الرئيس المشاط في حوار خاص مع قناة “اليمن الفضائية”: العام الثامن سيكون مليئاً بالمفاجآت إذا لم يُصْــغِ العدوّ لصوت العقل والمنطق
المسيرة: خاص
جدّد رئيسُ المجلس السياسي الأعلى بصنعاء، المشير الركن مهدي المشاط، التأكيدَ على ثبات الموقف اليمني في التعامل مع جهود السلام العادل والمشرف، في حين نوّه إلى تصاعُدِ القدرات العسكرية اليمنية الدفاعية والهجومية للتعامل مع أي تصعيد يشنه العدوان، مجدّدًا النصحَ لتحالف الشر بالتوقف عن المناورات السياسية والممارسات الصبيانية التي ستلقي بكل العواقب عليه، سيما مع تصاعد قدرات الردع في عمق دول العدوان.
المبادرةُ كإبراء للذمة وإكمال للحجّـة قبل “الأعاصير”
وفي مقابلة شاملة مع قناة اليمن الفضائية، مساء أمس الثلاثاء، أشار الرئيس المشاط إلى أن “مبادرتنا جاءت في سياق بحثنا عن حقوق شعبنا المشروعة وإبراءً للذمة”، مُشيراً إلى أن التصعيدَ الذي سبقها كان في نفس السياق، في إشارة إلى عملية كسر الحصار الثالثة التي جاءت استجابةً لمعاناة الشعب جراء الحصار.
وقال الرئيس المشاط: “نتوقع أن يكون العامُ الثامنُ مليئاً بالمفاجآت إذَا لم يُصْــغِ العدوُّ لصوت العقل والمنطق”، في إشارة إلى أن انتهاء مهلة المبادرة دون استجابة سعوديّة سيقود اليمن إلى عمليات ردع موجعة تجبر العدوّ على الاستجابة للمطالب اليمنية المشروعة والمحقة.
وَأَضَـافَ المشاط في رسالة شديدة اللهجة: “كُـلُّ خياراتنا مفتوحة والمفاجآت واردة في المستقبل لكننا نتمنى أن يسمعوا صوتَ العقل”، مُشيراً إلى أن “الأعداء وصلوا إلى أزمة ودخلوا في مستنقع لم يستطيعوا أن يخرجوا منه بالشكل الذي يتصورون”.
وعلى صعيد المناورات السياسية التي يسعى من خلالها تحالف العدوان لعمل التفافات على طريق السلام، أكّـد الرئيس المشاط أن عمليات الردع لا علاقة لها بـ”مشاورات الرياض”، مُشيراً إلى أن هدفها ترتيب الوضع الداخلي للمرتزِقة.
وتابع: “نحن نريدُ مساعيَ جديةً للوصول إلى حلول شاملة، وما يُرَتَّــبُ له في الرياض ليس في سياق السلام”، مؤكّـداً الجهوزية اليمنية للسلام حال وجود نوايا صادقة وجادة لدى الأعداء.
وأشَارَ الرئيس المشاط إلى أن “الاتصالات مُستمرّة بين الحين والآخر منذ بداية العدوان لكنها لا تفضي إلى نتائجَ للأسف الشديد”، منوِّهًا إلى أن “الأعداءَ لديهم مطامعُ ونحن لدينا حقوقٌ لشعبنا نشتغل على تحقيقها في كُـلّ المستويات”.
ولفت إلى أن الجانبَ الوطني قدّم “مراراً رؤىً واضحةً وصحيحةً تؤدِّي للوصول إلى حَـلٍّ سياسي شامل وتُنهِي مظاهرَ العدوان كاملةً”، متبعاً “مؤخّراً قدَّمنا ورقةً إنسانيةً للمبعوث الأممي قبل جلسة مجلس الأمن لكن ليست هناك استجابةٌ للأسف”.
ونوّه إلى أن “الأممَ المتحدة وكثيراً من الأطراف الدولية وحتى الأعداء يعترفون لنا في الأحاديث الثنائية بأن طرحَنا منطقي”، مُضيفاً “أكّـدنا للأمم المتحدة في أَيَّـام المبعوث السابق أنه لم تعد هناك فرصةٌ للتلاعب بموضوع الوقت”، مؤكّـداً أن “الصورة واضحة تماماً في ما يتعلق بالسلام وكل الرؤى أصبحت ناضجةً إذَا كان هناك إرادَة”.
وفيما لفت المشير المشاط إلى أن الأعداءَ “يريدون فرْضَ إرادتِهم علينا ومن حقنا ألا نقبلَ أيةَ أُطروحات تتنافى مع مطالب وإرادَة شعبنا”، فقد أكّـد أن “مطالبُنا محقة ولا يستطيع أحد في هذا العالم أن يتمنَّنَ علينا بحقوقنا”.
وفي رسالة قوية فجّرها الرئيس المشاط إلى طريق المناورات السياسية الالتفافية للعدوان وأدواته في الرياض، أكّـد بالقول “من المستحيل أن يكونَ اليمنَ حديقةً خلفيةً ولن يكون شعبنا ذليلاً مهاناً يتسول حقَّه في العيش”.
وفي سياق الجهود الأممي في ظل المبعوث الجديد، قال الرئيس المشاط إنه “من الصعب أن نستقبلَ مبعوثًا أمميًّا عاجزاً عن إدخَال سفينة وقود”، مُضيفاً “من يعجز عن إدخَال سفينة وقود وهو يمثل الأمم المتحدة فهو عن غيرها أعجز “.
