مبادرة الرئيس المشاط… طوق النجاة الوحيد للعدوان “تصريحات”
المسيرة | عباس القاعدي
من موقع القوة والاقتدار، أعلن رئيسُ المجلس السياسي الأعلى بصنعاء، المشير الركن مهدي المشاط، في كلمته بمناسبة اليوم الوطني للصمود عن مبادرة سلام بشكل أحادي تتضمن تعليق الضربات الصاروخية والطيران المُسَـيَّر والأعمال العسكرية كافة باتّجاه السعوديّة براً وبحراً وجواً لمدة 3 أَيَّـام، مؤكّـداً أن اليوم الوطني للصمود يفتتح عاماً ثامناً لخوض مرحلة جديدة من العمل المقدس الذي لا يتوقف إلا بالسلام المشرف.
وتأتي المبادرة بعد ضربات قوية نفذتها القوات المسلحة اليمنية في العمق السعوديّ، وأدت إلى إحراق أرامكوا جدة، حَيثُ اشتعلت النيران بكثافة وغطى الدخان الأسود سماء المدينة، في رسالة عسكرية كبيرة أثبتت للعالم بأن اليمن قادر على إيلام العدوّ وإجباره على الاستسلام.
وفي هذا الشأن، دعا محمد عبدالسلام –رئيس الوفد المفاوض– النظامَ السعوديّ إلى إثبات جديته نحو السلام بالتعاطي الإيجابي مع مبادرة السلام اليمنية التي أعلنها الرئيس المشاط وذلك بالاستجابة لوقف إطلاق النار وفك الحصار وإخراج القوات الأجنبية المحتلّة من بلادنا والتي تعتبر تمهيداً للحل والسلام والذي يتم في أجواء هادئة بعيدًا عن أي ضغوط عسكرية أَو إنسانية.
ولأن المبادرةَ جاءت من واقع “حرص” لا “ضعف” فهي تعلنُ السلامَ وتحمل في طياتها الحربَ، إن رُفِضتَ؛ ولهذا يقول وزير الإعلام ضيف الله الشامي، معلقاً على المبادرة: “افتتح الرئيس المشاط العام الثامن بمبادرة وخيار السلام على الحرب والعدوان وبخطوات عملية شاملة ومن طرف واحد تشمل كافة جوانب الحرب العسكرية والاقتصادية والأسرى، مؤكّـداً أن المبادرة تسقط ورقة المزايدة بالسلام من أيدي دول العدوان، وترمى الكرة في ملعب المجتمع الدولي والأمم المتحدة.
ويوضح الشامي أن المبادرة التي أطلقتها القيادة السياسية اليمنية تمنح تحالف العدوان السعوديّ والإماراتي فرصة تاريخية للخروج من ورطتهم في اليمن بسلام مشرف، بل وأكثر من ذلك تمثل فرصة للمتشدقين بالسلام والحرص عليه من المجتمع الدولي بشكل كامل.
فرصةٌ تاريخية
من جهته، يؤكّـد سفير اليمن في سوريا، عبدالله صبري، أن مبادرة الرئيس مهدي المشاط تفتح الأفق أمام السلام المشرف العادل، بحيث يتوقف العدوان على بلادنا دون انتقاص من سيادة اليمن واستقلاله وكرامة شعبه.
وحول المبادرةِ التي تدعو النظام السعوديّ إلى إثبات جديته نحو السلام بالتعاطي الإيجابي مع مبادرة السلام اليمنية التي أعلنها الرئيس المشاط قبل أن يتحول إلى مستورد للمشتقات النفطية وباحث عن مزود للطاقة، يقول عضو المكتب السياسي، فضل أبو طالب: إن مبادرة الرئيس مهدي المشاط للسلام تؤكّـد حرص وجدية صنعاء على السلام خَاصَّة أنها صدرت من موقع قوة وَفي ظل فشل تام لتحالف العدوان؛ لذلك يجب على دول العدوان أن تستغل الفرصة وأن تتعاطى معها بإيجابية، كما ينبغي على الأمم المتحدة أن تجعلها أَسَاساً لعملية السلام إذَا كانت لديها نوايا حقيقية لذلك.
وكون ما يسمى بمشاورات الرياض التي أعلن عنها مجلس التعاون الخليجي الأمريكي، مسرحية قدمت حصراً لشهر مارس؛ كون أيامه تحمل إجراءات عسكرية يمنية قاسية نظراً لأهميّة مارس عسكريًّا، أتت عمليات كسر الحصار الثلاث التي نفذتها القوات المسلحة في العمق السعوديّ، رداً على الحرب والحصار وما تحمله من التفافات ومخادعة تلك الدعوة والمشاورات السخيفة، ومعلنة مبادرة الرئيس المشاط على أَسَاس عسكري قوي ومن موقع قوة واقتدار، وَأُحادية الجانب مزمنة وَمشروطة بتأكيد جديد بالرغبة للسلام، وإسقاط كُـلّ عناوين السلام الزائفة التي يسوق لها العدوان، إضافة إلى القول بأن صنعاء صاحبة القرار والحل الشامل.
