زمامُ المبادرة الرئاسية .. بقلم/ محمد عبدالباري قاضي
نحن نمتلكُ “زمام المبادرة”.. وَصْفٌ يُطلَقُ على مَن يتحكَّمُ بمجرياتِ الأمور وَيمتلكُ القوةَ وَالحكمةَ معاً، فالعدوّ السعوديّ يصفُ مبادرةَ الرئيس المشّاط بأنها إعلانُ استسلام وَتوسُّل من الحوثي وَاستعداده لتنفيذ كُلَّ ما كان سيطرح في أية مشاورات من وقف إطلاق الصواريخ وَالإفراج عن الأسرى وَإيقاف كُـلّ الجبهات بما في ذلك مأرب.
فمن حَيثُ المبدأ رُفضت المبادرة وَتم التشكيكُ فيها من قبل شرعية الفنادق، لكن بالمقابل كشفت لنا من هُم تجَّار الحروب الذين يرفضون السلامَ وَيفضّلون العيش في الحروب وَالأزمات كبيئةٍ قذرةٍ يعتاشون فيها كالبكتيريا وَيتكاثرون؛ لأَنَّهم يدركون بأن لو توقف العدوان وَرُفع الحصار بالتأكيد سيخسرون مصالحَهم وَالأموالَ التي تُصرف عليهم من قبل أسيادهم وَلن يكون لهم أيُّ تمثيل في التوافُق السياسي القادم؛ كونهم لم يعد لهم أيُّ ثقل في المشهد.
وبالتالي حتى لو وافقت السعوديّةُ على المبادرة ستظلُّ أدواتُ العمالةِ تنخرُ في جسدِ أي اتّفاق لتعودَ المعاناةُ التي يعتبرونها مصدراً أَسَاسياً للارتزاق، فهم يدركون استحالةَ عودتهم بيننا كموطنين صالحين؛ لذلك العاقبة فعلاً للمتقين إن أرادوا الحربَ أم أرادوا السلام؛ لأَنَّنا لم يعد لدينا ما نخسرُه، لكننا نمتلك الكثير من مكامن القوة، بينما العدوُّ ما يزال لديه الكثيرُ من المصالح التي لم يخسرها بعدُ وَإذَا خسرها فقد انتهى أمرُه.