مشروعيةُ الرد والردع اليمني
وفي سياق عمليات الرد والردع اليمنية الموجعة، رد الرئيس المشاط على ادِّعاءات العدوان وأدواته المرتزِقة بشأن وجود أسلحة إيرانية في اليمن، بقوله: “من يشكّكْ في يمنية ضرباتنا فلا تَعنينا أيةُ جنسيات يريدُها”.
وتابع الرئيسُ حديثه “التصعيد وارد والحربُ مُستمرّةٌ وعلى أَشَدِّها والجديدُ فقط أننا بدأنا بفتحِ خيارات أشدَّ وأكثر إيلامًا”، منوِّهًا إلى أن “حملة إعصار اليمن جاءت كوعاء لاحتواء الاندفاع الشعبي وتنظيمه وليس لأَنَّ هناك نقصاً في المقاتلين”.
وأكّـد أنه “ليس عندنا عجزٌ في المقاتلين ومن يتحدث عن ذلك في اليمن فهو واهم”.
وتعليقًا على العمليات في العمق الإماراتي، قال الرئيس المشاط: “لسنا آسفين على استهداف قاعدة الظفرة الإماراتية وليعتبروا ذلك تحديًّا أَو كيفما شاءوا”، مؤكّـداً أن “من حقنا الإنساني الرد على المعتدي سواءٌ أكان قوةً عظمى أَو صغرى”.
الحربُ الاقتصادية عدوان أمريكي بريطاني لإخضاع الشعب
وفيما أكّـد الرئيسُ مهدي المشاط أن “التصعيدَ العسكري والاقتصادي للعدو يخدم جبهاتنا ولا يحقّق له شيئاً”، جدد التنويه إلى أن “أزمة الوقود تأتي تتويجًا لحربٍ اقتصادية مُستمرّة منذ أن أعلن السفير الأمريكي لنا في الكويت بأنه سيعمل على ضرب قيمة العملة”، مُشيراً إلى أن “من يتولى مِلف الحرب الاقتصادية علينا هم الأمريكيون والبريطانيون لإيصال المعاناة إلى كُـلّ بيت”.
ولفت الرئيسُ إلى أن “غلاءَ المعيشة يأتي في سياق سلسلة برامج يعمل عليها العدوّ بكل قذارة لإنهاك شعبنا”، موضحًا أن العدوّ يمارسُ سياسةَ التركيع ضد اليمنيين ويعاقبهم على رفض أجندته والصمود في مواجهته.
ولفت إلى أن الجبهةَ الاقتصادية كالعسكرية بل أصعب؛ لأَنَّ العدوّ يستطيع من خلالها إيصال إجرامه إلى كُـلّ أسرة، متطرقا إلى أن “هناك من يصل الليلَ بالنهار في سياق إحباط وإفشال مؤامرات عدونا في الجبهة الاقتصادية”، موضحًا أن اتِّخاذ القرارات في الجبهة الاقتصادية مثلما هو في الجبهة العسكرية تماماً ولا يخضعُ للشعارات الجماهيرية.
وعرّج الرئيسُ على دور الإعلام في المرحلة الراهنة وخطورة إظهار الإجراءات المتخذة وإعلانها للعدو الذي يسارعُ دوماً إلى إفشال كُـلّ المشاريع والرؤى الرامية إلى تخفيف معاناة الشعب اليمني.
وقال الرئيس في هذا السياق: “الإعلام سلاحٌ ذو حدين والعدوّ يراقب كُـلّ تحَرّكاتنا للاطلاع على خططنا ونحن في عملية استباق”، مُضيفاً “نقدِّرُ شعور الشعب ونريد أن نعلنَ عن جهودنا لكن لدينا تجارب استغل فيها العدوّ التسريبات”.
وأردف بالقول: “لا نُظهِرُ كُـلَّ ولا بعضَ ما يتم إنجازُه بل إن العمليات والخطوات الاستراتيجية لا يُفصَحُ عنها للإعلام أبدًا”، مؤكّـداً أنه “عندما عرضنا مشروعاتٍ في صيانة الطرق قام المرتزِقةُ في اليوم التالي بمنع دخول الإسفلت فوجهنا بمنع العرض”، غير أنه أكّـد أن كَثيراً من المسئولين يضعون المداميكَ الأولى لبناء الدولة في المؤسّسات.
وتطرق الرئيسُ المشاطُ إلى المعاناة التي يكابدُها شعبُنا جراء الحصار وتداعياته، مؤكّـداً أن “ارتفاع الأسعار مرتبطٌ بالحصار ويتحمل العدوانُ مسؤوليتَه”، مُشيراً إلى أن سعر الصرف جزءٌ واحدٌ من عدة قضايا تؤدّي إلى ارتفاع الأسعار.
ولفت إلى أن “ارتفاعَ أسعار البورصة والنقل البحري والوقود وإجراءات الحصار أسباب أَسَاسية في ارتفاع السلع”.
وقال الرئيس: “نخوضُ نقاشًا مُستمرّا مع التجار، خَاصَّةً مع قدوم شهر رمضان المبارك لتحديد الأسعار”، منوِّهًا إلى أن “هناك من يستغل الظروفَ والتغييرات لكن لدينا برنامجٌ لضبط الأسعار”.
وفي ختام مقابلته، طمأن الرئيسُ المشاط “شعبَنا بأننا سنحقّق ما يطمح إليه من الحياة الحرة والكريمة”.