يوم الصمود الوطني المقدس .. بقلم/ عبدالغني العزي
تأتي قداسة يوم الصمود الوطني ليس لأَنَّه ذكرى مؤلمة لغدر واعتداء وعدوان النظام السعوديّ ومن لف لفه من أنظمة عرب الكيان الصهيوني ومرتزِقتهم، وإنما لأَنَّه عنوان انتصار يمني فريد في زمن الاستكبار العالمي والسيطرة الصهيونية.
إن يوم الصمود اليمني بات يوماً وطنياً وعنواناً عريضاً وتاريخيًّا مقدساً في حياة شعبنا اليمني العظيم بما يمثله من هزائم نكراء لحلف العدوان وخَاصَّة النظام السعوديّ على امتداد سبع سنوات مضت وما سيليها من سنوات مقبلة عنوانها الجهاد في مختلف نواحي الحياة.
لقد كشف يوم الصمود الوطني الكثير من الحقائق التي كانت مغيبة ووَضّح العديد من المواقف المزوَّرة التي كانت الأنظمة الدولية تختبئ تحت عناوينها وتلوك عبر وسائل الإعلام مفرداتها بنفاق مركب واستغباء خبيث للشعوب ومكوناتها التحرّرية المتطلعة للخلاص من بطش الطغاة وظلم الأنظمة وفي مقدمة تلك الحقائق ما يسمى الحقوق الإنسانية والقوانين الدولية التي تدعيها أنظمة الامبريالية العالمية وأنظمة العمالة والتبعية العربية، حَيثُ أثبت يوم الصمود الوطني أن لا حقوق للإنسان ولا قوانين للحروب ولا ضوابط للمواقف وأن المصالح والمال هو من يحكم العالم وقوانينه ومنظماته وكياناته الدولية.
إننا وبعد أن عاش شعبنا اليمني المكافح سبعاً من السنوات العجاف بفعل أنظمة الجور والبطش والعدوان أدركنا أن القوة لله وأن القوي بالله تعالى هو الأقوى وأن الطغاة لا يمثلون رقماً أمام قوة القوي الجبار ولو امتلكوا الدراهم والدنانير والنفوذ والسلاح الفتاك وهذه هي الحقيقة التي تحرص أنظمة العمالة العربية على تغييبها عن وعي الشعوب المستضعفة.
ومن يوم الصمود اليمني لا بُـدَّ لكافة الشعوب أن تمتلئ أفكارها وتتشبع قلوبها وتتيقن عقول أبنائها أن القوة قوة الله وحده والتي بها ومنها تنبثق أنوار التحرّر وتستحضر كوابيس الهزائم للطغاة والمتكبرين في الأرض.
إن استشعار القوة الربانية والعظمة الإلهية كفيل بمحو وإزالة الخوف الناتج عن الحسابات لموازين القوى البشرية، وهذا ما تشبع به شعبنا اليمني العظيم المجاهد بفضل الله تعالى ونور المشروع القرآني الذي رسم معالمه الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، ويقوده اليوم سماحة السيد المجاهد عبدالملك بدرالدين الحوثي، والذي استطاع به مقارعة أعتى أنظمة الجور وهزيمة ترساناتهم العسكرية التي كانوا يعتقدون أن فيها نجاتهم وحماية سلطانهم وها هي اليوم خذلتهم جهاراً نهاراً وصاروا يتجرعون مرارات الهزائم المتتالية ويتمرغون في وحل الخزي على أيدي ومن أسلحة اليمنيين البسطاء المستضعفين الذين أدركوا قوة الله ولجأوا له فمنحهم الصبر والعز والنصر والتمكين.
إن يوم الصمود اليمني يومٌ مقدسٌ بقداسة القضية والمشروع وعظيماً بعظمة المظلومية والانتصار وسيظل كذلك في ذاكرة الشعب اليمني الذي حمل راية الاستقلال والخلاص ورفض التبعية والارتهان وبذل دماءَه رخيصةً في سبيل ذلك.