في إطار المبادرة التي وضعها الرئيس مهدي المشاط، المتضمنة إيقاف كافة أشكال العمليات الحربية تجاه السعوديّة، وحول تداعياتها وأبعادها السياسية يقول الخبير العسكري والمحلل السياسي زين العابدين عثمان: إن المبادرة في حَــدّ ذاتها جاءت من موضع القوة والاقتدار بفضل الله تعالى، مؤكّـدة حرص القيادة الثورية والسياسية على السلام المشرف وحقن الدماء وإعطاء السعوديّة الفرصةَ لتنقذَ نفسَها من أعاصير اليمن المحدقة بها والتي لا يوقفها إلَّا السلام المشرف ووقف العدوان والحصار على الشعب اليمني.
ويؤكّـد عثمان أن تعليق كُـلّ العمليات العسكرية البرية والبحرية والجوية على السعوديّة، ومن طرف واحد إثبات حسن نية القيادة الثورية والسياسية في العاصمة صنعاء لترسيخ مفهوم السلام وإلقاء الحجّـة تجاه تحالف العدوان، كما أن المدة المزمنة للمبادرة وهي 72 ساعة تأتي كفترة مناسبة لتعيد السعوديّة ومن خلفها أمريكا حساباتهم العسكرية والاستراتيجية التي فشلت وانهارت بالحرب وأصبح الاستمرار فيها انتحاراً جنونياً، موضحًا أن الفرصة اليوم أمام السعوديّة لتخرج من اليمن بما تبقى لها من ماء الوجه ويكفيها دروس عمليات كسر الحصار الساحقة التي وصلت تأثيراتها إلى مستوى تدمير منشأة أرامكو في جدة بشكل شبه كلي وتلقيها خسائرَ بمليارات الدولارات، وبالتالي الفرصة مواتية لتنقذ نفسها من هذا الجحيم وذلك بالتعاطي مع المبادرة بجدية وإيجابية وبشكل يوقف العدوان ويرفع الحصار عن شعبنا اليمني بشكل نهائي.
وفي حال الرفض وانتهاء المدة دون أن يحصل جديد من قبل السعوديّة وحلفائها، يؤكّـد الخبير العسكري عثمان أن ذلك سيكون أكبر خطأ ترتكبه السعوديّة منذ بداية العدوان؛ لأَنَّها ستعيد نفسها إلى مربع الاستهداف من جديد، مع فارق أن “عمليات ما بعد المبادرة” سيكون مدمّـراً إلى مستوى لا يمكن تخيله أَو توقعه، وستكون سيناريوهات الهجوم مركزة لتدمير الأعماق الحيوية داخل السعوديّة وعلى رأسها منشآت ومحطات أرامكو النفطية وفق إطار ناري وعملياتي مدروس ومتصاعد يصل إلى حَــدّ تحييد هذه المنشآت وتدميرها وقطع خط إنتاج النفط التي تتغذى عليه أمريكا بشكل كلي أَو شبه كلي.
مبادرةُ سلام حقيقية
وفي السياق، يقول وكيل أول محافظة الحديدة، عبدالجبار الجرموزي: إن مبادرة الرئيس المشاط جاءت من موقف القوة وسوف يكون لها أبعاد سياسية كبيرة تكشف حقيقة العدوان الذي يتغنى بالسلام في اليمن، وكذلك نفي كُـلّ الشائعات والدعايات التي يسوق لها العدوان أن صنعاء لا تريد السلام وأنها تريد استمرار الحرب.
وبحسب الجرموزي، فَـإنَّ المبادرة تنهي كُـلّ الشائعات التي تبثها أبواق العدوان، وتثبت جدية صنعاء في مبادرة السلام العادل والمشرف وَأَيْـضاً سوف يكون لها تداعيات إيجابية إذَا تعاطت معها قوى العدوان بإيجابية وهي في الحقيقة تشكل فرصة للعدوان للخروج من المأزق الذي وقع فيه، ولا سيَّما أنها تأتي بعد عمليات كسر الحصار الثالثة التي كانت عملية نوعية وواسعة وخلفت خسائر كبيرة في المنشآت الاقتصادية للعدوان السعوديّ.
وبالتالي فَـإنَّ المبادرة المتزامنة مع اليوم الوطني للصمود والذكرى السابعة للعدوان، وبتوقيتها القوي التي أعلنت فيه يعطيها أهميّة كبيرة وزخماً سياسياً على المستوى العالمي والعربي؛ لأَنَّها مبادرة حَـلٍّ واضحة وواقعية، مقابل ما يقدمه العدوان من دعوات مزيفة ولها أغراضٌ أُخرى، لكن مبادرةَ الرئيس المشَّاط واقعية وفعلية، حَيثُ أعلن أنه يتم وقف كُـلّ العمليات العسكرية البرية والبحرية والجوية لمدة ثلاثة أَيَّـام.