المشهد الفلسطيني.. وتداعيات اليومين الماضيين ، رمضان سيكونُ الأكثرَ سخونة ومناطق التماس قد تتحول إلى ساحات حربٍ حقيقية
المسيرة| متابعة خَاصَّة:
في يومٍ ملتهِبٍ بالضفة الغربية المحتلّة بدأت أحداثُه في مخيم جنين شمال الضفة ووصلت إلى جنوبها، شهيدان ارتقيا برصاص قوات الاحتلال الصهيوني في اشتباكات شهدها المخيم بعد اقتحامه من قبل قوات خَاصَّة أُصيب أحد أفرادها برصاص المقاومة، جيش الاحتلال ادعى أن عملياته في المخيم وبلدات مدينة جنين تأتي ضمن التحقيقات المُستمرّة في “عملية بني براك” في “تل أبيب”، التي نفذها الأسير المحرّر البطل ضياء حمارشة، وهي الثالثة التي ينفِّذُها أبطالٌ فدائيون جهاديون فلسطينيون مقاومون أبوا إلا أن يحرّروا ارضهم وبلدهم من رجس الصهاينة المحتلّين الغزاة الدمويين.
فمع سقوط أسطوانة الأمن الصهيوني المشروخة؛ بفعل عمليات المقاومين الفلسطينيين، بدأ الإحباطُ مخيماً على الصهاينة الذين يعيشون الخوف والإحباط والتراجع في ثقتهم بقدرة أجهزتهم الأمنية والاستخبارتية على حمايتهم، وفيما لا تزال عملية الخضيرة تعشش في ذاكرة المحتلّ، فَـإنَّ كافة المؤشرات تفيد أن شهر رمضان الذي أطل علينا، سيكون الأكثر سخونة بين الأشهر الماضية وقد تتحول مناطق التماس في الضفة إلى ساحات حربٍ حقيقية.
فها هي سرايا القدس (كتيبة جنين)، تكشف تفاصيل أحداث مخيم جنين التي وقعت صباح الخميس الفائت.
وقالت السرايا: “في خطوة تصعيدية خطيرة، أقدمت قوات الاحتلال الصهيوني فجر الخميس، على اقتحام مخيم جنين من كافة محاوره، واعتلاء الوحدات الخَاصَّة والقناصة أسطح المنازل المرتفعة والمشرفة على حارات المخيم”.
وأضافت: “تقدمت عشرات الاَليات، حَيثُ قامت بمحاصرة عدد من المنازل في محاولة فاشلة لاعتقال بعض المجاهدين في المخيم، حَيثُ جوبهت بمواجهة قوية واشتباكات عنيفة من المقاتلين والمقاومين، حَيثُ أفشل مقاتلونا هذه العملية الجبانة ومنعت قوات الاحتلال من الوصول إليهم”.
وتابعت كتيبة جنين في بيانها: “إن يقظة مقاتلينا، كشفت هذه العملية الجبانة وتصدت مجموعات سرايا القدس في مخيم جنين لقوات الاحتلال، حَيثُ دارت اشتباكات عنيفة في أكثر من محور، وأدت لإصابة جندي صهيوني من قوات الدوفدوفان”.
ونعت كتيبة جنين في بيانها الشهيد المجاهد سند أبو عطية، ابن مخيم جنين، والشهيد يزيد السعدي من مدينة جنين، اللذين ارتقيا أثناء المواجهات مع قوات الاحتلال، وإصابة اثنين من مجاهدي الكتيبة، مؤكّـدة أن دم الشهداء يوحد جماهير شعبنا في تصويب البُوصلة تجاه عدونا الغاصب، وإشعال نار المقاومة والمواجهة حتى تحرير أرضنا وتطهير مقدساتنا.
كما نعت الشهيد البطل نضال جعافرة من مدينة الخليل، والذي نفذ عملية الطعن البطولية جنوب بيت لحم.
وأكّـدت كتيبة جنين أن “فشل الاحتلال في اعتقال مجاهدي كتيبة جنين، يعد ضربة كبيرة قوات الاحتلال ومنظومته الأمنية، والتي تحاول استعادة هيبتها بعد سلسلة العمليات الاستشهادية التي ضربت العمق الصهيوني الأسبوع الماضي، وخَاصَّة عملية تل أبيب التي نفذها الشهيدُ ضياء حمارشة من بلدة يعبد قضاء جنين”.
