّـداً أنه لا عذر لأحد؛ كون الدفاع ومواجهة العدوان ليس مسؤولية حزب أَو جماعة أَو طائفة أَو مكون، وَإنما هو مسؤولية كُـلّ اليمنيين لا سِـيَّـما وأن العدوان في عامه الثامن قد ظهرت كُـلّ مشاريعه وانكشفت أنها تآمرية وتدميرية للوطن، وتستهدف كُـلّ اليمنيين أرضاً وإنساناً بالحصار والقتل حتى أُولئك الذين انضووا تحت لوائه من المخدوعين وَالمغرر بهم ومن باعوا دينهم ووطنهم نتيجة أطماعهم ووقوعهم في العمالة وخيانة الوطن.
وأشَارَ إلى أن أولوياتنا هي الاهتمام بالتحشيد ورفد الجبهات والحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية ومضاعفة الجهود في جميع المجالات الخدمية والسعي إلى الاكتفاء الذاتي، لافتاً إلى أن حملة “إعصار اليمن” جاءت كضرورة ملحة تستدعي منّا التحَرّك في كُـلّ مجالات الحملة؛ لما لها من ثمار قوية وطويلة المدى وتسهم في التأسيس لنصر الله والفتح المبين الذي يرونه بعيدًا ونراه قريباً جِـدًّا بإذن الله، وما ذلك على الله بعزيز وسبحانَ ربنا إن كان وعدُ ربنا لَمفعولًا.