احتفالاتُ ذكرى الصمود في جدة وما جاورها .. بقلم/ مرتضى الحسني
يومُ الصمود الوطني يُشعِلُ شموعَ عيد ميلاده السابع ولكن بنوعٍ فريدٍ مقارنةً بجميع أعياد الميلاد وبحفلة كبرى وفي مكان مميز.. فالحفلة التي أقامتها قوتا الصاروخية والطيران المسيَّر اليمنيتين خرقتا العادة استضافةً وفناً وإنارةً ورائحة في مدينة جدة التي يحب أن يناديها السعوديّون بعروس البحر الأحمر فهنيئاً لها هذه الاستضافة وهذه الحفلة التي جعلت جدة تتنفس دخان القصف وتشم رائحة الحرب النتنة التي يتلذذ بها حكامها عاهات العرب.
طبعاً ابتدأت الحفلة (العملية) عصراً وأعلنت عنها القوات المسلحة اليمنية بوسم عملية كسر الحصار الثالثة الذي قابلها نهاراً الرد السعوديّ المعتاد بأنه مقذوف تم التعامل معه بنجاح إلا أن سواد الليل باندماجه مع احمرار النار فنّد تلك المزاعم ولم تستطع المملكة تدثير النار ودخانها ولم تجد حلاً سوى اللجوء إلى حجج إمدَادات النفط العالمي وخيوط الاقتصاد الدولي أَو التعلق بقشة التنديدات الأمريكية والبريطانية اللامجانية.
العملية استمرت لساعات عدة وسبقها عمليتان حملتا ذات الاسم واستهدفت أماكن حساسة أملاً في الإفراج عن سفن المشتقات النفطية والتخفيف من وطأة الأزمة إلا أن التحالف أمعن في تعسفه ولم يفرج عنها وتعلق بشماعة التفاوض والدعوة إليها مغالطاً للرأي العام ومحاولاً النأيَ بنفسه عن دائرة الاستهداف ظناً منه بأن ذلك سيمكّنه من ملاعبة العقول خُصُوصاً إغداقَه مبالغَ خيالية للمشاركين بكل مستوياتهم علماً أن الحضور لم يكونوا إلا شلة الارتزاق القابعة في فنادقه أما أحرار صنعاء لم ولن يشاركوا في هكذا سخافات صبيانية.
احتفالاتُ جدة زامنتها كلمةٌ هامة للسيد قائد الثورة بمناسبة الذكرى شدّد فيها على أن الحلَّ لن يكون إلا برفع الحصار وإيقاف العدوان وإنهاء الاحتلال، ما دونها حربٌ مقدسة يخوضها الشعب اليمني وسيمضي فيها في كنف الله ومعيته حتى النصر والتحرير، وعلى السعوديّة ومن يسبح في فلكها مراجعة نفسها والتفكير في كيفية الخروج من مأزق وورطة الحرب على اليمن التي فشلت بشهادة حتى أصدقاء السعوديّة المقربين، ناهيك عن الأعداء اللدودين.
رأس تنورة ورابغ وجيزان وغيرهن تتقاسمن جدة الضربات والحرائق مع تفوق جدة على الجميع بخروج أرامكو عن الخدمة بعد فشل شتى الوسائل في إسكات ألسنة اللهب التي جعلت من عويل المملكة يُهذي كُـلّ ذي سمع وبصر وَأَيْـضاً هي من بيدها الحل في إيقاف الحرب لكن هذا الحل معقود بإرادَة الأمريكي الذي لن يترك مصالحه تندثر حباً في عيون المملكة أَو تحالفها.
عُمُـومًا ذكرى الصمود دخلت ربيعَها الثامن والوضع في اليمن الإنساني والمعيشي صعبٌ بكل ما تحمله المفردات من معانٍ مختلفة والسبب الحصار الجائر والعدوان ومع كُـلّ يوم يفوت يتنامى سوء الأوضاع المعيشية ولم تأخذ المملكة حذرها من الكوارث بل افتعلتها وعليها تحمل النتائج فـ (القِمْر قَتّال) ولن تنفعها لا أمريكا ولا بريطانيا ولا أي كائن يكون فحق اليمني لم ولن يضيعَ سُدًى.