كما أكّـدت أن أيَّ اقتحام لمخيم جنين سيجد من مجاهدي الكتيبة بأساً شديداً، معاهدة أبناء شعبنا، على عدم السماح للعدو باستباحة أرضنا وبلداتنا وقرانا.
في السياق، شيعت جماهير الشعب الفلسطيني، أمس الأول، ثلاثة شهداء سقطوا برصاص الاحتلال في الضفة الغربية المحتلّة، اثنان في مخيم الجليل والثالث في بيت لحم.
وفيما شيّع الفلسطينيون في مدينة جنين ومخيمها مع ساعات الظهيرة جثماني الشهيدين وسط الدعوات لاستمرار المقاومة.
قال القيادي في الجهاد الإسلامي، خضر عدنان: “نحن اليوم في جنين نقول بأن البطلين السعدي وأبو عطية قاوماا هذا الاحتلال حتى النفس الأخير، والمقاومة كانت حاضرة في جنين ومخيمها، الاحتلال يحاول ترميم الصورة التي مزقها أبطال المقاومة وآخرهم ضياء حمارشة، ضياء المقاومة والجهاد الذي كسر هيبة الاحتلال في تل ابيب تل الربيع المحتلّة”.
قرب مستوطنة غوش عصيون إلى جنوب الضفة الغربية ارتقى شهيد ثالث برصاص الاحتلال بعد أن زعم الاحتلال أنه صعد إلى إحدى الحافلات وحاول طعن المستوطنين الذين كانوا يستقلونها، وكما يبدو فَـإنَّ تناقضاً يصيب حكومة نفتالي بينت في ظل أعمال المقاومة في الضفة والمناطق المحتلّة عام 48، فمن جهة يتحدث الرجل عن ضرورة ضبط الواقع الأمني خلال شهر رمضان المقبل ومن جهة أُخرى يوجه رسالة إلى “الإسرائيليين” بحمل السلاح ومواجهة الفلسطينيين.
وقال المتحدثُ باسم حركة فتح، حسين حمايل: “الهدفُ الأول لهم في هذه الحكومة هو القتل، الآن على العالم أن يفهم وعلى العرب والمسلمين أن يفهموا جيِّدًا بأن الشعب الفلسطيني وما يحدث مع الشعب الفلسطيني هو لعنة عليهم وسيسجل في صفحات عار التاريخ، كُـلّ من صمت وكل من دعم وكل من وقف مع كيان الاحتلال”.
وأضاف أن “الاحتلال الصهيوني وحكومة نفتالي بينيت، تريد من الفلسطينيين أن يلتزموا السلبية في الرد على اعتداءاتهم، وهذا ما كان يوماً ديّدن الفلسطينيين”.
وفي اتّجاه آخر، استشهد شاب، أمس الجمعة، إثر إصابته برصاص قوات الاحتلال في الرأس أطلقها جنود الاحتلال خلال مواجهات متواصلة في شارع الشلال في الخليل، فيما أُصيب عددٌ من المواطنين برصاص الاحتلال والاختناق، خلال مواجهات اندلعت في مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلّة.
وأفَادت مصادر فلسطينية، بأن الشهيد هو أحمد يونس الأطرش (29 عاماً) من مدينة الخليل، وهو أسيرٌ سابق تم الإفراج عنه من سجون الاحتلال قبل سنة تقريبًا.
وفي بلعين غرب رام الله، أُصيب شاب بالرصاص الحي في يده وقدمه، والعشرات بالاختناق، أمس الجمعة، خلال قمع قوات الاحتلال المسيرة المركزية التي انطلقت في القرية، إحياء للذكرى الـ46 ليوم الأرض.
واستهدفت قوات الاحتلال، المشاركين في المسيرة بالرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع، والصوت، ما أَدَّى لإصابة شاب بالرصاص الحي والعشرات بحالات اختناق.
وفي قريوت، أُصيب مواطنان أحدهما بشظايا قنبلة صوت في عينه والآخر بعيار معدني مغلف بالمطاط في الفخذ، الجمعة، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال والمستوطنين في قرية قريوت جنوب نابلس.
وفي نابلس، أُصيب عدد من المواطنين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وآخرون بالاختناق، الجمعة، خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال في بلدة بيتا جنوب نابلس، وقرية بيت دجن شرقها.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني: “٢١٥ إصابة في مواجهات بيتا وبيت دجن وقريوت جنوب وشرق نابلس وكفر قدوم شرق قلقيلية بينها إصابة بالرصاص الحي وَ١٨ إصابة بالرصاص المطاطي”.