فلسطين المحتلّة: تفاصيلُ جديدةٌ حول عملية الخضيرة البطولية
المسيرة / متابعات
تأتي أهميّةُ عملية الخصيرة، وخطورةُ دلالاتها وتبعاتها، على مدار الأسبوع، إذ كانت مدار اهتمام وسائل الإعلام الصهيونية، حَيثُ ركز المعلقون الإسرائيليون في تعليقاتهم على العملية؛ باعتبَارها دليلاً على أن العمليات الفدائية جزء من “الشرق الأوسط القديم” الذي لا يسمح ” للشرق الأوسط الجديد بالنهوض”، في إشارة إلى مسار التطبيع، بحيث أنه “في كُـلّ مرة يرفع فيها الشرق الأوسط الجديد رأسه، يأتي القديم ويحاول قطعه”.
في السياق، كشفت مصادر إعلامية عبرية، عن تفاصيل جديدة للعملية الفدائية في مدينة الخضيرة بالداخل الفلسطيني المحتلّ عام 1948م.
وقال موقع واللا” الإخباري العبري: إن “التخطيط للعملية تم مسبقًا؛ بهَدفِ قتل أكبر عدد من الجنود وعناصر الشرطة الإسرائيلية”.
وأوضح أن “منفذَي العملية أوقفا مركبتهما بالقرب من موقف الحافلات، الذي حدث فيه إطلاق النار، ورصدا عناصر من حرس الحدود الإسرائيلي، ومن ثم فتحوا النار عليهم، وقتلوا اثنين منهم”.
وَأَضَـافَ الموقع: أن “التحقيقات أظهرت أن المنفذين خططا لانتزاع السلاح من الجنود، وتنفيذ عملية إطلاق نار واسعة لقتل عدد كبير من المستوطنين الإسرائيليين”، زاعماً أنه “كان بحوزتهما أكثر من ألف رصاصة”.
وبيّن أن التقديراتِ تشير إلى أن المنفذين واجها صعوبة في الحصول على بندقية من طراز “أم 16″، والتي يبلغ سعرها في “العالم السفلي” (تجار السلاح) في “إسرائيل” حوالي 100 ألف شيكل (31 ألف دولار).
ولفت الموقع العبري إلى أن “الهدف كان قتل عشرات المستوطنين”، مُضيفاً أن “البنادق التي كانت بحوزة منفذي العملية لم تكن الأدَاة الرئيسية لتنفيذ الهجوم، بل وسيلة للحصول على أسلحة أكثر تطورا”.
من جهتها، قالت القناة 12 العبرية: إن “المركبة من نوع مازدا، التي وصل بها المنفذان للمكان، لأحد أقربائهما، وتم اعتقاله إلى جانب أربعة آخرين من العائلة، يُشتبه أنهم ساعدوا المنفذين”.
وأضافت أنه “عُثر في المركبة على صواعق ومناظير ومصابيح وكميات كبيرة من الذخيرة، وملابس تمويه، إلى جانب الأسلحة والذخيرة التي كانت موجودة معها في سترات عسكرية ارتدياها خلال العملية”، وفق زعم القناة.
وقُتل جنديان “إسرائيليان”، وأُصيب 12 آخرون، مساء الأحد الفائت، بعملية استشهادية في الخضيرة، فيما استشهد المنفذان، وهما إبراهيم وأيمن اغبارية، من مدينة أم الفحم شمال فلسطين المحتلّة عام 48.
من جانب آخر، قالت القناة 13 العبرية: إن “التقديرات لدى المنظومة الأمنية الإسرائيلية تشير إلى أن موجة العمليات الفدائية الحالية ما زالت في بدايتها”.
وفي توقيت وطريقة تنفيذ عملية الخضيرة الأحد، الفائت، شكّل مبعث قلق لدى المعلقين الإسرائيليين، وخُصُوصاً أنه تزامن مع مؤتمر تطبيعي في النقب، أفشلته العملية.
وخطفت العملية الفلسطينية الأضواءَ من الاجتماع الذي عُقد في النقب بين وزراء خارجية الاحتلال، الولايات المتحدة، مصر، المغرب، البحرين، والإمارات، وفرضت نفسها بقوة على جدول الأعمال “الإسرائيلي”، في ضوء توقيتها الحساس، ومكان تنفيذها داخل أراضي الـ 48، وطريقة التنفيذ، فضلاً عن هُــوِيَّة منفذيها، ونتائجها القاسية “إسرائيلياً”.
وقد أثنت حركات وفصائل المقاومة الفلسطينية على العملية البطولية في الخضيرة المحتلّة، ورأت فيها ردًا على قمة التطبيع في النقب، وشدّدت على ضرورة تصاعد المقاومة في الضفة الغربية المحتلّة، وأن الفلسطينيين رغم كُـلّ الضغوط والإجراءات الأمنية الصهيونية قادرون على ضربه في العمق.